مهدي عباس: اندثرت... أو تحولت لمخازن للسكراب ومتاجر عامة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
وما عادت تلك الدور تستقطب الجمهور الا شرائح قليلة جدا من المراهقين الذين اصبحتمعظم الدور تغريهم بأفلامها على مدار الساعة ببطاقة واحدة، والاكثرطرافةان هذه الدور اصبح بعضها بمثابة (فندق) حيث يستغل الجمهور (التبريد) في هذه الدور لنوم (قيلولة) الظهيرة!!.
بالتأكيد لا يمكن المقارنة بين احوال الدور السينمائية في عقود سابقة، ويكفي ان نشير الى ما قاله مؤرخ السينما الكبير جورج سادول صاحب كتاب "تاريخ السينما في العالم" من (ان في بغداد وحدها اكثر من ثمانين دارا للعرض)، وهذا وحده يشير الى حقيقة العلاقة بين البغداديين بشكل خاص والسينما التي اصبحت الان لا تربطها اية وشائج، ويمكن مشاهدة حالة التردي من خلال اختراق شارع السعدون او شارع الرشيد، وهما اللذان كانا يزخران بدور العرض الجميلة والمميزة بعمرانها.
ويمكن بسهولة ان ترتد نظرات الناظر محملة بالاسى الذي يقطر أسفا وتلوثا بصريا، بل ان العديد من هذه الدور تحولت الى خرائب وتغيرت ملامحها، بل ان اكثر هذه الشوارع والامكنة التي غابت عنها دور العرض اصبحت بلا طعم ولا لون ولا زينة، لان تلك الدور بعمرانها والوانها وبوستراتها تزهو معبّرة عن نشاط حياتي متجدد.
يمكن ايضا قراءة واقع حال دور العرض السينمائية في بغداد بالحديث مع الناقد السينمائي مهدي عباس الذي يمتلك ارشيفا ومعلومات عن كل ما يخص السينما العراقية وتوابعها.
* كيف بدأت دور السينما في العراق تنتشر واين كانت بداياتها؟
- تم انشاء اول دار للعرض في بغداد عام 1911 وهي سينما "البلوكي" في منطقة ساحة الميدان..ثم استمر انشاء دور العرض بعد ذلك لتتوسع من الميدان الى حافظ القاضي وباب الشرقي والسعدون، ووصل العدد في الستينيات الى 86 دار عرض في عموم العراق، ومن اوائل دور السينما رويال ومترو والرشيد والوطني والسنترال والزوراء، وكان من ضمن دور العرض التي انشأت دور عرض صيفية تعرض افلامًا في الهواء الطلق، مثل الاحرار وريكس والحمراء وغيرها اختفت اليوم تماما.
- المعروف ان السينما دخلت العراق في عام 1909 من خلال عروض أفلام قصيرة جذبت الناس وجعلتهم في انبهار امام صور متحركة يرونها للمرة الاولى في حياتهم..مع بناء دور عرض خاصة ابتداءا من العام 1911 اتسع اهتمام الناس بالذهاب الى السينما، وازداد الاهتمام بعدما نطقت السينما، وبعدما دخلت الافلام العربية الى العراق في الثلاثينيات.
* يقال ان دور السينما كانت تشيد على اجمل الطرز المعمارية لماذا؟
- بالفعل وكانت واجهات دور السينما تحوي اشكالا معمارية متميزة وجميلة، وحتى داخل دور العرض، فالكل يتذكر صور اللوحات الجميلة التي كانت مطرزة على جدران سينما الخيام، هذه الطرز المعمارية كانت ايضا احدى وسائل الجذب للجمهور، كما تعطي انطباعا للمشاهد انه يدخل الى بناية ثقافية فنية، وليس بناية اعتيادية.
* في اي السنوات ازدهرت الدور هذه ولماذا؟
- في الثلاثينيات والاربعينيات ازدهرت بشكل كبير، واصبح لكل دار طقوسها الخاصة ونوعية الافلام التي تعرضها والجيل الذي عاصر مثلا سينما الملك غازي التي كان مكانها في نهاية ساحة التحرير من جهة ساحة الطيران كان يعرف ان هذه الدار لاتسمح بدخول من لا يلبس الملابس الرسمية، وان حفلات السواريه كانت تحتاج من المشاهد ان يرتدي (بدلة وكرفتة /رباط عنق) كي يسمح له بالدخول.
- بدأ التدهور بالتحديد في بداية الثمانينات، ومع بداية الحرب العراقية الايرانية، حيث توقف استيراد الافلام الجيدة والحديثة، مما ادى الى ابتعاد الجمهور، وخصوصا العائلة، عن ارتياد دور السينما، وفي الوقتنفسه،أغلقت دور سينما عدة،وتحول بعضها الى مسارح ومتاجر ومخازن خردة.
* ما السر في عدم اهتمام الدولة بدور السينما؟
- علاقة الدولة بالسينما تأتي من خلال دائرة السينما والمسرح، وهذه الدائرة اهملت السينما ودور العرض لسببين اساسيين، الاول قلة التخصيصات المالية لهذه الدائرة الفقيرة جدا جدا، والثاني ان اهتمام هذه الدائرة ينصب على المسرح اكثر منه على السينما، لانه الاسهل والاقل كلفة والاكثر ايرادا..انا لا الوم الدائرة لانني اعرف المشكلة عن قرب، واعرف ان القضية لاتتعلق فيها فقط.
* هل لديك معلومات عن عدد دور السينما في بغداد والمحافظات؟
- كما سبق وان قلت فأن دور السينما في العراق وصلت ايام العز الى اكثر من 86، من ضمنها حوالي ثلاثون دارا في بغداد، وتأتي الموصل في الدرجة الثانية، حيث كان فيها حوالي خمسة عشر دار سينما.
* ما الذي تبقى من هذه الدور الان؟
- في بغداد اليوم خمسة دور مهترئة تقدم افلامًا (تعبانة) للمراهقين، والذين لديهم ساعة زمن لايعرفون اين يقضوها والدور هي (سمير اميس / اطلس / الخيام /السعدون / النجاح)، كما إن محافظات مثل الموصل التي كانت في يوم ما تحوي اكثر من 15 دار عرض اغلقت كلها، والبصرة التي كان فيها خمسة دور عرض اغلقت كلها، ومعظم المحافظات العراقية اليوم لا توجد فيها دور سينما، باستثناء محافظات اقليم كردستان العراق.
- سينما زبيدة في منطقة الكرخ (في الفحامة) مقابل مستشفى الكرامة، فمنها عشقت فن السينما، فيها استمتعت بمغامرات برت لانكستر في القرصان الاحمر والشعلة والسهم، وفيها ضحكت إلى حد القهقهة مع نورمان وزدم، وبكيت لحد الدموع مع ام الهند وكنكما وجمنا وسنكام وفي يوم من ايام عام 1980 مررت من ذلك المكان فوجدت زبيدة، وقد تحولت الى مخزن للسكراب، فأنهمرت دموعي، واخذني الحنين الى ايام زبيدة الزاهية.
* كيف يمكن ان نعيد لهذه الدور رونقها؟
- للاسف ليس هناك مستثمر واحد يفكر في هذا الموضوع، لذا فالامل هو في الدولة..العالم اليوم يبني مجمعات سينمائية، والمجمع قد يحوي على ست شاشات او اكثر، وكل شاشة تعرض فيلمًا وتتسع لمئة او مئتي كرسي..لابد للدولة ان تفكر بانشاء هذه المجمعات او اعمار السينمات الموجودة، فالعراقيون متشوقون للمشاهدة السينمائية، خاصة وان الكثير من التقنيات دخلت لدور السينما كالدولبي ستيريو والثري دي وغيرها.
التعليقات
اتعبتنا المنافي
ابو بغداد -بعد 32 عاما من الغربة المتواصلة الأليمة حد اللعنة ، جاء هذا التقرير ليزيد الالم وينكأ الجراح ، بعد ان اعاد بنا الذاكرة لزمن جميل ، كنا فيه نتردد على تلك الصالات لنشاهد من خلالها افلاما تركت فينا ولليوم اثرا بالغا وكبيرا . لم تكن السينما مكانا لقضاء الوقت فقط كما يقال ، بل كانت في بغداد حينها حوارا ثقافيا وجسرا للتواصل مع الابداع . كم كنت اتمنى ان يكون تقريركم دون تلك الصور المرافقة له . والتي جعلتني اجهش بالبكاء كأي طفل اضاع لعبة ثمينة واثيرة على قلبه . ولم لا اجهش بالبكاء وانا فقدت بغدادي ودجلتها واماسيها . لك يا عراق مني كل الحب ، وعساك ان تنهض من كبوتك ، فقد اتعبتنا المنافي .
بغداد والحب
مسطول -هل تصدقون اني شاهدت اعظم افلام المخرج الايطالي فيلليني في سينما غرناطة سنة 1968 ومن هناك تعرفت على فلليني العظيم من خلال اسبوع اطلق عليه اسم اسبوع افلام فلليني من يصدق ذلك ؟ من يصدق اني حضرت مئوية ولادة بيتهوفن في سلسلة كوسيرت نظمها المعهد الثقافي لجمهورية المانيا الديمقراطية في بغداد سنة 1971 ؟
...................
badr -الأيرانيون الذين يحكمون العراق ويسرقون شعبه وبعد التنكيل به وتسهيل أحتلاله ومنهم رجال السلطة الفاسدون أو ميليشيلت مقتدى صقر أو بدر والمجموعات الخاصة وجيش من الدجالين هم وراء الغاء الثقافة في العراق.
مشروع فاشل
هناء -ياسيدي من الواضح انك لاتفهم شيء نحن في زمن التقدم يعني مشروع حسينيات و ابداع القصصي وماشاء الله عندنا 12 امام رضى الله عنهم + فاطمة الزهراء رضى الله عنها و زينب بن علي رضى الله عنها والنبي محمد صلى الله عليه وسلم لكل واحد منهم له مناسبتين يوم ميلاده ويوم وفاته و حادثة كربلاء ب 50 يوم يعني الهم برامج لطول السنة والحضور كامل. كلها تقافة و تتعرف على ما وصل العالم الى ابداعات فنية .
ايام زمان
عاصم كامل -سنة 1979, حضرت لفيلم عن الحرب العالمية الثانية ( The Passage ), (العبور) في سينما سميراميس. الفيلم كان من بطولة المرحوم انطوني كوين والممثل البريطاني المخضرم مالكولم ماكدويل والممثل البريطاني العملاق جيمس مايسون. وقد حضر حفل الافتتاح الرئيس السابق صدام حسين ومصحوبا بالممثل انطوني كوين. كنا في سن المراهقة ولهذا سمح لي بالدخول في هذا الفيلم والذي توافق مع افتتاح الفيلم وبحضور الرئيس والذي عرف عن اجراءته الامنية المعقدة. وقد سمح لنا بالجلوس في المقاعد الامامية. وقد جلس الرئيس وضيفه في مقصورة اللوكس في الطابق الفوقي. ومن غربتي هذه اتذكر كيف كنا نصطاد الافلام ونطفر من سينما الى اخرى , من الخيام الى سميراميس . وكان الوالد رحمه االله حدد لنا الدخول الى بعض السينمات, ومنع علينا بعض السينمات الاخرى ذو المستوى الثقافي المنخفض والتي تعرض افلام رديئة. ومع المزيد من الشكر للاستاذ الفاضل عبد الجبار العتابي على هذا الجهد القيم.
Good Old Days!!!
Iraqi American -I remember with sadness Cinema Ghazi, Roxy, Zowra''a, Khayyam, Nasr and others. Those were the days of happiness, freedom and prosperity when the government was run by professionals like Nuri As-Sa''eed Pasha. Today you have Mullahs in charge, and nothing good can come out of such illiterate clerics. As long as these Islamists are in charge, you should not expect any improvement in conditions.
سينمات البصرة
بصراوي -عدد سينمات البصرة غير دقيق. فذات الصالات المغلقة: الحمراء القديمة والحمراء الجديدة والوطن والرشيد والكرنك والبصرة القديمة ومركز الجامعة الثقافي. وذات الصالات المفتوحة (الصيفية) هي السندباد الوطن والحمراء إضافة إلى سينمات النوادي: المعقل ومركز الجامعة الثقافي. وللأسف بدأت في التلاشي بعد سيطرة جرذ الحفرة وبطل حروب العبث والمجاميع الفاشية التي يدافع عنها السيد بدر في التعليق رقم3 الذي يبدو إنه يكره الآخرين في نزوته الطائفية الهابطة والمخربة والمشبعة بالكراهية للآخر متمنيا حكم الأقلية الذي جلب كل الشرور حتى التي نعيشها اليوم.
الشماعة المفضلة
عراقي حر -كالعادة العراقيين الاشاوس يحملون الايرانيين والصهاينة ومخلوقات فضائية لا توجد إلا في مخيلتهم اسباب فشل مجتمع باسره وثقافــة لا تحترم الآخر. الايرانيين عندهم افضل صالات سينما في طهران وباقي المدن الايرانية واللي يروح يزور ايران يرى بعينه علما انهم بلد اسلامي ولا يعرضون جميع الافلام الغربية لاسباب دينية متخلفـة. المشكلة في العراق هي ليست ايران او امريكا او الصهاينة. المشكلة في العراق هم العراقيون انفسهم وهدا الحال لن يتغير حتى يعترفوا بهدا الواقع ويتوقفوا عن تحميل الاخرين اسباب فشلهم ويعملون بجد من اجل بناء مستقبل حقيقي.
ايران مرة اخرى
كريم سامي -وكأن ايران هي اول من بدأ بدمار العر اق...ماذا عن القاعدة القذرة المجرمة المتخلفة...انا كنت في شارع السعدون وحصل اول تفجير انتحاري قذر في ذلك الشارع ادى الى دمار سينما اطلس...لكن هذه النزعة الطائفية المتأصلة في نفوص شرذمة ممن يسموع انفسهم عراقيين جعلتهم يتناسون ما فعلته القاعدة والزرقاوي القذر الذي تحالف مع شراذم البعث المجرم لتدمير العراق. لكن التاريخ سجل من هو اول من بدأ الدمار والطائفية والتي كان اخر شرها رد فعل المليشيات المسلحة بعد ان عاثت القاعدة فساداً في ارض العراق
أتفق معك رقم 8 بقوة
التميمي -اتفق معك "عراقي حر" أذا أردنا أن نبي المجتمع من جديد علينا أن نحدد الاخطاء التي أدت الى هذه الأحوال أما القول بأن المشكلة هي أيرانية أو امريكية فلا أعتقد أن هذا سيحل أي مسأله...تحياتي
To: "عراقي حر"
anonymous -Exactly
ايام الزمن الجميل
Avatar -السينما حالها حال بقية مفاصل الحياة الثقافية التي اصابها ما اصابها من تخريب ودمار......نصيحة للذين هجروا العراق منذ سنين ان لا يحاولوا تحديث ما في ذاكرتهم من ارض الواقع الحالي المؤلم والا ستنهمر الدموع كما فعل احد المعلقين.....فالعراق لم يبق فيه غير الاطلال ,وبقايا عمر رحل وذكريات لن تعود
To Iraqi Hurr # 8
Iraqi American -My friend, I totally agree with you. This is a typical Arab behavior. The Arabs blame ALL their problems on others - America, imperialism, Zionism...etc. They never take responsibility for their problems. And as long they continue with that mentality, they will suffer.
ديمقراطية!!!!!
عربي -مبروك لكم الديمقراطية الإمريكية....فهذه هي النتيجة.....يعني العراق صارت من أكثر الدول المتخلفة في كل المجالات.....
نحو الاسوأ
ابن بغداد -في العراق الجديد..كلّ شئ يتغيّر..نحو الاسوأ