ثقافات

مسرحية أنا حرة.. شهادات حية لواقع أقبية السجون الإسرائيلية

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

حنين عويس: اجتمع الفنانان الفلسطينيان حسين نخلة وفالنتينا أبو عقصة في غرفة من غرف التحقيق الاسرائيلية للعمل على انتاج مسرحية "أنا حرة"، فكرة وكتابة واخراج أبو عقصة. والتي تسلط الضوء على أقبية السجون والزنازين الانفرادية التي شكلت تجارب أليمة للأسرى السياسيين عامة والأسيرات النساء خاصة، ومادة حية للمخرجة لإنتاج عملها هذا.
المسرحية عرضت تفصيل دقيقا وأمنينا للشهادات الحية وتوثيق لقصص حقيقية، التي حصلت عليها المخرجة أبو عقصة، خلال زياراتها المتتالية للمعتقلات الإسرائيلية والأسيرات المحررات دامت قرابة العام، وتسلط المسرحية الضوء على جولة من جولات التحقيق في أقبية السجون الإسرائيلية، الذين سجلوا بطولات في سجون الاحتلال. اذ تعتبر كتابة هذا العمل وإخراجه سابقة في المسرح الفلسطيني لما فيه من توثيق لقصص حقيقة وشهادات حيه كانت الأسيرات قد كشفنها لأبو عقصة.

تفاصيل المسرحية..
استعرضت أبو عقصة، مع الممثل الحيفاوي إياد شيتي، بدورهما كأسيرة فلسطينية ومحقق إسرائيلي، ومن خلال حوار مسرحي هادف، جوانب عدة مما يحدث في أقبية التحقيقات، وخصوصا داخل غرف التحقيق وما يتعرض له الأسرى الفلسطينيين من اهانات هدفها الاعتراف بما قام باقترافه ولم يقترفه أيضا. وذلك عبر الاستعانة بمحققين على درجة عالية من الإلمام بتفصيلات الثقافة الفلسطينية، المجتمعية والتراثية واللغوية والنفسية، لوضع الأسير تحت الضغط والتأثير النفسيين.
المسرحية طرحت عدد من النقاط والتفصيلات التي ظهرت جليا أيضا في كتابات عدد من الكتاب الفلسطينيين، وعلى رأسهم أحمد قطامش في كتابه "لن ألبس طربوشهم"، حيث طرحت المخرجة قضية الشرف والعرض، أو سياسة ومنهجية الترغيب والترهيب، التي التي لطالما برع المحقق الإسرائيلي في اللعب من خلالهما على أوتار فلسطينية وشرقية حساسة، كالتهديد بالفضيحة والاعتداء الجنسي، في حال عدم التجاوب مع محاولة المحققين انتزاع الاعترافات.
ناقشت المسرحية في مدة تقل عن الساعة العديد من القضايا السياسية والمجتمعية الشائكة، وذات الأهمية البالغة بالنسبة للقضية الفلسطينية لما تشكله من عمود ارتكاس لا يمكن الاستغناء عنه أبداً. فقالت فالنتينا "لإيلاف"، لم يكن بالامكان ان أبادر في طرح قضية في مثل هذا الحجم، والأهمية والخطورة واختار طريقا شائكا.. إلا بعد تيقن أن نضوجي الفكري والمهني والحياتي يسعفني على ذلك، فانطلقت ليس بحثا عن الحقائق فقط، وإنما عن ادق التفاصيل فيها، مضيفة " فتأتي التجربة لإستحداث حالة مسرح لا تنطلق من نص مسرحي جاهز لتجارب شعوب أخرى بل من تجهيز وكتابة نص ينطلق من الحالة الفلسطينية.

واعتبر خليل عساف، الناشط في مجال حركة الأسير الفلسطيني، أحد مشاهدي المسرحية، عبر حديثه "لإيلاف" أن المسرحية تعبر بشكل مباشر ودقيق عن الحركة الأسيرة والتي تشكل جزء أساس من الحركة الوطنية، حيث لعبت دورا بارزا ضد الاحتلال، بل وأخذت الدور الريادي في تهيئة الانتفاضات والهبات التي سبقت الانتفاضة الكبرى. السجون كانت أكاديميات حقيقية ومصانع للأبطال ومدرسة للمناضلين، تخرج المثقفين الثوريين على اختلاف مشاربهم، فقد كانت تضبط وتشذب وتربي وتصقل وتعلم وتعبئ وتخطط وتطهر وتصنع الرجال... حتى كونت لنفسها فلسفتها في المقاومة حتى أضحت كلمتها الأخيرة في الكثير من المسائل الوطنية..وهذا لم يتم لولا برنامجها الصدامي مع إدارة السجون فقدمت نماذج ساطعة في التضحية والمقاومة وروح التمرد مما جعلها أن تترك لنا إرثا نادرا نستفيد منه ونعلمه لحركات التحرر قاطبة..

الشراكة في العمل..
المسرحية جاءت كعمل مشترك بين أبو عصقة ونخلة والذي أوضح أن " لا شكّ في أنّ هذا العمل يطرح قضية على درجة عالية من الأهمية والحساسية لم يتم التطرق إليها بشكل فني مسرحي من قبل، ليشكل سابقة في الساحة المسرحية؛ فمبادرة الزميلة فالنتينا بالبحث واللقاءات والكتابة احتاج إلى شجاعة وعزيمة وجهد عكست على العمل جرأة فنية كبيرة في آلية طرح الموضوع، مستقاة من واقع نضعه على خشبة المسرح إسهاما في لفت أنظار العالم إلى أناس تتوجب حريتهم على الفور. وحيث تشكل هذه التجربة نمطا جديدا في مساره، تدفعني شخصية المحقق إلى نوع آخر من التحدي يلبي الطموح. كما وتضيف مشاركتي في هذا العمل الهام المزيد من الفخر في مسيرتي الفنية".
وبدورها، أشارت أبو عقصة، " إن قراري في جعل هذه الأوراق تنطق واختيار البحث الميداني لب هذا المشروع دفع بي إلى تحد لألتقي وجها لوجه مع عدد من النساء اللواتي جسدن بطولات في سجون الاحتلال وفي الحقيقة هي ليست لقاءات هي غوص في اللا معلوم وكشف عن المخزون المعرفي الذي أذهلني".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف