الموت يغيّب الكاتب الأرجنتيني إرنستو ساباتو
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
وكان ساباتو الذي ولد في بلدة روخاس، التابعة الى إحدى مقاطعات بوينوس ايريس، الى جانب كونه من أبرز الروائيين المعروفين عالمياً، قد نال شهادة الدكتوراه في علوم الفيزياء. حيث عمل في" مختبر كوري" بباريس، غير أنه هجر
العلوم، من دون رجعة، في العام 1945 ليتفرغ بصورة كاملة للأدب. وفي العام 1984 حصل مؤلف رواية "النفق" على أشهر جائزة أدبية في أسبانيا، ألا وهي جائزة سرفانتيس، وتم ترشيح إسمه لجائزة نوبل في الأدب عام 2007، من قبل الجمعية العامة للمؤلفين والناشرين في إسبانيا.
وكان ساباتو يعالج في كتاباته أزمة الإنسان المعاصر، وتأملاته حول عالم الأدب، بحد ذاته. ومن بين أبرز أعماله "الكاتب وكوابيسه" عام 1963، و"إعتذارات ورفوضات" عام 1979، و"النفق" عام 1948، و"أبطال ونعوش" عام 1961، و"أبادون" عام 1974. وأما آخر أعماله الأدبية المنشورة فقد كان "اسبانيا في يوميات شيخوختي"، وهو عبارة عن حصيلة رحلاته الى المدن الإسبانية عام 2002،في الوقت الذي كانت الأرجنتين غارقة في أزمة إقتصادية حادة.
ويعد إلتزام ساباتو السياسي والأخلاقي الثابت من أبرز السمات البارزة في كتاباته، الأمر الذي دفعه لأن يترأس اللجنة الوطنية للمفقودين، ويعمل على صياغة كتاب "أبداً بعد الآن: تقرير ساباتو"، والخاص بالأعمال البشعة التي إرتكبتها حكومات الطغمة العسكرية ما بين" 1976 - 1983"، والذي فتح الأبواب واسعة لمحاكمة المجلس العسكري في عام 1985. وكانت حينها قد تكالبت الإنتقادات من قبل العديد من المنظمات الإنسانية لما نشر في مقدمة التقرير، حول ما سميّ ب " نظرية الشريرين" والمتعلقة بالعنف السياسي الذي هزّ الأرجنتين خلال عقد السبعينات. وكان ساباتو قد قال في مقدمة التقرير، عن أعوام السبعينات في الأرجنتين "إن الحياة قد أصابها الإضطراب، بسبب من الرعب الذي زرعه كل من اليمين المتطرف واليسار المتطرف، أيضاً".
و كرّس ساباتو وقته للرسم، أيضاً، وإن إعترف، في إحدى المرات، بأن "رغبة التدمير الذاتي" كانت قد دفعته لأن يضع نهاية مأساوية للعديد من أعماله. ولكنه، في عام 1989، وبإلحاح شديد من العديد من أصدقائه، عرض مجموعة من لوحاته الفنية في مركز بومبيدو في باريس، وأخر مثيله في مدريد.
ومرّ الكاتب الأرجنتيني بتجارب مريرة وصعبة مع الموت، حيث كان ولده خورخي قد توفي في حادث مروري عام 1995، وليواجه، بعدها، في عام 1998، فاجعة رحيل زوجته ماتيلدا.
ومن بين الجوائز الأخرى التي نالها إرنستو ساباتو، جائزة مينينديث بيلايو عام 1997، وجائزة غابرييلا ميسترال عام 1983، والتي منحتها له منظمة الولايات الأمريكية "أو. إي. آ".
ibrahimyousif@hotmail.com
التعليقات
شكرا لأهتمام الكاتب
هشام حمدان -قرأت باهتمام ما كنبه الكاتب عن الأديب الأرجنتيني الكبير ساباتو.أن الأضاءة على هذا الكاتب ليست تكريما لذكراه فحسب بل هي أولا وقبل كل شئ دليلا على عمق الوعي وسعة الثقافة في مجتمعنا.أني أتمنى أن تحظى الثقافة في أميركا الجنوبية موضع اهتمام شعوبنا العربية. أميركا الجنوبية صديق طبيعي لبلداننا وتجمعنا معهم شراكة في الدم وفي المعاناة وفي الأهتمامات بالحرية والأستقلال.
شكرا لأهتمام الكاتب
هشام حمدان -قرأت باهتمام ما كنبه الكاتب عن الأديب الأرجنتيني الكبير ساباتو.أن الأضاءة على هذا الكاتب ليست تكريما لذكراه فحسب بل هي أولا وقبل كل شئ دليلا على عمق الوعي وسعة الثقافة في مجتمعنا.أني أتمنى أن تحظى الثقافة في أميركا الجنوبية موضع اهتمام شعوبنا العربية. أميركا الجنوبية صديق طبيعي لبلداننا وتجمعنا معهم شراكة في الدم وفي المعاناة وفي الأهتمامات بالحرية والأستقلال.
ليس أشهرهم
معلق -ارنستو ساباتو لم يكتب سوى ثلاث روايات، اضافة لكتب اخرى أدبية وسياسية. وقد قرأت اثنين من رواياته: النفق، وأبطال وقبور. الأخيرة كانت أكثر أهمية من الأخرى، وهي من صنع شهرة الكاتب. ولكنني لا أشارك كاتب الخبر بأن ساباتو هو أشهر كتاب الأرجنتين: فإنّ بورخيس هو أهم كاتب في الأرجنتين وفي عموم أمريكا اللاتينية. أبطال وقبور، ليست رواية عبقرية على كل حال. بل وفيها حشو، وكذلك اقتباس معلن من تيمات بورخيس؛ حتى أن بطلها يلتقيه في احدى الحدائق. ويشترك بورخيس وساباتو في فقدانهما البصر في فترة مبكرة من حياتيهما.
ليس أشهرهم
معلق -ارنستو ساباتو لم يكتب سوى ثلاث روايات، اضافة لكتب اخرى أدبية وسياسية. وقد قرأت اثنين من رواياته: النفق، وأبطال وقبور. الأخيرة كانت أكثر أهمية من الأخرى، وهي من صنع شهرة الكاتب. ولكنني لا أشارك كاتب الخبر بأن ساباتو هو أشهر كتاب الأرجنتين: فإنّ بورخيس هو أهم كاتب في الأرجنتين وفي عموم أمريكا اللاتينية. أبطال وقبور، ليست رواية عبقرية على كل حال. بل وفيها حشو، وكذلك اقتباس معلن من تيمات بورخيس؛ حتى أن بطلها يلتقيه في احدى الحدائق. ويشترك بورخيس وساباتو في فقدانهما البصر في فترة مبكرة من حياتيهما.