العمل الفني ودور المتلقي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
"قيمه العمل الفني لا ان يباع بل قيمته في تغيير العالم" (اولافور اليوسون فنان دنماركي اسلندي)
العلاقه بين العمل الفني والمتلقي اخذت ابعادا اخرى جديده غيرت المفهوم السائد والمتعارف عليه حول دور المتلقي ومشاركته في العمليه الفنيه. احد اسباب هذا التغيير هو ظهور انماط واشكال فنيه جديده والتي اكدت على ان هذه العلاقه مهمه ودور المتلقي فاعل. على العكس مانراه في عالم الفن في العالم العربي سوى استثنائات واغلبها شخصيه ، وان وجدت فهيه قليله جدا وبالخصوص الفن العراقي الذي مازال قائم على النظره التقليديه للعلاقه بين العمل الفني والمتلقي، النضره التقليديه يعني هناك مشاهد/متلقي وهناك عمل فني، اي هناك ركيزتين وهناك مسافه كبيره مقصوده بين هذين الركيزتين . على عكس فكره العمل الفني الحديث القائمه على محاوله ازاحه هذه المسافه بين المتلقي والعمل من اجل خلق تجربه جماليه مشتركه كامله، اي تجربه حسيه، ذهنيه، جسديه متحركه وغير ثابته بين المتلقي رغم اختلاف تجاربه وخلفيته الثقافيه والعمل الفني. يعني هناك علاقه ديالكتيكيه بين هذين العنصريين . بهذا الشكل يصبح المتلقي فاعل ومهم. ولهذا فان العمل الفني الحديث لايقتصر وجوده في قاعات العرض الفنيه او صالات المتاحف. بل ممكن ان يكون في الشارع، المدرسه، الحديقه، مكان العمل او الاماكن العامه بشكل عام. واحيانا يكون الفنان نفسه هو شريك وجزء من العمل، اي هناك اربع ركائز في هذه التجربه ــ عمل فني، فنان منتج للعمل ومساهم به، متلقي مساهم ومكان وجود العمل. هذه الركائز الاربعه هي مهمه لخلق عمل فني حديث ومؤثر. هناك حركه تاثير وتاثر بين هذه الركائز. هناك حركه وايقاع ،هذه الحركه وهذا الايقاع متغيران تعتمد على المتلقي الفاعل وعلى مكان عرض العمل اي هناك ديناميكيه. لان وعي وتجارب المتلقي والمكان تفرض حضورها على العمل. اغلب هذه الاعمال هيه اعمال مركبه وتكون قليله وعلى الاكثر عمل واحد لكنها تتعدد وتتغير حسب المتلقي والمكان.
عمل Helena سنه 2000 للفنان ماركو ايفارستي {Marco Evaristti} ، هو عباره عن خلاط فيه سمك زينه صغار يسبح.
المتلقي لديه القدره على الضغط على زر التشغيل بهذه الطريقه تتقطع السمكه ويصبح لون الماء اقرب للون الاصفر او ترك ذللك
ميزت هذه الاعمال هيه اعطاء الفرصه لتجمع اكثر من متلقي واحد في مكان واحد وتخلق لهولاء فرصه للحوار، للتبادل المعرفي، للتقارب الحسي والجسدي اي هو مكان للالتقاء. وهناك فرصه لاشتراك اكثر من حاسه واحده من حواسنا الانسانيه في هذه التجربه الفنيه لا ن في هذه الاعمال يشترك اكثر من اختصاص فني كان يكون التشكيل، الموسيقى، الرقص والنحت في عمل واحد. الميزة الاخرى لهذه الاعمال هي فقدانها المتعمد لعنصر الزمن وتعلقها بمكان واحد، اي ان هذه الاعمال ممكن ان تكون في اي وقت وتعرض في اي مكان ولاي متلقي، اي ممكن تعرض في اوربا او في اسيا او في افريقيا. هذه الاعمال تستوحي مفرداتها من العالم المحيط مع مراعات الكونيه، ووضوح الفكره اي ان المفردات المستخدمه ممكن التعرف عليها كجزء من العالم الذي نعيشه لكن مع الزياده او الحذف او التحوير او نقل المفرده من مكانها الطبيعي الى مكان اخر غريب
شلال مدينه نيوورك سنه 2008'The New York City Waterfalls' احد اعمال الفنان اولافور اليوسون [Olafur Eliassons]
شلال اصطناعي تحت جسر بروكلن في نيوورك واحد من اربع شلالات اصطناعيه انجزها لفتره ثم ازيلت - محاوله لتغيير الانطباع اليومي للمكان
من اهداف هذه الاعمال هو طرح الاسئله على الواقع اليومي المتعارف عليه والتنبيه على هذا الواقع، تبادل افكار،خلق فضاء للتعرف علي رموز لم تتعرف عليها من قبل, صدمه، تبادل معرفي ولاتوجد اجوبه ثابته لان لكل متلقي جوابه الخاص به لان العمل في الاصل غير مكتمل بدون المتلقي. ولهذا يصبح لكل متلقي عمله
"داخل العجينه" اسم العمل ، سنه 2011 للفنان سورن دلكور Soslash;ren Dahlgaard مواد مختلفه مع مشاركه شخص في العمل