رواية تتناول حركة الإخوان المسلمين الليبيين لصلاح الحداد
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
ورغم الطابع التشويقي للرواية فإنها تتسم بزخم في الجانب التاريخي والمعلومات التي تعرضها عن تاريخ الجماعة عموماً ومؤسسها حسن البنا.
وصلاح الحداد من مواليد طرابلس بليبيا العام 1970. صدر له في القصّة: "قطار الحب" (المؤسسة العربية للدراسات والنشر، 2005)، وفي النقد الأدبي: "على ضفاف الشعر" (دار البستاني، 2004). يقيم في إيرلندا منذ العام 1998.
من أجواء الرواية:
- يبدو أن حركة الإخوان ذات جذور ماسونية، فسيّد قطب، على سبيل المثال، الذي كان يكتب مقالاته في "التاج المصري"، وهي لسان حال "المحفل الأكبر الوطني المصري"، وإن لم يصرح أي من مصادر الماسونية أنه كان ماسونياً، لكن الصحف الماسونية، لم تكن لتسمح لأحد من غير الأعضاء في الماسونية، بالكتابة فيها مهما كانت صفته أو منصبه، فما مدى انتمائه إلى الماسونية؟ وما الغرض من انضمامه؟ وإلى أي مدى كان اقتناعه بمبادئها؟
- لا يمكنني الإجابة عن أسئلتك هذه، يا حسن، فهي جزء من بحثك المكلّف به. أجاب مبتسماً، ثم استطرد وهو يحكّ ذقنه قائلاً: "إن الاختلاف الوحيد ما بين حركة البنَّائين الأحرار وحركة الإخوان هو أن الماسونية أكثر تحرُّراً وليبيرالية من حيث سماحها للأفراد من جميع الديانات الانضمام إليها، في حين تركِّز الماسونية الإخوانية على الأفراد الملتزمين بعقيدة الإسلام. ومهما يكن من أمر، فإنهما يتشابهان في كل الأمور الأخرى؛ من الأهداف والوسائل والمبادئ إلى الطموح والطقوس والرؤى والمنطلقات. ألم تسمع عن شعارَي "النظام العالمي الجديد" و"أستاذية العالم"، اللذين يردِّدهما قادة الحركتين؟ وبالمناسبة، فإن أول من رفع شعار "أستاذية العالم" هو حسن الصباح؛ زعيم حركة الحشّاشين. وإذا أردتَ المزيد من الدقّة حول هذا وذاك، فما عليك إلا إلى الرجوع إلى عضو الماسونية الأول؛ الشيخ جمال الدين الأفغاني، وتركته التي خلفها بعدما توفّي العام 1897، وهي مجموعة كبيرة من المقالات السياسية والدينية، التي من شأنها أن شكَّلت جزءاً من أساس قامت عليه حركة الإخوان في وقت لاحق. كان هذا الأساس، في الواقع، مبنياً على تصوُّر الأفغاني لإعادة إحياء حركة الحشّاشين من جديد. ولا تنسَ بالطبع، أن تمرّ على علاقته بالشيخ التنويري محمد عبده الذي حصل على رتبة "الأستاذ الأعظم". ومن هناك تستطيع أن تقتفي أثر علاقته بتلميذَين نجيبَين له هما: الشيخ أحمد عبد الرحمن البنا، وهو أبو حسن البنا، والشيخ محمد رشيد رضا؛ أستاذ البنّا ومربّيه ومرشده الروحي.
- هل أفهم من هذا أن شخصية الأفغاني شخصية محورية بكونها حلقة الوصل ما بين حركة الحشاشين والماسونية والإخوان؟ نظر إليه متطلعاً إلى حركة شفتَيه، وهما تتدفَّقان بالمعلومات الغزيرة كالنافورة.
- هذا صحيح، نظراً لأصوله الفارسية ونشأته وترعرعه على مرمى حجر من قلعة الموت، ناهيك عن ميوله السياسية المبكرة، وطموحه القيادي الكبير. لقد اطَّلع على كل تراث الحشاشين وزار قلعة الموت مراراً، وكان مثله الأعلى حسن الصباح، كما كان حلمه الأكبر يتمثّل في إعادة إحياء الحركة من جديد. وازداد وعيه تفتُّحاً عندما صار عضواً ماسونياً كبيراً، حيث ساوره شعور كبير بإقامة صرح شرقي مشابه. أجاب بثقة، ثم أضاف بصوت هادئ وقوي: إن الماسونية باختصار، يا حسن، هي امتداد لحركة التنويرين The Illuminatirlm; التي نشأت في القرن الثامن عشر، مستلهمة مبادئها من حركة الحشّاشين في الشرق الأوسط، التي هي منبع الحركات السرّية السياسية في العالم. إن الخيط الرفيع الذي يربط بين هذه الحركات السرّية جميعاً، هو الهدف المتمثّل في التحكُّم بالعالم والسيطرة عليه. كان شعار حركة الحشاشين: "لا حقيقة في الوجود، وكل أمر مباح"، والمقصود بالطبع على غير ما وقع في تفسيره المؤرِّخون خطأ أو عمداً من اتهامات باطلة بالاتحاد والحلول والكفر. كلا، فالمقصود هو المعنى الباطن؛ أي لا حقيقة في الوجود سوانا، والغاية تبرِّر الوسيلة.
- إن هذا بالضبط ما يعمل به حشّاشو هذا العصر من الإخوان المسلمين.
- لا شك في ذلك، وإضافة إلى ما قلت فإن نظرية "الغاية تبرر الوسيلة" تُنسب خطأ إلى الفيلسوف الإيطالي نيكولو مكيافيلي، إذ يرجع الفضل في تخريجها في عالم السياسة للحشاشين وليس لأحد سواهم.
لشراء الكتاب بشكل مباشر من دار الغاوون
http://alghawoon.com/mag/books.php