رسائل لكافكا ستباع بالمزاد في ألمانيا

الياس توما من براغ: ستقوم صالة ستارغاردت للمزايدات في برلين خلال الشهر القادم ببيع 111 رسالة بالمزاد العلني للكاتب التشيكي ــ الألماني فرانز كافكا كان قد كتبها لشقيقته الأصغر اوتيلي، أما السعر الذي سيتم الانطلاق منه في عملية البيع فسيكون نصف مليون يورو.
ولا يثير الرقم الذي أعلن عنه للبيع الإشكال بقدر ما تثيره عملية البيع نفسها فالنقاش الساخن يترافق الآن باحتجاجات تقوم بها المؤسسات الثقافية الألمانية مثل معهد غوته والأكاديمية الألمانية للغة والشعر وجمعية بروسيا للإرث الثقافي وغيرها من الهيئات التي عبرت عن مخاوفها من عملية بيع جزء من الإرث الثقافي الألماني بهذا العمل.
الرسائل التي يعرضها للبيع حفيد اوتيلي والتي كان قد كتبها كافكا بين عامي 1909ــ 1924 يجب أن لا تصبح حسب رأيهم ملكا لشخص وإنما ملك للجمهور وبالتالي فان بيعها يهدد حسب النقاد بفقدان الإمكانية لجعلها موضع بحث أدبي.
المختصون يعتبرون رسائل كافكا بأنها مصدر مهم لمعرفة هذا الكاتب مساوية في الأهمية لأعماله مثل رواية القلعة أو المحاكمة أو قصة "التبدلات " ولذلك دعت المؤسسات الثقافية القلقة من البيع إلى تقديم الدعم المالي للأرشيف الأدبي الألماني في مارباخ كي يستطيع المشاركة في المزاد المقرر في 19 من الشهر القادم ومحاولة الحصول على هذه الرسائل.
الأرشيف الأدبي الألماني يبدو متفائلا بإمكانية حصوله على هذه الرسائل إذ أعلن بأنه وجد " مخلصين " من القطاعين الخاص والعام سيساعدونه في الحصول على 45 رسالة و32 بطاقة مراسلة و34 بطاقة معايدة.
ووفق تقديرات مدير الأرشيف فان الرقم النهائي لبيع هذه الرسائل لكافكا يمكن أن يتوقف عند 800 الف يورو.
الأرشيف الأدبي الألماني يمتلك في مجموعاته العدد الأكبر من أعمال كافكا بخط يده في العالم وذلك بعد اوكسفورد غير أن رسائله لشقيقته اوتيلي التي كان يطلق عليها في عائلة كافكا أسم " اوتلا " تعتبر ثمينة بشكل خاص بسبب العلاقة الحميمة التي كانت بينهما لأنه بعد أن هاجر بقية الأخوة من عائلة التاجر بالجملة هيرمان كافكا فقد توجب على فرانز واوتلا مواجهة اوتوقراطية الوالد الأمر الذي وحدهما.
فرانز كان يزيد عمره عن شقيقته بتسعة أعوام ولذلك وقف إلى جانبها عندما قررت عنوة عن والدها خلال الحرب العالمية الأولى شراء ارض في غرب تشيكيا وأيضا في علاقتها السرية التي ظلت لفترة طويلة مع الكاثوليكي يوزيف دافيد.
وقد تم الطلاق بينهما في عام 1942 وتوجب على اوتلا باعتبارها يهودية التوجه إلى معسكر الاعتقال النازي في اوسفيتيم حيث لم تخرج منه حية.
رسائل كافكا لأخته كانت قد صدرت في ألمانيا على شكل كتاب لأول مرة في عام 1974 من قبل المختص بأعمال كافكا هارتموت بيندير أما إمكانية بيع هذه الرسائل بالمزاد لعلني لشخص ما فقد علق عليها بيندير بالقول " إن التصور بان هذه الرسائل ستختفي بعد فترة قصيرة ضمن مقتنيات شخص هو أمر مؤلم وسيكون الأمر أكثر من خسارة لو أن الأرشيف الأدبي الألماني في مارباخ فقــد هــذه الرسائل من جديد ".