"وقفة الغضب" تلقي بظلالها على مهرجان الجزائر للمسرح المحترف
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
في أجواء رمزية لافتة بساحة عبد القادر علولة قبالة بناية المسرح القومي الجزائري، احتج كوكبة من فناني المسرح والسينما والموسيقى والفنون التشكيلية على استمرار الوضع المزري لقطاع الثقافة في الجزائر، وحمل كل فنان وردة، كما جرى خلال هذه الوقفة السلمية رفع شعارات عديدة مناهضة للرداءة والإقصاء وتهميش الكفاءات.
وفيما تعاطى رجال الأمن بروح حضارية مع منشطي الوقفة وامتنعوا عن التعرض لهم رغم حظر القوانين الجزائرية لأي تجمهر في الأماكن العامة، حضر وجوه فنية بارزة على غرار مخرجين معروفين بوزن: مالك العقون، رشيد علال، ياسين قوسيم، عمار بلقاسم، إضافة إلى نبيل عسلي، مصطفى لعريبي، عمر معروف، زهير بوزرار وغيرهم.
ولدى وصول وزيرة الثقافة الجزائرية "خليدة تومي" إلى مبنى المسرح القومي لافتتاح المهرجان، اصطفّ الفنانون أمام الوزيرة، رافعين شعار"بركات من التهميش"، قبل أن يقوموا بتلاوة الفاتحة على روح فقيد الخشبة الكبير "عز الدين مجوبي".
وبدا موقف المسؤولة الأولى عن قطاع الثقافة الجزائري، مُبهما من الوقفة الاحتجاجية، حيث صرحت:"ليس لهؤلاء الحق في الاحتجاج"، قبل أن تؤكد أنّها ليست منزعجة تماما، بيد أنّ فكرة الاحتجاج لم تعجبها (..).
وفي تصريحات خاصة بـ"إيلاف"، قال المخرج والسيناريست الجزائري البارز "محمد شرشال" أنّ الوقفة الاحتجاجية نجحت في كسر حاجز الصمت، والنضال سيتواصل لإكمال مسيرة الألف ميل وكسب رهان المشروع الثقافي الكبير في الجزائر عبر فتح نقاش حوله لوضع القطار على السكة ومحاربة الفساد والتطفل، مستطردا:"شرعيتنا هي فننا وهو ما ينبغي أن يفهمه الجميع".
وينوي ناشطو حركة الفنانين والمبدعين الجزائريين الأحرار تشكيل لجنة موسعة تتجه إلى جمعية تأسيسية في الفترة القليلة المقبلة، على أن يتم تحضير أجندة عمل لرفع تحديات الشوط القادم بطريقة أخرى.
ويطالب الفنانون الغاضبون بإصدار السلطات قانون الفنان، ومراجعة سلم الرواتب، وإعادة النظر في تفاصيل كثيرة تخص تسيير الهياكل الثقافية في البلاد، وفتح تحقيقات بشأن ما يلف إدارة المسارح والتظاهرات الفنية.
إلى ذلك، رُفعت ستائر المهرجان السادس للمسرح المحترف مساء الثلاثاء بدار الأوبرا وسط الجزائر، ويشارك في الموعد 14 فرقة ستتنافس حول الجائزة الكبرى، فضلا عن عروض لفرق مصرية وتونسية ومغربية وعراقية وأردنية وسورية وفلسطينية ستشارك خارج المنافسة.
هذه التظاهرة التي ستستمر إلى غاية السابع حزيران/يونيو القادم، ستعرف تكريم عديد الوجوه التي تألقت في سماء المسرح العربي، ناهيك عن إقامة تظاهرة "الشعر في ضيافة المسرح" بمشاركة واسعة لفطاحل الشعر العرب أمثال "هيام يارد" من لبنان، إدريس علوش من المغرب والطيب لسلوس من الجزائر.