استقالة كاليل من جائزة البوكر احتجاجا على قرار تكريم فيليب روث
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
وقالت كاليل في نقد روث الحائز جائزة بوليتز انه لا يعالج إلا موضوعا واحدا يتناوله في كل كتاب تقريبا "وكأنه يجلس على وجهك فلا تتمكن من التنفس".
وكشفت كاليل عضو هيئة المحكمين الثلاثة الى جانب تاجر الكتب النادرة والأديب ريك غيكوسكي الذي ترأس هيئة المحكمين والروائي جاستين كارترايت انها قررت الاستقالة بعد قرار الهيئة منح الجائزة الأدبية الى روث من بين قائمة المرشحين القصيرة التي ضمت الى جانبه آن تايلر ومارلين روبنسن.
وقالت كاليا انها لا تعتبر روث كاتبا بالمرة. واوضحت انها ما كانت لتدرج اسمه على قائمة المرشحين الطويلة واستغربت بقاءه على القائمة. ونقلت صحيفة الغارديان عن كاليل ان روث هو "الكاتب الوحيد الذي لا يعجبني وجميع الآخرين هم من خيرة الكتاب". وشبهت كاليل مكانة روث الأدبية بثياب الملك الذي لم يجرؤ احد على القول انه عار متسائلة "مَنْ سيقرؤه بعد 20 عاما؟"
واثارت تعليقات كاليل على روث الذي كثيرا ما يُرشح لجائزة نوبل ردود افعال ما زالت اصداؤها تتردد في الوسط الأدبي البريطاني. ولاحظ الناقد روبرت ماكرم في صحيفة الاوبزرفر ان من غير المستغرب ان تنظر ناشرة نسوية رائدة منذ سبعينات القرن العشرين مثل كاليل بعدم اكتراث الى موضوع روث الذي لم يفارقه طيلة حياته الأدبية وهو مغامرات الرجل الاعتيادي الاميركي في علاقاته الجنسية.
ورغم ان اعمال روث التي دائما يكتبها من منظور ذكوري وكثيرا ما تتناول الجنس بلغة مكشوفة ، تُعد بنظر كثيرين ذات نزعة معادية للمرأة فان كاليل أكدت في حديث لصحيفة الغارديان ان موقفها النقدي تجاه روث نابع من مواطن ضعفه الأدبية المحضة. وقالت "ان النسوية لا تمت بأي صلة الى نقدي لعمل فيليب روث أو استقالتي من هيئة المحكمين".
وقالت كاليل ان الضجة التي أُثيرت حول تعليقاتها حملة ذكورية لا تناقش الأفكار والقضايا المطروحة بل تركز على كونها صادرة عن امرأة. وشددت على انها في الثالثة والسبعين من العمر تقريبا ولم يخطر ببالها ان سبب الاعتراضات على اعمال روث هو كراهيته للمرأة ، وإذا كان روث لا يحب احدا فهو لا يحب نفسه وليس المرأة. ونوهت بأشهر اعماله "رعوية اميركية" قائلة انه عمل رائع عن المرأة وان اعتراضاتها على روث اعتراضات أدبية.
واستعرضت كاليل موقفها من روث في الملحق الأدبي لصحيفة الغارديان واصفة نظرة روث بـ"الضيقة" ولكن ليس بالمعنى الذي يسري على اعمال اوستن أو بيلو أو ابدايك لأنهم يستخدمون "لوحة ضيقة للتعبير عن أوسع المفاهيم والأفكار". وقالت ان روث ينبش في ذاته على نحو رائع ولكن ليس هناك الكثير عدا ذلك وان الاستغراق في ذاته والاعتبار الذي يقيمه لذاته "يحدده كروائي فيستخدم لوحة لوحة كبيرة ليرسم عليها اشياء صغيرة ولكن اشياءه الصغيرة تشغل مجالا بسعة المحيط". وتابعت كاليل قائلة انها كلما قرأت روث زادت قناعتها بأن اعماله مملة وزاد ما تسمعه من "حفيف ثياب الملك".
وقالت كاليل التي ترأست هيئة محكمي جائزة بوكر في عام 1996 ان القائمة النهائية تضمنت 13 كاتبا وان أي واحد منهم غير روث كان سيعتبر خيارا مثيرا للقراء ولعمل المحكمين. واشارت الى شكل من اشكال الحلول الوسط حين يتفق المحكمون على خيار ثان يقبله الجميع. ولكن هذه الطريقة لم تُتبع وفي هذه الظروف لم تتمكن من اضافة اسمها الى اختيار فيليب روث فقررت الاستقالة من هيئة المحكمين.
تُمنح جائزة مان بوكر الدولية البالغة قيمتها 60 الف جنيه استرليني الى كاتب ما زال على قيد الحياة تقديرا لأعماله الروائية.
وقال رئيس هيئة المحكمين لدى اعلان فوز روث بالجائزة ان اعماله "حفزت جمهورا ضخما ما زال آخذا في الاتساع ، واستفزته وأمتعته" على امتداد 50 عاما وان مخيلته اعادت الحياة الى الرواية عموما وليس الرواية الاميركية وحدها.