ماريانا غابونينكو: فراشة في حلق الانتظار
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
الترجمة من الإنكليزية: تحسين الخطيب
كنّا أطفالاً نتدلّى، سعداءَ، من الأغصان. أومأتِ السّماءُ التي فوقنا بكنوزٍ، فشحذنا خناجرنا الخشبيّةَ لِنَطُولها. قاتلنا، ببسالةٍ، ضدّ أعداءَ محجوبينَ، قبضنا على فراشاتٍ وعصافيرَ صغيرةٍ لِنُطيّرها صاخبينَ، ضحكنا من عشّاقٍ يتبادلون القُبَل، طاردنا غرباءَ، وأرجعنا الهِررةَ إلى أمّهاتها، بكينا بحُرقةٍ، وإنْ لوقتٍ قليل.
كنّا ذئاباً وديعةً، بين ذئابٍ أكثر وداعةً. ككرةٍ ذهبيّةٍ صَدِيَ وقتُنا الضّاحكُ أزرقَ العينينِ، تدحرجَ عبر الغابة. غابتنا. مُسرعينَ، ركضنا خلفَهُ، رأساً على عقبٍ. فجأةً تلاشى، ضلَّ دربَهُ بينَ الزّهورِ، ضاعَ في العشبِ البريّ، وذابَ بعيداً، تاركَنَا واقفينَ حيثُ لا نزالُ إلى اليوم، قابضينَ عليهِ حينَ ننحني بعيون مفتوحةٍ على اتّساعها، وشَعرٍ عاصفٍ، تكادُ تزلُّ بنا الخُطى.
التّفاحةُ مسمومةٌ
التّفاحةُ مسمومةٌ
والمرآةُ اعْمَتها المرآةُ
لا أحدَ غارقٌ في النّومِ مثل ملاكي.
سيطرقُ أبوابنا ثلجٌ
مُتنكّراً كراهبٍ.
أعدموهُ !
لا أحدَ سيكونُ أكثرَ بياضاً من ملاكي.
قبل العاشرة بنصف ساعةٍ، ابتدأ المطر
قبل العاشرة بنصف ساعةٍ، ابتدأ المطر.
خطوتُ خارجَ حجرتي الضيّقة
كي أتوحّدَ وألمعَ، بذراعينِ ممدودتينِ، في المطر.
فراشةٌ في حَلْقِ الانتظارِ أنا.
يحضنني المطرُ
وكلّما يحضنُ
يَصِيرُنِيْ.
وكلّما من الشبّاكِ المفتوحِ تندهُ اسميَ الموجعَ
يعودُ المطرُ إليكَ، وبقربكِ يستلقي.
يا مَن عشقتَ المطرَ السكرانَ، المُزبدَ
الذي لألفِ مرّةٍ ومرّةٍ
خاننيْ.
ها ليلٌ. ترمي الشمسَ في البحرِ
الذي يسقطُ، تسقطُ ... وتئزُّ
حتّى تلقفها سمكةٌ بعينيّ أرملةٍ.
أَلْقِنِيْ، كقطعةِ نقودٍ فوق رصيفٍ مُعتمٍ
لبلدة عتيقةٍ
مَرْميّةً سأظلُّ هناكَ
حتّى يُطلّ شحاذٌ mdash; برغبةٍmdash; يلقطني،
وعليَّ يُنعِمُ.
شاعرة أوكرانية