ثقافات

الحب القاسي لحياة غزة يلد " GAZA POSTER"

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

غزة _ تغريد عطاالله: 25 دقيقة فلسطينية حالمة جداً بجدارة الحب القاسي للحياة الذي عانقها في فيلم " GAZA POSTER"، عمل يلملم من الدمار مسمّاه نحو بوستر فني يعيد ترجمة ما حدث بعيون شابّة آملة مازالت تؤمن بدهشة الحلم.
هذا الفيلم الذي لم يعرض بعد من إنتاج شركة لاماآرت للمخرج خليل المزّين وتمثيل التوأمين أحمد ومحمد أبو ناصر المعروفين بعرب وطرزان، وتصوير مشترك لخليل المزين وإبراهيم ياغي.
حيث تأتي محاولات الشباب الغزّي للتعايش مع واقعهم المعيشي المحزن الذي يحول دون وجود دور عرض سينما ومسرح، فيما لا يوجد ملاذاً سوى السيّد الحلم لتحقيق ما يرغبون به،يأتي هذا في ذات الوقت الذي فكّر فيه المخرج خليل المزين برصد حالة دور السينما المدمرّة في قطاع غزة بعد الحرب،حيث امتزج الواقع بالحلم في هذا الفيلم..

شغف بالسينما لم يكتفي بالحلم
الفيلم هو تطور سينمائي لفكرة مشروع فيلم GAZA WOOD الذي حصل في نهاية عام 2010 على جائزة القطان الأولى في مسابقة الفنان الشاب ، حيث بدأت الفكرة بميول عرب وطرزان للسينما منذ نشأتهما، ومتابعتهم الدائمة للحركة السينمائية وتاريخها.

لكنهما لم يكتفيا بمجرد الحُلم فقط، فمرورهما اليوميّ عن دور السينما المهجورة فى قطاع غزة، جعلهما يفكران بذلك الزمن الجميل من الأسود والأبيض، بواقعهما الخاص.

ليصمّما فيما بعد إعلانات أفلام دعائية تبدو أفيشات وعناوين لسينما عالمية، غير أنّ أسماء تلك الأفلام كانت مفاجأة التوأم وفكرته الرئيسية لصياغة واقع غزة وتاريخها، بأسلوبهما الخاص وذلك عبر اختياريهم أسماء العمليات العسكرية عناووين لبوستراتهم الفنية.
في هذا السياق تحدث طرزان أحد بطلي الفيلم قائلاً" تطورت الفكرة في هذا الفيلم لتنتقل من مساحة البوستر لفيلم يتناول مقطع تمثيلي يستمر لمدة قصيرة جداً تجسد محتوى المسمى، ليجمع الفيلم مجموعة من هذه الأفلام القصيرة بأسماء " قوس قزح، والرصاص المصوب، وأمطار الصيف، صيد الأغبياء، السور الواقي، "، أفلام كلها تجسد الواقع المعيشي الغزّي بطابع فنّي راقي.
وأضاف عرب البطل الآخر :" بصراحة لم أتوقع أن أرى نفسي في فيلم سينمائي، ولاشك أنّ هذا مفرح لي بشكل كبير، أريد في هذا الوقت أن أشكر دعم المخرج خليل المزين لي أنا وأخي الذي ساعدنا على تحقيق حلمنا"

مقهى "ديليس " أستوديو المونتاج
من جهته أشار مخرج الفيلم خليل المزين إلى أنّ غزة بكل أحداثها والحروب التي طالتها شدت انتباه العالم حتى تحوّلت لدار عرض سينمائي كبيرة، في حين لا يمكن لهذه الدار أن تكون جميلة إلا في إطار وضع الموهبة في إطارها الصحيح عبر وجود دور سينما حقيقية.
كما ألفت الانتباه إلى أنّ الفيلم يكشف بشكل واقعي أساليب ترجمة الشباب الفلسطيني لواقعهم عبر صورة فنية جديدة غير متوقعة، كوسيلة للوصول للعالم بعيداً عن الصورة الخبرية المباشرة.
وحول آلية العمل أفاد المصور إبراهيم ياغي :العمل تطلّب من فريق العمل فترة ثلاثة شهور تحضيرية تلتها ستة شهور تم فيه تصوير المشاهد التمثيلية.
أمّا الصعوبات التي واجهت عملية التصوير فقد حددها ياغي بقوله : الصعوبة تكمن في كيفية التوفيق بين حجم الإنتاج مادياً وبين مدة التصوير التي تستلزم تأجيرات يومية لكاميرات ذات جودة عالية وسط ميزانية محدودة، تبعا لذلك تطلب أن تكون أيام التصوير محدودة وبالتالي تولّد ضغط في العمل الذي كان أبرز الصعوبات التي واجهناها في التصوير.
فيما أشار ياغي إلى أن عملية مونتاج الفيلم تمت في مقهى "ديليس " لكونه المكان الأكثر ملائمة بسبب عدم انقطاع الكهرباء فيه بسبب تشغيل مولادات الكهرباء بشكل دائم.

تفاؤل وتخوف في ذات الوقت
فيما تفائل المزيّن أن يحصل الفيلم على جائزة فنية قيّمة، وفي المقابل لم يخفي تخوفه من منع وزارة الثقافة بغزة عرض الفيلم بسبب مقطع تمثيلي يظهر فيه أحد الأخوين يتناول مشروبات كحولية،حيث تظهر زجاجات هذه المشروبات كمشهد تمثيلي ليس أكثر.
وقال: " لست واثقاً تماماً، ولكن هناك تخوف حقيقي على غرار رفضهم عرض فيلمي السابق بسبب مقطع لفتاة جميلة في مقتبل العمر تمر أمام عدد من الجنود الإسرائيليين الذين يتأثرون بمرورها مطلقين بعض كلمات الإعجاب بها "
كما تمنى المزين أن تقبل وزارة الثقافة منح الترخيص لعرض الفيلم خلال الأشهر القادمة.

حالة موت حزين في طابع فرح

الجمالية في هذا الفيلم تولدت من نقطة تلاقي الحلم بالواقع، تلك النقطة التي يتجسد أثرها في التعبير عن قبح الحالة التي خلقت صدمة أدّت دور الفعل الحقيقي في التغيير، في نفس السياق رأى الكاتب والناقد خضر محجز أنّ الشباب الفلسطيني مازال في مرحلة الحلم والمطلوب من الشباب أن لا يكفّوا عن الحلم حتى يصلوا لمرحلة تحقيقه، فيما استدرك قائلاً : الواقع الصعب يطرح نفسه على الأحلام التي تتطلب واقعاً بعيداً عن الحروب،أو أن يكون الواقع أقل خشونة من ما هو مطروح فعلاً.. وهذا صعب تحقيقه ولكن ليس مستحيلاً...
وتابع : الأحلام الفلسطينية هي أحلام مشروعة،فيما تسائل محجز إن كان العالم يعترف بشرعية هذه الأحلام، فيما يبقى السؤال الأهم كيفية تحقيق هذه الأحلام.
وحول استخدام تسميات الأفلام المعروض بتسميات الحروب الإسرائيلية أفاد محجز : "هذه الفكرة رائعة لأنها تعكس الواقع الذي أراد الكيان الإسرائيلي إيهام العالم الخارجي به، أي أنّهم صانعو فرحة وليسوا صانعوا دمار "
كما وصف الفكرة بأنّها نوع من المكابرة العنيدة ومحاولة جزئية لتعايش الفلسطيني مع الواقع، وقال : "إنّ اللاوعي الفلسطيني المنطلق من تلك الأسماء يوجد إرادته ويحوّل الأسماء المرعبة إلى حياة ".
للشباب : قدّموا كثيراً وتوقعوا قليلاً
في حين رأى الناقد محجز الذي لم يشاهد الفيلم بعد أن هذا فكرة هذا العمل الفني تمنحه طابعاً مبكي وحزين حتى النهاية، متسائلاً : "وكيف لا يكون غير ذلك حينما يُحاول الإنسان الشروع في عملية تقبّل موته، إنها حالة موت حزين موجعة جداً في طابع من الفرح "، كما أبلغ عن رغبته الشديدة لمشاهدة هذا الفيلم في القريب العاجل.

كما شجّع محجز الشباب الفلسطيني للاستمرار في الحلم نحو تحقيقه، مطالباً إيّاهم بالتعلم من تجارب الغير ومحاولة قدر المستطاع أن يتوقفوا عن النظر إلى أنفسهم ، وأن يقدموا كثيراً وأن يتوقعوا قليلاً، مذكراً إيّاهم بالقاسم المشترك الذي يجب أن يكون موجوداً قائلاً " هناك قاسم مشترك يجب ان يكون موجوداً أثناء الفرح والغناء، أثناء الولادة والموت، أثناء الوقت الذي نكفن فيه شهيداً بالكوفية الفلسطينية، وهو أن لا ننسى كل هذا مقدم في سبيل يوم تتحرر فيه البلاد ".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
رائع
رنيم -

شى رائع بجد يارب دائما موافقين

رووعة تغريد
د سمير -

شي جميل رغم الحصار والانقسام ما زال الشباب الفلسطيني يبدع الي الامام تغريد

سينما إيقاعية
أحمد فرحات -

سينما غزة و الأرض المحتلة تحديداً رغم صعوبة انتاجها و العمل على ظهورها للنور إلا أنها تتشكل بإبداع خاص يليق بمبدعين يعملون بحرفية عالية و تمكن من أدواتهم السينمائية و لقد تكون لدي ملاحظة تفصيلة هامة بمشاهدات متتالية لعدة أفلام روائية طويلة و قصيرة و حتى تسجيلية .، أن عامل الزمن و الإيقاع يتم استخدامهم لمنح العمل تأثيراً جماليا فاتنا وغير متوقع .. و هذا الفيلم المطروح للنقاش حتى قبل رؤيته يكمن فيه من خلال عرض تغريد عطالله تلك الملاحظة و التي يبدو انها صارت ميزة سينمائية فلسطينية تغرد نادراً في السينما العربية لكنها حتماً ستصنع شكلاً لسينما فلسطينية محترفة و واقعية في القادم .، كما أنها تحتاج لكثير من العرض و النقد و طرح وجهات النظر حولها او بالاحرى قيام حركة نقدية فلسطينية تواكبها لتصنع إطارها الهلامي و الذي سيكون جيلاً جديداً و محترفاً من سينمائيين فلسطينيين . ممتن للمقال - و هو دعوة للبحث عن مشاهدة للفيلم و الكتابة عنه إن أغرى العمل الذائقة روائي - مصر

عرض مقنع
جبر شعث -

العرض مقنع إلى حد ما ، عن الفيلم ،فالكاتبة استجلت فيه مواقف المخرج والمصور وبطلي العمل ، وكذلك طعمته برأي نقدي للكاتب خضر محجز .وما اتمناه على الكاتبة ، هو أن تلتفت أكثر إلى التحرير الصحفي ، والتدقيق اللغوي . وتضمين الرأي الشخصي المبني على رؤية ثقافية للعمل الفني المعروض .