في الثناء على الحبّ في كرنفال الدكتاتورة الشمطاء
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
بعد 40 عاماً، لربما
من قبل أو
من بعد،
سنمسي
حكايةَ عشق تليد من أساطير الأوّلين
لمّا تبطش براثن الشيخوخة الشرسة
بمباهج جسدينا الغضّين
بآلائها الغاشمة؛
فنستحيل
خريفئذ
حطاماً لايُضاهى من/ رهن:
إهاب مترهّل يبيس/ خدود شاحبة ضامرة/ قلوب ورئات خائرة/ تجاعيد، أخاديد وغضون غائرة/ دوائر زرق تتحلّق العيون/ آذان وأعين مضمحلّة/ أسنان منخورة/ ظهور محدودبة + سوفان الفقرات/ مبائس الضغط والقولون/ ملحمة البواسير والصلع/ إزدهار حصى الكلى والمرارة/ عسر البول ويسر الإسهال/ مزالق المفاصل/ قلق السّكّري/ تباريح قروح الأحشاء/ تصحّر الطمث والمني/ أفانين السرطان/ البروستات الهوجاء/ عروق نافرة في الأيدي الراجفة/ سيقان تترنّح (ربما مع عكاكيز) بخطى واهية/ أحاليل ذابلة، دلاتي (1) هامدة وندرة الشَّوشلاء(2)/ أنياب جشعة للأطباء والطبيبات/ نفاق المتطاوسين من الشعارير والخونة والساسة الميتاشرفاء/ دبق الدائنين والبرلمانيين اللقطاء/ معجزات اللاجئين السياحيين/ أوبئة العهر الوطني + المستورد رمز التقدم الحضاري المنشود/ أزمة السكن الخانقة للنزر اليسير من هواء ما يسمّى بالوطن(الذي سيستحيل ماخوراً)/ ذرائع شحة الماء والوجدان والكهرباء/ كرابيج من أورام الأسعار الفاحشة/ ضياع الأصدقاء والصديقات في مفازات(خانَ وأخواتها)/ فضلاً عن حنظل البنين والحفدة العاقّين...ثم "زنخ الكآبة"(3) /يوتوبيا الشيزوفرينيا/ أمّا مآزق السفلس والسيلان والأيدز(فلا أظنها من نصيب أمثالنا المتعففين....) وبعد كل ذا
يستغرب جلّ الناس إمتعاضَ الإنتعاظ! ثمّ إن ماوراء هذه الآفات آفاتٌ...يطولُ الخوضُ فيها، إنّما اكتفت القصيدة بما كابدتْ عشيّة الشيخوخة الباغية، والعياذ بالله من معجزات العفالقة (4) والماجدات البالوعات...
أجل؛
هوذا قدرنا الأزليّ، في أرذل العمرِ. ورغم ذلك نادراً ما يحدث! أجل؛ فهو يحدث إذا لم تنزهق أرواحنا في الحروب والإحترابات السرمدية/ تكتوبيا الجينوسايد/ عبقرية الإرهاب العشوائي/ المجاعات الوفيرة/ فنون الإغتيالات الطاهرة/ وآفات العجلات المؤسفة....
إلخ خ خ خ خ خ خ فكلّ ذا غالباً ما يحدث، في
يباب خرائط عاثرة الحكمة ؛ ولربّما
حين يقرأ أغلب القراء والقارئات هذي القصيدة الجلفة بنثرها المصخرج (5) الذي لايليق إلاّ بالشيخوخة الشمطاء (فلْتتنحّي قليلاً ولتسامحيني يا ربّة الشعر) لاسيما في يوبيل حبّنا التنكيّ/ أو الفضي/ أو الذهبيّ (ما أدراني!)؛ سيكون قبرانا مندثرين وقد استحالت عظامنا تراباً مجهولاً... أو
مستقبلئذ،
سنكون مطمورين تحت أنقاض جسدينا الهرمين المتقهقرين في زنزانة الشيخوخة العبوسة إلى: القبل، الكلام، السلام، الإبتسام، النظرات؛ بعدما استحال جمر خلوات نهاراتنا والليالي رماداً ذليلاً يحتضر
ورغم ذلك كلّه
إيّاكِ يا سميرةَ عمري المرّ/ الحلو
أن تتأففي وتولولي:
- ( واشباباه!)
بل أنظري إلى قصائدي الخوالي
(لابأس شيخوختئذ أن نستحيل حيوانين مجترّين)
وسلي مراياها التي لاتزنجر(6):
(هل كان حبنا نقشاً على الماء أم على الحجر؟)
هل "كلّ شيء باطل وقبض ريح"؟(7)
لعلّك تشهدين عنفوان كنوز حب لايفنى حتى بعد المنون
لاتبتئسي
إذْ لـمْ يتبدد عمرنا هباء
فماعدا الحب(ملح الكون)
ضبابٌ كلّ ما في الدنيا
بعدما استحلتِ عيناً لعينيّ وقلباً لقلبي(8)
أوَلَمْ تشطحْ شآبيبُ شَهْدي الظاميء
في دلتاك الشّموس ألف مرة ومرة
ونحن نتلبّطُ، لاندري
أفي المجرّة نغوص/ نحلّقُ نشوانين أم تحت الأرض؟!
إذنْ ؛ هلمّي نستغفل الدكتاتورة
فلْـترشفي النبيذ المعتق من عينيّ الجيّاشتين
لعل الرماد الوفيّ يوقظ جمرك/ جمري
فتـعذوذب شيخوختنا العاتية!
ألا ما أحلى شفق صبوات المغيب؛
أنّى لمْ يذوِ دلالك المغدور
ولمْ يخبُ توقي الجموح
حتى مابعد الرمق الأخير
إنما تستعر جذوة الروح
مهما كان العمر جدّ ضنين
حتى لانجدف
فندمدم:
- ما أسعدَ الموتى!
إنّما نحمد هذه القصيدة الشعواء:
-سلاماً
أيتها المنكودة الرغداء!
ولْتعذرينا
{فقد كدت أن أنسى كيف دبّجتكِ في قرية (الحريجة) النائية المفتقرة حتى للماء العذب؛ بعدما جرفني البسطال (الإمبراطور الضرورة) إلى القادسية المنحوسة، في مطلع سنة ألف وتسعمائة وإثنتين وثمانين ميلادية، ثم أغدقت عليك، إبّان (أمّ الـمهالك الرعناء) آخر لمسات الصقل الحميمة.....ثم إن ربّة الشعر هي الأعلم بأوجاع مخاضك وأسرار ومصائر شقيقاتك التعسى؛ إنْ حسبتْ أو لم تحسبْ خربشاتي المغمورة شعراً أو نثراً، أو عتابة هجينة لعينة، لاتستحق إلاّ النبذ...إنّما " ما أهمّية أبديّة اللعنة لمَنْ وَجَدَ أبديّةَ المتعة ذات لحظة؟!" كما جهر شيخنا الألعن بودلير،
ثمّ أستدرك مناشداً موتنا الرحيم:
-" أيّها الربّان العريق!
لقد أزف الأجل؛
فلْـنرفع المرساة..."}
لتبحر التوابيت
قريرة العيون
بعد 40 عاماً، لربما
من قبل، أو
من بعد،
ونمسي
حكايةَ عشق تليد من أساطير الأوّلين.......
قولوا معي: آمين.
ملاحظات:
(1)دلاتي: جمع (دلتا) على ذمّتي.
(2)الشَّوشَلاء: النيك(وهي حبشية المنشأ)
(3)عبارة للشاعر بودلير.
(4)عَـفْـلَـق: الكُسّ المترهّل، والمرأة الخرقاء السيّئة المنطق. والعفلوق: الأحمق.أسكن الله فسيحَ جنّاته مَنْ سمّى أبا ميشيل المحروس بـ (عفلق)!
(5)الـمُـصَخْـرَج: تُنعَت الطّابوقة بالـمصخرجة، أي الشبيهة بالصخرة غير المنتظمة شكلاً؛ حين يتشَوّه شكلها، وتبرز منها النتوءات الخضر الشبيهة بالحلمات؛ من جرّاء الحرارة الزائدة في الكورة.وكثيراً مايطلق العراقيّون نعت المصخرج على الوجه الخشن!
(6)لاتزنجر: لاتصدأ.
(7)".........." من (العهد القديم/ الكتاب المقدس)
(8)محوّرة عن: " وأنت للعينِ عينٌ وأنت للقلبِ قلبٌ" للحلاّج.
شتاء1982ديالى- ربيع1992أربيل/
لمسات أخيرة في خريف 2002
وفي2012
ربّما، منْ يدري.......؟!
التعليقات
وفي 2012
جلال زنكَابادي -عزيزي الأستاذ المحررشكراً للنشرمع رجائي بتصحيح الرقم الوارد في السطر ماقبل الأخير من التواريخ الخاصة بكتابة القصيدة وتنقيحها،فهو ليس(201)وإنما (2012)ولعلّ هذا الغلط مصداق لما ورد في القصيدة من تداعيّات الشيخوخةعلماً بأني قد ابتكرت منذ عقود طريقة لإلحاق حواشي العديد من قصائدي بمتونها؛ لطرح المفارقة في أغلب الأحيان وليس للتوضيح والشرح حصراً ، وهو الأمر الذي لم ينتبه إليه سائر الذين كتبوا عن نصوصي .
فتوة القصيدةوشيخوختك
جواد غلوم -عزيزي الاستاذ جلالربما اكون مصيبا او مخطأ لاادري كنت اقرا لك منذ اواخر السبعينات قصائد غاية في الاتقان باسم جلال حسين وردة هل انت هووقد أراني قريبك الكاتب الروائي والمترجم شاكر نوري وقرأناهامعا يوم كنا في باريسلاني أحس هذا الاسلوب الكتابي هو نفسه الذي كنت اقراه سالفاعلى اية حال انت في هذه القصيدة خطوت عاليابمزيج من السوريالية الخفيفة السهلة الهضمتحياتي لك واعذرني اذا حصل لبس فيما قلت
لا لبس
جلال ورده زنكَابادي -عزيزي النبيل جواد شكراً لجودك بالمرور ، لا لبس في تشخيصك،والروائي شاكر خال أولادي، ورجائي أن تتواصل معي لكي أرسل إليك بضعة كتب إميليّاً؛ لعلّها تنال قراءتك واستحسانكzangabady@gawab.com