زبيدة اطيمش: التغني بالطبيعة العراقية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
لعلنا لا نغالي في وضع الحكم على القيمة الفنية لمرسومات شابة واعدة في مقتبل العمر فليس غريباً ان نجد الكثير من الطاقات الشبابية الخلاقة في مختلف ضروب الاداب والفنون والثقافة بشكل عام تتفتح مثل الازاهير في ارض مابين النهرين فالعراق منجم للأبداع والتجدد وزبيدة اطيمش تحث خطاها سائرة على هدى اساطين الرسم المائي في العراق مستثمرة ابداعها الجميل لتجسد ملامح من ارض البلاد وحياة الناس وجمال النخل والاشجار والبيوت الطينية، انها ترسم الامل والاشراق.
نتسأل بأستمرار عن الجدوى من الفنون كما نتسأل عن المواهب الواعدة التي تستطيع ان تشق طريق وصولها لا لشيء الا لأننا واثقون من حدسنا وتوقعنا المستند على قواعد الفهم لطبيعة هذة المواهب ليس من باب النبوءة او التبشير بل ومن خلال الحقائق الملموسة والمدهش حقاً
لقد رسمت الفنانة مواضيع متنوعة عن البيئة والمحيط ورصدت حياة الناس في عملهم وضفت على الملمح شذرات من عاطفتها وروحها فألية العمل على الرسم المائي تتطلب مهارات عالية في مجالي التخطيط وتلوين بيد ان الالوان تكتسب اهميتها من اللمسة الواثقة الاولى ولأن تقنيتها لا تحتمل الالوان الغطائية فخصائص الرسم المائي تكمن في شفافيتها بحيث امكن الفنانة زبيدة ان تطرق باب الرسم المائي ليس مغامرة ولا ادعاءاً بل انها وبحوافز الحب لهذا الضرب من الرسم استطاعت ان ترسم مباهجها وتعبر عما يجيش في خاطرها من ملامح الشعور المرهف والحس الراقي فلحظة الرسم تعني الامساك بقيم الموضوعات المتواشجة مع الحياة العراقية كرسم المناظر الطبيعية والحياة الصامتة وكذلك الخوض في رسم التأملات والمواضيع التي تشبه (الموتيفات) أي التعليق الصوري على النصوص الادبيه ففي مجال رسم المنظر الطبيعي فأنها عملت على تحقيق اعلى قدر من المشابهة في بنية الشكل وبمعنى اخر انها رددت وبشكل امين سياقات الانساق والاشكال في الخارج وطبعتها على سطح الورقة وفي هذة الحالة فأنها اولت عناية بقيم المنظور ومساقط الضياء وأنكسارات الظلال وهذا نمط معتاد الرسم الواقعي غير ان خصائص هذة الرسامة تكمن في ممكنات تطويع المادة اللونية الخام وتوظيفها لصالح الرسم فأذا قال الفنان وليد شيت (بأن رسام المائية يجب ان يتحسس مقدار الماء المتداخل بين شعيرات فرشاة الرسم ) وضمن هذا السياق فأن الفنانة زبيدة وبدوافع الموهبة ادركت هذا المغزى وفق تلقائيتها ومهاراتها المميزة وكأنها جبلت كي تكون رسامة مائية من نمط خاص، الوان تبرز جمال تحولات السماء، وأخرى تتغلغل في اهداب الطبيعة.
كاتب المقال هو رئيس تحرير مجلة تشكيل
tashkeelart@yahoo.com