ثقافات

شعراء عرب وأوربيون يناقشون دور الشعر في التغيير

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

أحمد الاسماعيلي من زيورخ: التقى شعراء من دول عربية من مصر وسورية والعراق والسعودية وتونس وألمانيا والنمسا وفرنسا وهولندا وسويسرا وكرواتيا في مدينة زيورخ السويسرية ضمن فعاليات مهرجان المتنبي الشعري العالمي الذي عقد في هذه المدينة من الرابع حتى السادس من شهر نوفمبر الجاري.

وناقش الشعراء دور الشعر في التغيير الاجتماعي والسياسي والثقافي في كل بلد وكل عصر. مركزين على دور المثقف بشكل عام والشاعر بشكل خاص في إحداث التغيير الذي حدث ولما يزل في العالم العربي فيما مابات يعرف بثورات الربيع العربي.

فقد تحدث الناقد والاديب العراقي د. عبد الرضا علي عن دور صانع الشعر في التغيير ومايحصل لهذا الصانع من عواقب مستطردا باسلوب ممتع في سرد قصص تأريخية اوت بحياة شعراء كما حصل مع الشاعر بشار بن برد الذي قتله صديقه الحاكم المهدي بحجة الزندقة. وماحصل للطغرائي أبو الحسين بن علي الذي أعدمه السلطان محمود لانه رفض أن يتقلد منصبا وزاريا.

واشار لما كانت تحدثه قصائد الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري من تحريض على التغيير والانقلاب على الاوضاع المزرية.
ووصل الى أن الشعر كان مخلصا لقضية التغيير على الرغم مما لحقه بسبب ماقام به عدد من صانعيه من ممالاة للمستبدين.

وخلص الى أن عصرنا الذي شهد الثورات التقنية ساهم بتنحية الشعر جانبا حيث كانت شرارة الثورات العربية من عربة بائع خضار في تونس يدعى محمد البوعزيزي وشباب الفيس بوك الذين اطاحوا بامكانية قيادة الشعر للتغيير ونحوه جانبا.

الشاعر الالماني فاله ساير تحدث عن الهروبات المتعددة التي قضاها طوال عمره منذ خمسين عاما. واكد بان هذه الهروبات حتمت عليه تقبل التغيير حوله ليكو نقطة انطلاق بين الماضي والحاضر. وبين أن الشاعر لايمكنه الابداع دون حصول تغيير في حياته الابداعية والاجتماعية حتى، مستشهدا بمقولة الشاعرة البولوينة فيسلافا سيمبورسكا بأن السير الذاتية لا تعطي الشعر الا المكونات الخارجية.

الشاعر والمترجم الألماني السوري سليمان توفيق تحدث عن الأمل الذي يود ان ينجز في سورية التي يحلم أن يرى فيها دولة مدنية خالية من أي استبداد سوى الحالي او الاسلامي الذي بات يخشاه كثيرون حيث لدى التطرف موقف من أي أبداع خاصة الشعر.
فيما تحدثت الشاعرة المصرية فاطمة ناعوت عن تجربتها خلال الثورة المصرية في ميدان التحرير بالقاهرة. مشيرة الى ان الشعر بحد ذاته هو ثورة علاى اللغة وفنون التبيان.

من جهته أشار الشاعر العراقي صلاح الحمداني ألى ان التغيير في العراق كان سباقا قبل سواه برغم من ماحصل طوال سنوات مضت من قمع عربي لكل محاولة تغيير يقوم بها مثقف او شاعر عراقي ضد نظام صدام حتى يوم سقوطه الذي رأى انه كان شرارة أولى لبقية التغييرات العربية.

وتحدثت الشاعرة الكرواتية دراجيكا راجيكاك عن تشردها أبان الحرب في يوغسلافيا السابقة حيث كان طفلة لم تحمل معها في رحلة التشرلاد غير المعقول سوى عصا جدها وحسرتها على كتبها التي تركتها في كرواتيا كتبها التي هي مصدر عيشها والتي كانت تتحدث عن الخير والتضامن الانساني لم تقدر على وقف الحرب.

لكن الاديب النمساوي هيرمان بروخ (1886- 1951) الذي هاجر لاميركا وكتب دليلا عن حقوق الانسان والعقوبات قبل الحرب العالمية الثانية نجحت كتاباته تلك في أو تعتمدها الامم المتحدة كوثيقة لحقوق الانسان.

وبين دراجيكا بانها تقدر الحركات الشعبية في العالم العربية اليوم وترتاح لنتائجها وأن التضامن معها يبقة كلاما عندما لانستطيع تحويله الى انجاز وهذا مأتمنى أن أفعله في المستقبل.

وتخلل الندوة مداخلات امن الجمهور الذي كان خليطا من العرب والاوربيين من الادباء والمهتمين بالادب.
يذكر ان مهرجان المتنبي يقام كل عام في مدينة زيورخ السويسرية منذ عام 2000وكان أسسه الشاعر العراقي علي الشلاه. وشارك فيه عدد كبير من الشعراء من مختلف دول العالم.

وشارك في الدورة الحالية الحادية عشر شعراء من سويسرا ( كورت آبلي وفرنر بوخر وسابينا نف) ومن العراق ( صلاح الحمداني وناصر مؤنس وعبد الرضا علي ومؤيد طيب وعبد الرحمن الماجدي) ومن سوريا ( سليمان توفيق) ومن مصر (فاطمة ناعوت) ومن اسبانيا (فيرمين هيغورا) ومن المانيا ( فالة ساير) ومن كرواتيا ( دراجيكا رايجي) ومن فنلندا (باولينا هاسيوكي) ومن إيران (موسى بيدج) ومن السعودية (اعتدال ذكر الله).

وشارك الموسيقار العراقي أحمد مختار بعزق مقطوعات من الحانه في اليوم الثالث من المهرجان. فيما شهدت أيام المهرجان معرضا مصغرا لكتب الشعراء المشاركين في المهرجان ورواقا لكتب يدوية للشاعر والفنان العراقي ناصر مؤنس الذي تخصص في انجاز الكتاب اليدوي و(الارت بوك) ضمن تجربته الابداعية حيي نالت اعجاب المشاركين في المهرجان.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف