ثقافات

أمريكا في مرآة عربية: سلطة الايديولوجيا في أدب الرحلات

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

مروة كريدية من دبي: يرى الكاتب كمال عبد المالك أن الأدب أداة فعالة لتحقيق السلم العالمي حيث وثّق في كتاباته طيلة العقد الأخير تلك العلاقة الجدلية القائمة بين التاريخ والأحداث السياسية من خلال دراسة الكتابات الأدبية للسفر العربي، معتمدًا بذلك على منهجٍ علمي يكشف للقارئ من خلاله عن سلطة الأيديولوجيا في المجال الاجتماعي وفهم الاحداث السياسية وانعكاس صورة ذلك في مرآة المجتمعات والدول في عالم متعولم.

ناقش الكاتب كمال عبد المالك في أمسية ثقافية كتابه الأخير الصادر بترجمة عربية: "أمريكا في مرآة عربية: صور عن أمريكا أدب الرحلات من عام 1668 وحتى 11 سبتمبر" حيث استعرض صورة أمريكا من منظار الشرق الأوسط خلال مهرجان طيران الامارات للآداب المنعقد في انتركونتينتال دبي فيستفال ستي.
وتناول عبد المالك أدب الرحلات كمدخل لفهم صورة أمريكا التي تبلورت في أذهان العرب الذين زاروها ووثقوا مشاهداتهم لما اعتبروه من باب العجائب والطرائف وما وصفوه بأنه "غريب في الغرب"، مستعرضًا كتابات من رحلة ميخائيل اسعد رستم إلى أميركا ما بين عامي 1885-1894 ليتوقف فيما بعد عند إصدارات سيد قطب التي وصف بها أمريكا في الفترة التي أمضاها خلال اربعنيات القرن الماضي والتي شَهدت تحولا في مسار قطب الفكري ونقلته من شخصية ليبرالية معجبة بالحضارة الأميركية منبهر بها الى ناقدٍ لها مُفندٍ لسلبيتها ليتحول فيما بعد الى مُؤسس لأصولية حانقة على الغرب. وقال عبد المالك : "بعد ان غادر سيد قطب أمريكا عام 1950 توجه نحو الاسلام الاصولي " مشيرا الى انه ربما لم يكن ليتحول الى الاصولية لولا اقامته في اميركا لانه كان قبل ذلك" رجلا علمانيا ".
وأورد عبد المالك في لقائه نماذج من الأمثلة عن الغرائب والطرائف التي وردت في كتابات العرب في ان بعض الاميركيين يحتسون النبيذ في المقلاة، ويرشون ملحًا على البطيخ وغير ذلك وهو ما أكدته من جانبها الباحثة الامريكية " آسبن أمان " قائلة " نعم" مشيرة الى عادات عند بعض الاميركيين القدماء"
وعن كتابات العرب بعد احداث 11 سبتمبر قال عبد المالك ان "الكتابات أصبحت مثيرة " متناولا كتاب "سعوديون في أمريكا " لتركي الدخيل الذي انعكس من خلاله هموم العرب وقلقهم في بلد يشعرون فيه بالغربة التامّة حيث يروي انه كان "غريبا في أمريكا " مشيرا الى الوضع الذي عانى منه العرب في الولايات المتحدة عقب انهيار البرجين ونظرة المجتمع الامريكي لهم بوصفهم "ارهابين " او على الاقل المتسببين في هذه الاحداث.
وقد أكد عبد الملك في حواره مع ايلاف على هامش المناقشة على ان الدراسة تناولت "رؤى متنوعة ووجهات نظر مختلفة من خلال أدب السفر العربي لأدباء ينتمون الى مناطق متعددة " من الجغرافية العربية بالتالي أدت الى انطباعات متباينة تعكس التفاوت الظاهر بين الثقافات فبينما بنى البعض على فرضيات مسبقة ذات أصول كلاسيكية استنطق آخرون التجربة المدنية.
ويرى عبد المالك ان:" ما وصفه الرحالة العرب عن أمريكا يغطي بل يقلب كل الأفكار المسبقة لدى العرب عن الاميركيين " وعن الغرب بشكل عام والعكس أيضًا حيث عرض لمختارات من المقالات الانكليزية الغربية عن الكتاب العرب ووجهة النظر الاميركية المنبثقة عنها، حيث ان أمريكا تشبه كل شيئ في نظر الآخر الذي لا يتغير كما تشكل التناقض بحد ذاته في الذات العربية وصولا الى صورة الأنثى المغرية.
وعن مفهوم الآخر المغاير و صورة المخالف اشار الى: "محاكمة الآخر " تنعكس في الادب سواء كان الآخر "يستحق الثناء والمدح او التوبيخ ".
وكان عبد المالك قد أصدر مجموعة دراسات تحليلية للعلاقة بين "الذات العربية " و" الآخر" اشهرها كتاب "لغة العنف:المشترك بين العرب واليهود في الأدب الفلسطيني والسينما الفلسطينية المعاصرة" ساق من خلاله المواجهات العنيفة بين الأدبين ومدى تأثير السياسة والتاريخ في المخيال الاسرائيلي والعربي على السواء كما ساق نقاط المشترك الثقافي ليصل الى نتيجة ان الروح الانسانية واحدة وان الادب ممكن ان يتحول الى أداة فاعلة في السلم العالمي بوصف ان لغة العنف والدم هي العدو المشترك للانسانية.

كمال عبد المالك أستاذ اللغة العربية وآدابها في الجامعة الأميركية في دبي، عمل سابقاً كأستاذ محاضر في كل من جامعتي برنستون وبراون. حاصل على درجة الزمالة من جامعة براون لتميزه البحثي والتعليمي.
قام د.عبد الملك بكتابة العديد من الكتب والمقالات تناول فيها جوانب عدة في الأدب العربي، بالإضافة إلى قيامه بالعديد من الدراسات الثقافية الأخرى.
ومن مؤلفاته:كتاب (لغة العنف:المشترك بين العرب واليهود في الأدب الفلسطيني والسينما الفلسطينية المعاصرة 2005)(New York: Palgrave-Macmillan, 2005)؛ (التقليد والحداثة وما بعد الحداثة في الأدب العربي 2000) بالاشتراك مع وائل حلاقLeiden: E.J. Brill, 2000 ؛ (أمريكا في المرآة العربية: صور من أميركا في أدب الرحلات العربي، مابين 1895- 1995، (New York: St. Martinrsquo;s Press, 2000).
هذا بالإضافة إلى قيامه بتدريس العديد من المقررات المختلفة والتي تناولت: اللغة العربية المعاصرة، واللهجة المصرية المحكية. والتراث العربي، النقاط المشتركة بين الأدب العربي والأميركي، الحرب والسلام في الأدب العربي والسينما العربية.
يقوم د.عبد الملك حالياً بتركيز اهتماماته البحثية على دور الأدب كأداة للسلم العالمي.

http://marwakreidieh.unblog.fr/


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف