ثقافات

رحيل الكاتب الأسباني خورخي سيمبرون

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك


إيلاف - باريس: توفي الكاتب ووزير الثقافة الاسباني السابق خورخي سيمبرون المقاوم في الحرب العالمية الثانية الذي احتجز في معتقل نازي والمعارض المناهض لفرانكو مساء الثلاثاء في باريس عن 87 عاما، هو الذي وضع غالبية اعماله بالفرنسية. سيمبورن كانا شاهدا على كبرى تمزقات القرن العشرين السياسية وقد استمد منها اعمالا ملفتة في الادب والسينما. وقد رحل خورخي سيمبرون ب"هدوء تام" في منزله الباريسي على ما افاد حفيده توماس لاندمان. وذكر التلفزيون الاسباني ان عائلة الكاتب لم تختر بعد مكان دفنه لكن من المرجح ان يكون في فرنسا حيث عاش كل حياته تقريبا. وقد كان وزيرا للثقافة بين عامي 1988 و1991 في حكومة الاشتراكي فيليبي غونزاليس. وكان خورخي سيمبرون انتقل للعيش في المنفى في فرنسا مع عائلته مع بدء الحرب الاهلية الاسبانية (1936-1939). واشاد وزير الثقافة الفرني فريديريك ميتران بهذا الكاتب "الكبير" الذي اختار "اللغة الفرنسية وطنا ثانيا". واضاف ان سيمبرون الذي كان يعتبر ان +الذي لا يوصف هو الذي لا يمكن الصمت عنه+ سيبقى بالنبة لنا جميعا مثالا رائعا للمفكر الملتزم في خدمة المثل الاوروبية". واسف الكاتب اريك اروسينا لرحيل "شقيق كبير فضلا عن شخصية كبيرة من اسبانيا" متحدثا عن امسية روى له خلاها سيمبرون وهو يضع يده على كتفه، نضاله ضد النزية ومن ثم ضد "فظائع فرانكو". واعتبرت وزيرة الثقافة الاسبانية انخليس غونزاليث-سيندي ان سيمبرون "كان مرجعا مهما جدا في ما نسميه اليوم +الذاكرة التاريخية+".
ولد سيمبرون في العاشر من كانون الاول/ديسمبر 1923 في مدريد في كنف عائلة بورجوازية تؤمن بالقيم الجمهورية وقد عرف المنفى منذ طفولته. فقد غادر والده المحامي الجمهوري اسبانيا اعتبارا من العام 1936 "وفاء لافكاره" مع اولاده السبعة متوجها بداية الى هولندا وبعدها الى فرنسا. ومن باريس ترسخت لدى خورخي سيمبورن عند سقوط مدريد في ايدي فرانكو في اذار/مارس 1939، القناعة بانه سيبقى دوما "اسبانيا شيوعيا". مع حلول الحرب العالمية الثانية التحق سيمبرون بصفوف المقاومة. وفي ايلول/سبتمبر 1943 وهو في سن التاسعة عشرة اوقفه الغيستابو ونقله الى معتقل بوخيفالد النازي. عند تحرير المعتقل في نيسان/ابريل 1945 اختار سيمبرون "فقدان الذاكرة الطوعي للاستمرار في الحياة". قطع هذا الصمت في العام 1963 مع روايته السردية الاولى "الرحلة الطويلة" وسيعود الى هذه التجربة الاليمة كذلك في العام 1994 مع "الكتابة او الحياة". وبعد سنوات قليلة امضاها مترجما في اليونيسكو في باريس عاد الى اسبانيا حيث نسق التحرك السري للحزب الشيوعي الاسباني تحت اسم فيديريكو شانسيز. الا ان خلافات نشأت بينه وبين رئيس الحزب سانتياغو كاريو الذي طرده من اللجنة التنفيذية في العام 1964 بتهمة "التحول عن سياسة الحزب". فكرس وقته بعدها للكتابة بالفرنسية والاسبانية. في العام 1969 حصلت راويته "الموت الثاني لرامون ميركادير" على جائزة فيمينا الادبية الفرنسية. وقد وضع حوار افلام "زد" (1969) و"الاعتراف" (لافو 1970) وكان يعمل في السينما مع ايف مونتان والمخرج كوستا غافراس

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف