ثقافات

بلاسيدو دومينغو يغني لنيرودا في باريس

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
ساعي البريد وبلاسيدو دومينغو" نيرودا"

يوسف يلدا من سيدني: غنّى التينور الإسباني بلاسيدو دومينغو، مساء يوم الإثنين الماضي، برفقة أوركسترا السيمفونية التابعة لنافارا "شمال إسبانيا"، جزءاً من حياة وأعمال الشاعر التشيلي، الحاصل على جائزة نوبل، بابلو نيرودا، خلال العرض الأول للحفل الأوبرالي "إل بوستينو" أو "ساعي البريد"، في باريس، المأخوذة أحداثه عن رواية للكاتب أنطونيو سكارميتا، والتي كانت قد تحولت الى فيلم سينمائي، في عام 1994، على يد المخرج الإنكليزي مايكل رادفورد. وهذا العمل المشترك هو الثاني بين المسرح الباريسي وأوبرا لوس أنجلوس.
وفي خلال حيثيات أحداث العمل الأوبرالي، يبدأ نيرودا الذي يتخذ من "لا إيسلا نيغرا"، في عام 1970، مكاناً لإقامته مع زوجته ماتيلدا أوروتيا، وإن حلّت "إيسلا سالينا" الإيطالية، مكان الجزيرة التشيلية في العمل، بإرساء علاقة صداقة متينة مع ساعي البريد الذي يجلب له، في صباح كل يوم، البريد الخاص به، من أصدقائه ومن المقربين إليه، في التشيلي، الأمر الذي يؤدي بالإيطالي لأن يتأثر بأفكار نيرودا وأشعاره، وليتحول ذلك، الى سلاح يستعمله لغزو قلب الفتاة الحسناء بياتريس روسّو.
ويستمر العمل في تسليط الضوء على ذهاب نيرودا الى التشيلي، وعودته ثانية، بعد سنوات عدة الى الجزيرة، ليرى أن صديقه ماريو روبولو قد قتل خلال مظاهرة سياسية.
وقد إستطاع بلاسيدو دومينغو، مغني الأوبرا الأكثر شهرة في عالمنا المعاصر، أن ينتزع التصفيق من الجمهور الفرنسي لمدة أكثر من عشر دقائق متواصلة من على خشبة "مسرح دو شاتيليت".
ويبدو أن العرض قد تحوّل، في الوقت ذاته، الى مناسبة لتكريم مؤلف العمل الأوبرالي، المكسيكي دانييل كاتان، الذي توفي بصورة مفاجئة في شهر أبريل الماضي عن عمر 52 عاماً، بينما كان منهمكاً في الإعداد لعمل أوبرالي جديد، مأخوذة قصته عن فيلم لفرانك كابرا.
ويعد عرض أوبرا "إل بوستينو"، كذلك، بمثابة سفيراً للّغة الإسبانية، حسب ما أراد كاتان، الذي رأى ضرورة في ذلك، بسبب من قلة الأعمال الأوبرالية الناطقة بهذه اللّغة، الى جانب التأكيد على ما تعكسه البنية اللغوية للمقاطع الغنائية أثناء أدائها أوبرالياً.
بلاسيدو دومينغو في لقطة من "إل بوستينو"
وعبرحضوره المتميّز على المسرح، والمدعوم بالمشاهد الصورية، غنّى دومينغو تلك الأيام التي قضاها نيرودا خلال مكوثه هناك، برفقة قصائد قال عنها التينور الإسباني، خلال مؤتمر صحفي سبق العرض: "إنها قادرة على أن لا تترك عيناً من دون أن تذرف دمعةً".
وأما اللقطات السينمائية التي تمّ عرضها خلال العمل، فقد عبّرت عن "رغبة المنتجين لبناء جسرٍ بين السينما والأوبرا، من أجل خلق جمهور مغاير "، كما أشار مخرج الأوبرا الباريسي جان لوك شابلن الى ذلك، قبل موعد العرض بأيام.
وهذه ليست المرّة الأولى التي يشارك بلاسيدو دومينغو في عمل يجمع بين الأوبرا والفن السابع. فقد جسّد دور البطولة في العمل الأوبرالي "ذي فلاي" أو "الذبابة"، الذي كان قد إضطلع بمهمة إخراجه سينمائياً الكندي ديفيد كرونينبرغ، الى جانب تجسيده لشخصية سيرانو دي برجراك، في عام 2009.
ملصق فيلم "ساعي البريد" إنتاج عام 1994 وفي لقاء أجري مع كاتان مؤخراً، كان قد ذكر قائلاً: "لقد تأثرت الأعمال الأوبرالية، دائماً، بالمسرح والكتب، ولقد حان الوقت الآن ليكون للأفلام السينمائية دورهاً أيضاً".

ibrahimyousif@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف