ثقافات

النحت على الخلنج في الجزائر: جماليات ومهارات

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

كامل الشيرازي الجزائر: في بلد جُبل أبناؤه على الابتكار الدائم، يتفنن جزائريون في النحت على الخلنج، هذا الأخير عبارة عن نبتة ذات سيقان مشعبة تتواجد بكثرة على مستوى سواحل الجزائر، وألهمت ممارسي فن النحت كي يستخدموا أخشابها في التعبير عن مكنوناتهم.
يقول النحات الجزائري العصامي "بوعلام عاشور" إنّ النحت على الخلنج الذي يمارسه منذ عشرة أعوام، محض تجديد جمالي، ويمنح للفنانين أسلوبا مغايرا في نقل تصوراتهم.
ويوضح بوعلام الذي يمتلك أزيد من ثلاثمائة عمل، أنّ النحت على الخلنج عملية معقدة وبسيطة في الآن ذاته، وتقتضي من المقبل عليها التسلح بقدر هام من الصبر والإرادة، وبحسب شروحات حصلت عليها "إيلاف"، فإنّ تحويل الخلنج إلى مادة قابلة للنحت، يتطلب غلي هذا النبات لفترة لا تقل عن الأربع والعشرين ساعة، وبشكل غير منقطع يتلوه مباشرة تقطير الخلنج في مكان رطب وذلك لفترة تتراوح بين الأسبوعين والثلاث أسابيع، مع الحرص على تجفيفها في مواضع جافة خلال فترات مماثلة لزمن التقطير.
ويتفق "محمد بكدي" مع بوعلام عاشور في كون الخائض في النحت على الخلنج، مدعو للتسلح بمقومات الصبر والإرادة والحب، ويرفض الاثنان الفكرة القائلة بكون النحت على الخلنج محض عملية ميكانيكية يتعاطاها الحرفيون، معتبرين أنّ هذا الضرب الأصيل له مميزاته القائمة على التجديد الجمالي وإعمال الخيال والتنويع المستمر كما الفنان الذي يتماهى في عالمه الخاص.
ويبدي "أمين رباح" استياء من هزال الإمكانيات المتوفرة لدى نحاتي الخلنج في الجزائر، ويستمر هؤلاء بحسب رباح في هذا اللون بفعل الحب والتفاني، علما أنّ النحت على الخلنج ينتشر بشكل خاص في شرق وجنوب البلاد.
وكان المعرض الذي احتضنته الجزائر مؤخرا، فرصة للجماهير لتملي براعة نحاتي خشب الخلنج، واكتشف متابعون التجميع المنسجم لقرن البقرة مع سلاسل منّوعة من الحلي الخشبية والتحف المزخرفة إلى الغليون ومنفضات للسجائر وألعاب الدومينو وحاملات المصابيح، في تصاوير متعددة الأساليب.
ويهتم نقاد بروح البحث في الخلنج الذي ينتمي إلى جنس الجنيبة ذات الأزهار البنفسجية بالساحل الجزائري خاصة بين ولايتي الطارف وبجاية، مع الإشارة إلى استعمال جذورها لأغراض مختلفة.
وإلى جانب النحت على الخلنج، يشهد الرسم على الرمل الملون أو ما يُعرف بـ"فن الترميل" انتشارا مستمرا، ويأخذ هذا الضرب رموزا وأشكالا اجتماعية وطبيعية مداه بمنطقة جانت (2300 كلم جنوبي شرق الجزائر).
ويفضل فنانون شباب تقنية الرسم على الرمل الملون لإنجاز لوحات تعكس عمق الحياة الاجتماعية والطبيعية للإنسان الجنوبي، وذلك باستعمال قطع خشبية من النوع الرهيف.
ويعتمد الفنانون وهواة هذا النوع من الرسم على قدراتهم الإبداعية الذاتية التي تحدد لهم هامش اختيار الألوان حسب الذوق أو مضمون الرسومات التي عادة ما تطغى عليها الألوان الداكنة التي تسمح للفنان من الحصول على الأشكال والرموز المرغوب فيها.

ووجد المئات من الفنانين الصاعدين ضالتهم في الرسم على الرمل الملون ضالتهم بالرغم من عدم توفر أدوات الرسم واعتمدوها وسيلة سمحت لهم بالتعبير عن قدراتهم ومواهبهم الإبداعية وذلك ما تعكسه لوحاتهم الرائعة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف