مسرحيو الجزائر ينزلون إلى الشارع الثلاثاء
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
كامل الشيرازي من الجزائر: في فصل جديد من القبضة الحديدية المشتدة في سماء أب الفنون في الجزائر، أعلن المسرحيون هناك عن نزولهم إلى الشارع الثلاثاء القادم، احتجاجا على استمرار الوضع المزري لقطاع الثقافة في بلادهم.
في بيان تلقت "إيلاف" نسخة منه، ذكرت الأمانة الوطنية للاتحادية الجزائرية للفنانين الجزائريين أنها قررت تنظيم وقفة احتجاجية زوال الثلاثاء 24 آيار الجاري (15.00سا بتوقيت الجزائر- 16.00سا غرينتش)، بساحة عبد القادر علولة قبالة بناية المسرح القومي الجزائري، من أجل المطالبة بتحقيق ما لا يقل عن سبعة مطالب أساسية.
وبجانب تنديدها بالحالة المزرية التي يمر بها المشهد الثقافي والفني المحلي بشكل عام، شدّدت اتحادية الفنانين في بيانها على أنّ تصعيدها اللهجة مرتبط رأسا بحتمية استجابة السلطات العليا في البلاد إلى المطلب الأمّ وهو الإفراج عن قانون الفنان الذي لا يزال حبيس الأدراج، وضرورة إشراك نقابة الفنانين رفقة جميع الفعاليات وكامل الكفاءات الفنيٌة، بدون إقصاء، في في صياغته.
وتضمنت اللائحة المطلبية، إعادة النظر في أجور الفنانين، من مسرحيين، مطربين، موسيقيين و تشكيليين، حيث ترى الاتحادية التي يِرأسها الفنان "علي جبارة" أنّ سلم الرواتب مهين لكرامة الفنانين، مقارنة مع أجور الفنانين الأجانب الذين يتم استقدامهم للمشاركة في مختلف التظاهرات بالجزائر، لذا ترافع النقابة لصالح رفع أجور عمٌال وتقنيي المسارح في الجزائر خلال القريب العاجل.
وفي مقام موصول، يدعو الغاضبون إلى مراجعة طرق اختيار الفنانين الأجانب "الغير مُؤهلين" بحسب ما ورد في البيان، لتنشيط الورش الإبداعية، وإنجاز المشاريع الفنيٌة الكبرى بأغلفة مالية وصفوها بـ"المُبالغ فيها"، على حساب الطاقات والكفاءات المحلية.
ويركّز عرّابو الوقفة الاحتجاجية على مطلب فتح مناصب شغل والفضاءات لحاملي الشهادات العليا وخريجي المعاهد الفنيٌة، بهذا الشأن، جدّد هؤلاء الإعراب عن استيائهم الشديد إزاء الحالة الغير مقبولة التي آل إليها المسرح الجزائري، في مختلف مؤسساته مما أسموه "فساد، رداءة، سوء تسيير، تبديد المال العام والتطفٌل على المهنة"، على حد ما جاء في البيان المذكور.
وعليه، أوعزت اتحادية الفنانين بحتمية ترحيل "امحمد بن قطاف" المدير الحالي للمسرح القومي وطاقمه، واستبدالهم بذوي الكفاءات النزهاء وذوي القدرات الفنيٌة، كما طالبت بإعادة النظر في تعيين مدراء المسارح الجهويٌة.
وأبدى المتمردون الذين كثفوا من حراكهم خلال الثلاثة أشهر الأخيرة، عدم رضاهم عن الطريقة العشوائيٌة التي تنظٌم بها المهرجانات المسرحيٌة، التي أصبحت - بمنظورهم - "وسيلة للتربٌح السريع والغير مشروع"، وذلك على حساب المستوى الفني والجمالي بحسبهم، منتقدين تغييب لجان فنيٌة وتقنيٌة يُفترض أن تُخوٌل لها عمليٌة انتقاء الأعمال الفنيٌة المشاركة، وأن لا يكون ذلك مقصورا على فريق من الأفراد.
ولتدارك الأمور، تنادي اتحادية الفنانين بتشكيل لجنة مختصٌة لتقييم المستوى التنظيمي والفني والأعمال المشاركة في مهرجان الجزائر للمسرح المحترف المزمعه افتتاحه بعد أيام، للوقوف على الحقائق ميدانيا.
وفيما لم يتسن الحصول على تعليق رسمي، يهيب "ثوار" المسرح كافة مواطنيهم الفنانين المخلصين، الأحرار، والغيورين على فنهم وصورة وطنهم، لتفعيل الوقفة الاحتجاجية التي يُجهل عما إذا كانت السلطات ستسمح بتنظيمها في بلد يحظر أي مسيرات أو تجمعات في الشارع.
وسبق للمسرحيين الغاضبين عشية اليوم العالمي للمسرح أن بعثوا برسالة إلى وزيرة الثقافة الجزائرية "خليدة تومي" طالبوها بالتدخل ووضع حد لما يحدث داخل بناية المسرح القومي، إلاّ أنّ دار لقمان بقيت على حالها فيما يبدو، ما يرشح الوضع للاحتقان أكثر.