ثورات العالم العربي تصيب معرض الدار البيضاء بالعجز الثقافي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
فاطمة العوفي: أثرت الأحداث السياسية الراهنة خصوصا بعد ثورتي تونس ومصر على دفة ونشاط معرض الدار البيضاء للكتاب الذي اختتم مساء فعالياته، مع تراجع ملحوظ في سوق عرض دور النشر المصرية والتونسية واللبنانية مما أتاح للدور السعودية التميز.
الدار البيضاء: اختتمت فعاليات الدورة السابعة عشر للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء بالمملكة المغربية، الذي اختير لها شعار "القراءة الهادفة لبناء مجتمع المعرفة"، واستضافت إيطاليا كضيف شرف لهذه السنة.
وشهدت الدورة قبل انطلاقتها مقاطعة مجموعة من المثقفين المغاربة للمعرض نظرا إلى ارتفاع رسوم الكتب في دور النشر المحلية والأجنبية من التعبير عن امتعاضها من بعض المشاكل التي صادفتها خلال الدورة الحالية، و كان من بينها ارتفاع ثمن المساحة المخصصة لعرض الكتب، كما عبر الزوار عن استغرابهم لارتفاع أسعار الكتب و ذلك عكس العرف السائد الذي إذ يشترط قانون العرض تخفيض (20%) كحد أدنى.
وسمح خفوت نور مشاركة الدور المصرية واللبنانية في بروز الدور السعودية وتميز برنامجها الثقافي الذي حظي بعدد كبير من زوار ومرتادي المعرض، وفي هذا الصدد قال الملحق الثقافي السعودي بالمملكة المغربية لـ"إيلاف" ناصر بن نافع البراق، إن الانطباع العام الذي تركه البرنامج الثقافي السعودي في نفوس الرواد نتيجة لما يحفل به البرنامج عامة من تميز في الكتب والنشر شكلا ومضمونا بحد وصفه.
الأحداث الأبرز في المعرض التي كانت في مقاطعة "اتحاد كتاب المغرب"، و"بيت الشعر" و"الائتلاف المغربي للثقافة والفنون"و"المرصد المغربي للثقافة" احتجاجا على ما أسمته انعدام التغيير، كان مثار احتجاج المثقفين وذلك "بعد أن ظلت مشاريع "الأوراش" الكبرى التي تشرف عليها الوزارة متوقفة بالمتحف الوطني والمعهد الوطني للموسيقى، وكذا لعجز الوزارة عن وضع تصور وطني للعمل الثقافي ذي مصداقية ويلبي تطلعات المثقفين، إلى جانب رصد تخلي الوزارة عن مكتسبات المثقفين في دعم الكتاب والجمعيات الثقافية ودور الثقافة والمعارض الجهوية زيادة على الأسابيع الثقافية الوطنية واللقاءات الفكرية وغيرها من القضايا".
وقد انعكست هذه المقاطعة سلبا على الناشرين العرب المشاركين في المعرض حيث اعتبروا أنهم من دفعوا فاتورة الخلاف بين المثقفين المغاربة ووزير الثقافة المغربي بنسالم حميش و ذلك بقطع حلقة التواصل بينهم و بين المثقفين المغاربة و الذي اعتبروه سبباً كافياً لضعف هذه الدورة. مع إلغاء لأغلب نشاطات ولقاءات المعرض بعض اللقاءات بسبب قرار المقاطعة من قبل المثقفين، فيما لقيت بعض اللقاءات الأخرى إقبالا محدودا مما لم يسمح لها بإثراء النقاش حول القضايا المطروحة.
ينما عزا كل من الناشرين المصريين والتونسيين عن تراجع المشاركة في المعرض مقارنة مع الدورات السابقة نظراً للظروف التي تواجهها كل من الدولتين، حيث أفاد العديد من الناشرين المصريين أن المجال الثقافي على المستوى الرسمي قد يعرف بعض التراجع بفعل الأولويات التي أعطيت لاسترجاع الاستقرار السياسي بالبلاد والحد من التأثيرات الاقتصادية للأحداث الأخيرة التي تسببت في تعطيل جزء من الآلة الصناعية والتجارية لمصر.
وبالرغم من الظروف الصعبة و الحصار استطاع الكتاب الفلسطيني كسر الحواجز وتميز بين الحضور على أصوات فيروز، فقد شهد الرواق الفلسطيني عدد كبير من الزوار منذ الافتتاح حيث جذبت الحضور بمؤلفات و رموز الثقافة الفلسطينية من بينهم محمود درويش و يوسف عبد العزيز.
يذكر أن الدورة السابعة عشر للمعرض الدولي للنشر و الكتاب بالدار البيضاء عرفت مشاركة 742 من العارضين والناشرين، و 40 دولة مشاركة. وقد عرفت هذه الدورة تنوعا من حيث عدد الناشرين والعارضين، الذي ارتفع إلى 724، وكذا عدد البلدان المشاركة التي بلغت 40، و من حيث المساحة الإجمالية للمعرض التي جرى رفعها إلى 23800 متر مربع، خصص منها 11 ألفا لأروقة الكتب.