اهتمام علمي وثقافي ألماني بمهرجان الدفاع عن البيئة في العراق
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
وبعد النقد الحاد الذي وجهه اردوغان إلى حكومة انجيلا ميركل بدعوى "فشل" سياستها الإندماجية، ومطالبته العلنية بمنح تركيا عضوية الاتحاد الأوربي، أصبحت قضية مياه دجلة والفرات، من ضمن نقاط أخرى، من المواضيع الجديدة التي تثير علامات الاستفهام حول مدى التزام تركيا بتحقيق شروط الانتماء إلى الاتحاد الأوربي. فقضية السدود الهائلة التي تبنيها تركيا، وتبتلع معظم حصة العراق من المياه الدولية، لا تثير موضوع حرمان الأكراد من حقوقهم في تركيا فحسب، وإنما تتجاوز ذلك إلى طرح مدى التزام أنقره بالقوانين الدولية الخاصة بتقاسم المياه في نهرين جوليين مثل دجلة والفرات.
افتتح المهرجان مساء الجمعة، على قاعة مسرح الثقافات المتعددة، بحضور حشد من السياسييين والإعلاميين واساتذة الجامعات المهتمين بقضية الدفاع عن الإرث الثقافي والبشري في بلاد الرافدين. واستمع الحضور إلى كلمات قدمتها حكومة كولونيا المحلية، مؤسسة البيئة والتنمية في مقاطعة الراين الشمالي فيست فاليا، منظمة"كاريتاس التركية"، كلمة الصحافة الألمانية الحرةن إضافة إلى كلمة عائلة الشاعر العراقي جميل صدقي الزهاوي ثم كلمة"الديوان الشرقي- الغربي".
بعد الكلمات استمع الحضور إلى نموذج حي من الثقافات المهددة بالتصحر في بلاد الرافدين. وعزف الفنان العراقي، المقيم في كولونيا، قاسم محمد مقطوعات موسيقية شرقية كلاسيكية على آلة السنطور. وهو من خريجي معهد الدراسات الموسيقية، درس العزف على آلة السنطور التي تعتبر من أبرز الآلات المصاحبة للجالغي البغدادي والمقام العراقي، شارك بفعالية في النشاطات الفنية التي يقيمها المعهد لطلبته آنذاك، كما تم اختياره ليعزف على آلة السنطور في فرقة البيارق المتخصصة في الموسيقى العربية الكلاسيكية.
في الثامنة مساء كان الجمهور العربي على موعد مع العمل المسرحي الثالث لفرقة أور المسرحية على خشبة مسرح الثقافات المتعددة "ارقداش". والمسرحية عبارة عن مونودراما من تأليف عز الدين طابو، إخراج ثامر الشكرجي، سينوغراف محمد فوزي السوداني، تمثيل حسن الدبو وسلمان رحيم وبمرافقة الفنان لطيف الدبو على العود.
ومسرحية "ثرثرة قد تهمك أو لاتهمك" تتحدث عن أب يتلقى خبر موت ابنه في أحد الانفجارات في العاصمة العراقية، ويبدأ رحلة البحث عنه غير مصدق بأنه فقد فلذة قلبه. وبين الخرائب والنفايات والمقاهي الرثة يلتقي الاب بالعديد من الأشخاص الدائرين في دوامة العنف والفقر والإرهاب. يكتشف في النهاية أنه يدور في حلقة لا عقلانية مفرغة، ويطالب لذلك، بالأقتصاص من كل من تسبب بهذه المآس للشعب العراقي. ويدرك أن سومر، وهو اسم ابنه، سيبقى خالدا لأنه يمثل حضارة سومر السرمدية.
المخرج ثامر الشكرجي حاول كسر التغريب، في مسرحية الممثل الواحد، عن طريق اشراك ممثلين آخرين ساهموا، في بعض المشاهد، في تبديد بعض الغموض أمام المشاهدين وفي تخفيف عبء الأداء على الممثل. وكان الفنان محمد السوداني جريئا في رسم سينوغراف المسرح ليكون نسخة طبقة الاصل من شوارع المدن العراقية الطافية بين الأوساخ. وأجاد الممثل الأول حسن الدبو في الانتقال من مشهد إلى آخر مستخدما حركة الجسد وتغيير الصوت كي يجسد الشخصيات المتعددة التي مثلها.
اليوم الثاني من المهرجان شهد ندوة علمية ونقاشا دارا نحو خمس ساعات وشارك فيها جمهور حاشد ومهتم من الألمان والعرب. أدار الندوة، وشاركا فيها، كل من بدر الجبوري و الدكتور عبد اللطيف الشيخلي. وإذ تناول البروفيسور كيرك يونكر، المتخصص الاميركي في القانون الدولي(مشاكل المياه)، قضايا القانون الدولي والموقف من مشكلة المياه في العراق مع تركيا، قدم البروفيسور لارس ريبه، من جامعة كولونيا عرضا لمشاكل المياه في الشرق الأوسط والأساليب الممكنة لحلها، في حين قدم البروفيسور الجيكي فلاديمير كريبل محاضرة بعنوان" دجلة والفرات سر حياة العراق" واستعرض مشاهداته خلال رحلاته المتعددة إلى العراق ووصف الوضع البيئي هناك بالكارثي. وفي محاضرته تحدث كريبل عن"وعي كبير لدى القادة العراقيين بمشاكل العراق البيئية، لكنهم لا يفعلون ضد ذلك شيئا على المستوين الوطني والدولي".
البروفيسور يونكر أشار إلى ثلاثة أساليب ناجحة لحل مشاكل المياه بين العراق وتركيا، وأهمها الاتفاقات، كما هي الحال مع اتفاقية الراين واتفاقية الدانوب في أوربا. وفي حالة تعذر ذلك يمكن للدولة المحرومة من المياه أن تثير قضية خرق حقوق الانسان التي يتسبب بها قطع الماء أمام المحافل الدواية، كما يمكن للشعوب المتضررة أن ترفع دعوى دولية بسبب تدمير بيئتها. وأشار إلى إمكانية عرب الأهوار(المعدان) تقديم مثل هذه الدعوى كما فعل شعب الانويت ضد الولايات المتحدة. وقال يونكر"تصوروا كيف سينقلب سلام أوربا إلى حروب لو قررت سويسرا وفرنسا قطع مياه الراين عن ألمانيا".
في ختام يومي المهرجان انتزع"رباعي ميزابوتاميا"، بقيادة عازف العود العراقي المعروف رائد خوشابا، تصفيق الجمهور عدة مرات. وامتدح ممثلوا المنظمات الكنسية والبيئية والسياسية تنظيم المهرجان ومستوى الندوة ورقي الفعاليات الفنية.
وسيكون الجميع على موعد يومي 2 و 3 ديسمبر المقبل مع ندوتين دوليتين، يقيمها الديوان الشرقي الغربي بالتعاون مع جامعة كولونيا، حول قضيتين أساسيتين وهما: هل أن دجلة والفرات نهران دوليان؟ و عن الموقف القانوني الدولي من مشاريع السدود التركية على نهري دجلة والفرات. يسبق ذلك عزف عود بغدادي يقدمه الفنان عبد اللطيف الدبو.
جدير بالذكر أن مهرجان الزهاوي العلمي الثقافي الأول يستمر طوال عام 2012 وبمعدل أكثر من فعالية ثقافية أوعلمية في الشهر. للمزيد من المعهلومات من الممكن زيارة موقع الديوان الشرقي الغربي على الانترنيت
http://www.irakischerkv.de
التعليقات
مبدع ومبدعين من اجل النهرين والعراق
دانا جﻻل -احيي جهد د. بدر الجبوري الكبير بتغطيته الرائعة للمهرجان واحيي كل من ساهم بانجاح المهرجان ﻻن هكذا جهد يمثل نقلة نوعية في العمل المنظم من اجل عراق يجمعنا ونجمعه ...فالخطر كبير وحين النظر الى مصير النهرين بعد سنوات نعلم حقيقة المخطط اﻻقليمي المتمثل بتحول ما بين النهرين الى صحراءدانا جﻻل- كاتب واعﻻمي كوردستاني