ست قصائد

جزرٌ عالقة

جالسا،
خلفي حائط تَحِتّهُ الأيّامُ،
ترسمُ تاريخَهُ الفصولُ،
وفي شِباكِ العيون،
تكبر الشجيراتُ، والنملُ منهمكا يبدو
في حَبْكِ متاهاته،
والمناقيرُ في أعشاشها تستنجدُ،
غير أنّ السماءَ ما فتئتْ تحوك وشيعة الغياب
جرحُ الطبيعة فاغر
تمسّهُ الريحُ ويرفوه الأثرْ.

دخْلتْ زوجتي فجأةً تدمدمُ:
الذبابُ أتى مبكرا،
والجوُّ مناسبٌ كي تُشَذّبَ الحديقة
استرسلتْ طويلا
كنتُ أهزَ رأسي وأنا غارقٌ
حيث الخيالُ يلحس السحاب.

لمحتُ بعض الغصون ذابلةً
والطحالبَ تلتهمُ المناظرَ عاما بعد عام
والربيع متعثرا يجيءُ ...

لا تنمْ، تقول زوجتي
ما تراه مشهدٌ مكرر
في زمانٍ يَغْربُ.

كان الوقتُ صباحا
اليومُ هو الأحد
والغيوم بالسماءْ
جزرٌ عالقة.

يابلونا
2011-05-08

قوّاد

الديكتاتور الأحمقُ
ضيفٌ ثقيلٌ وغبيّ،
حانةٌ بلا خمر،
قَوّادٌ في كنيسة.

العتمة

الجلاّدُ:
- ما الذي يجعلكِ تتأوهين؟
الضحيةُ:
- هذه العتمةُ وهذا الجنونُ اللامتناهي.
الجلادُ:
في العتمةِ يضيءُ الجنون.

فريسة

بين امرأةٍ وامرأة
أملٌ هو الرّجل
وبين رجل ٍ ورجل
فريسةٌ هي المرأة.

سفّاح

أوّلُ سفّاح في التاريخ هو الرّجل
لأنه سفك دمَ المرأةِ،
والمرأةُ أوّلُ من هنّأه على ذلك.

ستْربتيز

أكثرُ الفصول تبذيراً الصيفُ،
وأكثرُ الفصول كرَمَا الربيعُ،
وأكثر الفصول بُخلا الشتاءُ،
وأقلّ الفصول حياءً الخريفُ
لأنه يتعرى دائما.