إقبال جماهيري كبير على فيلم "18 يوما" حول الثورة المصرية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
لكن ذلك لم يكن سبب حضوره المواكب كما يقول في حديث لوكالة فرانس برس، ويضيف أنهم يستخدمون ميكرفونات المهرجانات بمثابة "منصة لنقل صوتنا وصوت كل الناس ضد نظام يحاول حاليا اختطاف البلد كما كان يفعل النظام القديم". وكان أبو النجا وقف أمام الجمهور قبل عرض الفيلم ليتحدث عن فخر زملائه الفنانين بعرض الفيلم ضمن دورة مهرجان "كان" السينمائي الاخيرا، لكنه أضاف "كنا سنكون فخورين أكثر لو عرض الفيلم بمهرجان القاهرة لكن للأسف تم إلغاؤه".
ولا يعتبر الممثل المصري الشاب في حديثه لوكالة فرانس برس أن إلغاء مهرجان القاهرة كان "بريئا"، بل يربطه بسلوك المجلس العسكري الحاكم الآن، ويقول "هذا لأنهم يخافون من صوت السينمائيين الذي هو صوت قوي ووقف مع الثورة من أول يوم". وأضاف أن عرض الفيلم في مهرجانات حول العالم وعدم عرضه في مصر "يوضح ما هي حالة الناس في السلطة الآن ويعطي صورة عما يخافونه".
ولا يتطرق الفيلم للفترة التي أعقبت تنحي الرئيس حسني مبارك، بعد 18 يوما من الاحتجاجات الحاشدة التي عمت مصر، بل يتناول بطريقة فنية عشر قصص من وحي أحداث أيام التظاهر تلك، ويقدم حالات مختلفة ومتفاوتة بين من كانوا مترددين في الانضمام للثورة وبين من كانوا متحمسين لها، كما يعرج على ظواهر كالبلطجة، بدون أن يقطع صلته بالفكاهة التي تمتزج في نسيج قصصه كلها.
وبدت الممثلة يسرا اللوزي متأثرة بعد عرض الفيلم، وقالت للجمهور أن تأثرها يمنعها من الحديث لأن الكثير من المشاعر عادت إليها كونها ترى الفيلم للمرة الأولى.
وقالت اللوزي في حديث لوكالة فرانس برس أن الفيلم "يقدم بعض مواقف الناس المشغولة بشكل كوميدي ومضحك ربما، لكن هذه المواقف كانت أليمة عندما عشناها في الواقع والفيلم ذكرني بها".
وتخلل التصفيق حضور الممثلين على المنصة لتقديم الفيلم، وحديثهما عن أن الثورة المصرية هي "ثورة ليست حول مصر لأنها ثورة لحقوق الانسان الاساسية ولكرامته"، كما قال أبو النجا، لكن تتمة حديثه جعلت الصمت يحل في الصالة.
الممثل الشاب توجه للجمهور بالقول "نحن الآن بوضع أسوأ من وضعنا خلال فترة حكم مبارك"، وبعد الوقع الصادم لكلماته التي ولد صمتا مطبقا، تابع أبو النجا "لكن هذه المسألة ليست سلبية بل إيجابية (..) لأن الشعب المصري لن يسمح لهؤلاء الناس الموجودين في السلطة بان يكملوا بالطريقة نفسها"
ويحمل الممثلون لمحدثيهم مثالا عن "سوء حال مصر" الآن، وهي قصة المدون علاء عبد الفتاح المحتجز من قبل المجلس العسكري الحكام بعد رفضه للوقوف أمام محاكمة عسكرية، بعدما القي عليه القبض إثر كتابته لتدوينات تنتقد أداء المجلس العسكري.
وفي هذا الاطار تقول الممثلة يسرى اللوزي "لاشيء تغير بل العكس فالحال صارت أسوأ"، وتلفت إلى أن المدون الشاب "تم احتجازه في سجون مبارك، والآن هو محتجز بعد الثورة لأنه يرفض المحاكم العسكرية".
ويؤكد أبو النجا "غير علاء عبد الفتاح كثيرون، وهناك 12 ألف شخص تعرضوا لمحاكم عسكرية مع ان مبارك يحاكم في محكمة عادية"، مضيفا ان إعلاميين مصريين يتعرضون "لكم الافواه ولاغلاق برامجهم"، ومؤكدا أن "هناك قبضة حديدية تحاول أن تعود لتسيطر على مصر بنفس طريقة مبارك لكن هذا لن يحدث ولن ينجحوا".
لكن ذلك لم يقلل من أجواء التأثر التي سيطرت بعد عرض الفيلم، الذي انتهى بقصة الحلاق أشرف الذي تحول محله إلى مشفى ميداني وأدى كثرة حالات الجرحى إلى جعله يخيط جروحهم مع الطبيب المناوب.
الجمهور صفق طويلا بعد نهاية العرض، ووقف الجميع تباعا بشكل عفوي فيما كان النشيد المصري هو المصاحب لشارة النهاية.
وقالت ريجين اسكومبير، وهي امرأة بلجيكية في الاربعينات، لوكالة فرانس برس بعد مشاهدتها للفيلم "أنه رائع لأنه يظهر قصصا داخل الثورة وما عاشه الناس هناك من تردد وحماس"، قبل أن تضيف "لكني صدمت لأن الناس في مصر لا يمكنهم رؤية الفيلم، لا يمكنهم عرضه هناك حيث حصلت هذه الأحداث".
وحضرت عرض الفيلم شخصيات سياسية وسفراء عرب بينهم سفيرة مصر، وقالت نائبة رئيس الوزراء البلجيكية جويل ملكيه إنها سعيدة لحضورها "لأن المهرجان يكرم الثورات التي تجري في العالم العربي، وهذه الثورات مهمة جدا من أجل الديمقراطية في كل العالم".