يوم أسود في حياتي!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
(1)
*
يا أيها الموت المنقطع إلينا
هبني حكمتك..!
أمن الورود التي حولتها إلى مزارات؟
أم من البلابل التي حولتها إلى مطارق؟
والبيوت الدافئة إلى خرائب:
تلف مناديل عشاقها أكفانا للوعاتها المباحة!
يا أيها الموت المنقطع إلينا
نحن العصافير التي تاهت في الدخان
فأوقد صغارنا جمرة النُّذُر
إن نحن عدنا بفتات الخبز وحبات الشعير
لكنه الظلام,
نحر الظِّلال
صخب الرفات وهي تودع نفسها
تودع الأحزان بعد أن قلدتها الحدائق
تقول والماء بعد يلوك ندبتها:
لا أحد سيرثينا
غير بستاني الدعاء!
فلا تغلق بابك عن قبورنا
ولا تنس غصن اليقين
اغرسه في صدورنا
هبنا أعيادنا النبيلات
كلما أخذ الموت من الماء كأسا!
أنبئنا,
لو أسفرتْ بغداد يوما عن مجدها المضاع
فراحت أمنا تختال في لجة القصر
تصبغ وجهها بالطيوب
و تعجن بأقدامها الزعفران
حتى إذا ما اشتبه الفجر عليها
آوت للفجر " تُشاطره النشور .. "
.
يا حفَّار الموت
دوِّن أسماء مدينتنا
عفوا
ثمار الأحلام التي أفنيتَها
مدارج الأرواح التي حدقت
فما رأت غير الدخان
وبضع من ضربة سيف
وصوت نعاج
.
يا أيها الموت اللعين
من أغواك بالطييبين؟
فرحت تطفئ في عيونهم بهجة الناظرين
وتُبيحُ لك قلبي
لتقيم فيه مأتم الدهور؟!
مفجوعة أنا بالعراق
مفجوعة بدم يراق
مفجوعة وأنا التي أستر بكائي
فيفضحني النحيب..
كيف لا أبكي العراق
والشياطين تدخلها سكارى
فتشرب النهر
وتقطع السبيل
والشوك يرضع الوليد
وما أن تكنس الريح بقايا الجلود
حتى ينثرها الرماد..!
.
هو العراق
كلما استحضر أرواح مدينته الأولى :
حفر الغيب مزارا للمفقودين
كوَّرت الشمس نورها
اعتذر النخيل للرطب نضوجه
المراحيض تفيض
أثداء المرضعات تسيل من المدافن
و الليل يمنح للعشب سواده
(1) كتب هذا النص حدادا على أرواح الشهداء الذين سقطوا في بغداد الحبيبة إثر سلسة انفجارت هزت العاصمة العراقية بتاريخ /22-12-2011
* شاعرة وكاتبة من السعودية