3 ندوات لروايتي صبحي فحماوي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
ومما قاله الجيار: لقد تابعت قراءة روايات صبحي فحماوي وهو صاحب مشروع سردي، بدأ منذ روايته الأولى "عذبة"، ولم ينته بروايته السادسة "الأرملة السوداء" حيث دخل هنا في العمق ليصور العلاقة بين الرجل والمرأة، لتكون الصورة ناضجة أكثر مما كانت عليه في رواية "حرمتان ومحرم"، وهو يبث أفكاره في الطريق، وبين ثنايا السطور، دون أن يعلن عنها، فهنا نتحسس فكرة التكامل بين الذكر والأنثى، ونجد أن الرجل هو لعبة المرأة لتحقيق أهدافها..لقد بث سرده في هذه الرواية من خلال عدة وحدات، يمكن نشر كل منها لتكون مستقلة..ولكنه لاحقاً رتبها لتنساب النصوص القصصية كروافد كثيرة لمجرى نهر واحد.. وبين لنا في النهاية أن المساواة بين الرجل والمرأة لا يمكن أن تتم إلا من خلال العلم، إذ بين أن كلاً من شهريار وشهرزاد حصلا في النهاية على شهادة الدكتوراة، فكانت علومهما الغزيرة هي السبب في وضوح الرؤيا لدى كل منهما، فأضفت إلى تحقيق المساواة، ومن ثم تحقيق "حماية الإنسان" بدل التعصب نحو"اتحاد المرأة"، والانشقاق نحو "جمعية حماية الرجل"..لقد أوضحت لنا الرواية أنه في النهاية هناك إنسان، وليس رجل وامرأة يتصارعان.. وأضاف الجيار أن الرواية شعرية النسيج، ومعززة باختيارات شعرية وظفت في المكان المناسب لتعطي تناصاً يقدم صورة جديدة مؤثرة..وقال مدحت الجيار: لقد أبرزت الرواية السلطة الناعمة للمرأة، من خلال حكي متواصل يمتع القارىء، ويجعله يتابع القراءة دون توقف، ودون ملل!
ومما قالته القاصة سامية أبو زيد، إن القصص الموازية في السرد هي أجمل ما في الرواية، وهي الأكثر صدقاً وإنسانية..وقال جمال مقار: يبدو أن صبحي فحماوي يجهز مخططا للرواية ثم يوسعه بشكل محسوب البدايات والنتائج. وهناك أربع وحدات في الرواية، هي "امرأة مستقوية" ثم "شهريار حائر"، ثم تدخل شهرزاد لتوازن الحدث، والمحرك الرئيس لهذه الأحداث الروائية هو هرمون التستستيرون الذي يستضعف الرجل، إذ يعطيه القوة، ليكون "فاعلاً مفعولاً به" في نفس الوقت!
وكانت مكتبة الإسكندرية قد احتفت بالروائي صبحي فحماوي في ندوتين، إحداهما بتاريخ 14-6 حيث تحدث في مختبر السرديات الناقد شوقي بدر، وأدار الندوة مدير المختبر، القاص منير عتيبة، وذلك بحضور معظم الأدباء السكندريين، منهم الشاعر الناقد أحمد فضل شبلول، والروائي أحمد حميدة، وأ.د. محمد عبد الحميد من كلية آداب جامعة الإسكندرية، والروائية انتصار عبد المنعم، والروائي القاص محمد عطية وآخرين..وقدم الناقد شوقي بدر دراسة لرواية "الأرملة السوداء" من حوالي عشرين صفحة، تلتها مداخلات كثيرة.
وكان "منتدى إطلالة" في "مكتبة الإسكندرية" قد ناقش في ندوته روايته (الإسكندرية 2050)، يوم السبت الماضي وكان المناقش الرئيس الناقد أ.د. مصطفى الضبع، وأدار الندوة القاص محمد العبادي. وقال الضبع: إن الرواية استشرافية للمستقبل، وليست خيالاً علمياً، والكاتب لم يبدأ من الزمن القديم إلى الحديث، لكنه اختلف إذ بدأ عام 2051 ليعود إلى عام 2050 ليحكي الراوي فيه عن ستينات القرن العشرين، فهي إشكالية زمنية، وتحتوي على تقنية الرحلة، رحلة عبر الزمن وهي المذكورة سلفاً، ورحلة عبر المكان، داخل وخارج الإسكندرية، كدبي والصين، إذ أوضح قدرة الإنسان على التحكم في مستقبله، وعجزه عن التحكم في ماضيه. ومن استشرافه للمستقبل ذكر الكاتب تجفيف الصين لبحيرة مريوط وتحويلها إلى مطار دولي يستقبل سنوياً مائة مليون شخص، وشرائها للأهرامات. كما قال الضبع: إن هناك عدة أجيال في الرواية: الأب، والابن برهان، والحفيد كنعان (النباتي الأخضر). وقال الشاعر/عمرو عبد الهادي مدير إطلالة: إن الرواية تبرز معطياتها بداية من الإهداء الناصري، وتمتد إلى المستقبل. وأوضح محمد العبادي أن تقنية الرواية قريبة من تقنية أفلام (حرب النجوم) حيث الزمن مستقبل، يُحكى فيه عن زمن ماض بالنسبة للراوي ولكنه مستقبل أيضاً بالنسبة للمتلقي.
وكانت الرواية قد تنبأت بأزمة المياه في مصر، وبالثورة المصرية التي اعتبرها أعظم من الثورة الفرنسية. وتمنى فحماوي في النهاية أن يعقد "منتدى إطلالة" في مكتبة الإسكندرية ندوة عام 2050 لمناقشة ما تحقق مما استشرفته هذه الرواية!