ثقافات

فرانسيسكو دي أسيس فرناندس: ثلاث قصائد

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

ترجمها عن الاسبانية غدير ابو سنينة: فرانسيسكو دي أسيس فرناندس (غراناذا 1945) شاعر نيكرونسي، نشر له العديد من الأعمال الشعرية منها: آلام الذاكرة (1986)، افريز الشعر، الحب والموت (1997)، شجرة الحياة (1998)، احتفال البراءة، تدوير الشعر(2001)، مرآة الشاعر (2004). مدير مهرجان غراناذا نيكاراغوا العالمي للشعر، عضو الأكاديمية اللغوية النيكرونسية.

الشعراء والبحارة

الى الشاعر لويس روتشا أورتيتشو

مخبوؤون في الجنون
الشعراء
كما البحارة، يتخذون شكل النمور
يستضيفون أرواح الأجداد الميتين،
يتوسطون بين السماء والأرض،
تدور في أحلامهم المعارك،
وأرواحهم المُغَلَّفة بأسئلة حيرى
بين اللؤم واللايقين
هي شُعل تحترق من الطرفين.

هذا ما حلمت به عندما كنت أفكر بالموت مع هذا الجسد،
عندما كنت أستعد للعودة كروح تائهة
دونما أية ديون روحية أو انسانية
حتى يرونني شفافا
فأستمع لما يشعر به بعضهم وما يراه غيرهم

الشعراء كما البحارة، مترامون في الوحدة،
لدينا دوما ما نرويه.
تاريخ حياتنا يكتسب صفة خاصة،
نملأ بالماء تجاويف الأيدي
كي نكشف الحقائق المخبأة.

الشعراء والبحارة
مقيمون في سحر الأساطير الجديدة،
يحبون الجميع في ذات الوقت،
يفرقون بين الخير والشر
كالبالغين.

كل واحد منهم يُعَنون حياته
بالخيال والأشواق،
وبقصيدة بلغة منسية.
الشعراء والبحارة يحلمون في صحوهم
أنهم يصلون لشيء ما فاذا بهم يواجهون الظل.
هم خاسرون رائعون.
يشربون الهموم والأحزان حتى الثمالة،
يخلقون بسحرهم حياة لا سقف لها ولا أرضيًّة،
حياتهم غير متوقعة: هم لحوم تحب روحها
يعرفون ايقاع رقصة الجسد الرقيقة
التي تجعل الحواس تنقض على الروح،
ويعلمون أن الطرق هي للعبور فقط
لا للوصول لجهة محددة.

من سيتذكر حرباءتي الوحشية في زحمة الحياة؟

أشعر بقرب نهايتي،
مع أنني كنت أعتقد دوما أنني أملك ما يكفي من الوقت.
حلمت مرة أنني في شيخوختي
سأصبح وقحا
فاسقا ولطيفا مع النساء،
وأنني سأُدْفَعُ بالقول
بينما أنا ثمل بالشعر والنسل والسفر.
اذ ان الشباب يحمل أفكارا روحانية
هي طاقة الكون.
أترانا كنا يوما شبابا؟
لكم هي قصيرة موحشة حياة الانسان
اذ يفزعها المجهول منذ الطفولة
لها وجه منفرد وسط التعدد،
تبحث عن الأمل في الفوضى،
تسعى لجنان الخلد
ترفض الموت،
حتى وان لم يكن هناك داع للحياة،
حينما نظن أننا لم نعد أحياءً.

منزل يشتعل لهباً

طفولتي
لماذا تقتحم أحلامي
وتنزع بواطني
كمحيط همجي
يقضي علي في لحظات،
كمن يتربص بي من النوافذ،
هي ما تبقى لي من حياة.
بيت مشتعل لا ينجو من لهبه أحد
حلاوة هذي السنين.
تتوقف لتبدأ من جديد
لا أشعر فيها بخوف أو حزن
هي شجرة بأذرع مفتوحة لعناق الطيور
ومنذ طفولتي وحتى الساعة
يتحول قلبي نباتا غريبا من الأسمال
أناشيد قديمة وألحانا حميمية
تُعيده الى طفولته:
كنيران الوجود القرمزية الروحانية،
كنيران تشتعل في كوة مظلمة
من الليل،
كقوقعةٍ
تردد اللامتناهي من البحر.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
اليمن / مصر
أحمد العمودي -

ياالله .. كم هي رائعة قصيدة "الشعراء والبحارة".. تأسر القلب بدفئها وتدير الرأس بحميميتها الأخاذه.الأخت المترجمة غدير.. لك كل الشكر والأحترام على ماتنقليه لنا من جمال في الإسبانية للعربية، بإقتدار وروعة.قرأت عدة ترجمات لك في إيلاف وغيرها.. فشدتني كثيرا بجمالها واحتفضت بنسخ عن بعضها.تحياتي

اليمن / مصر
أحمد العمودي -

ياالله .. كم هي رائعة قصيدة "الشعراء والبحارة".. تأسر القلب بدفئها وتدير الرأس بحميميتها الأخاذه.الأخت المترجمة غدير.. لك كل الشكر والأحترام على ماتنقليه لنا من جمال في الإسبانية للعربية، بإقتدار وروعة.قرأت عدة ترجمات لك في إيلاف وغيرها.. فشدتني كثيرا بجمالها واحتفضت بنسخ عن بعضها.تحياتي