حفلة لتأبين شهداء الثورة المصرية في ميونيخ
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
لم يكن الحدث عادياً فالمناسبة جد هامة خاصة وأنها مخصصة لتأبين شهداء ثورة 25 يناير، فالمقطوعات الموسيقية مؤلفة خصيصا لهذا الغرض مثل مقطوعة الموسيقار حسام شحاته او مختارة بعناية من التراث الموسيقي العالمي بما يتناسب مع الحدث.
كانت ميونيخ هي مسك الختام لجولة الاوركسترا الناجحة التي قامت بجولة شملت فيينا وبودابست وسلوفانيا، وقد حدث تفاعل وتناغم كبير بين الجمهور والفرقة الموسيقية، فروح الثورة المصرية كانت حاضرة واشعرت الجميع بانهم في قالب واحد لافرق بينهم سواء في داخل الوطن او في خارجه.
اشاد الحضور بتلك العروض الموسيقية واستحسنوا هذه الروح الوطنية لتأبين الشهداء، واستمتعوا بهذه الموسيقي العذبة الجميلة وبذلك الأسلوب المتحضر في مخاطبة المصريين والألمان علي حد السواء،ولم يكن هناك ثمة شئ يمنع الأطفال والرجال والشيوخ والنساء من الحضور الي القاعة التي امتلئت بهم، فقد بات واضحاً للعيان ان المصريين بعد الثورة أصبحوا اكثر انفتاحا وتضامنا مع وطنهم الأم واصبحت لديهم رغبة قوية في اعادة تقيم انفسهم ودورهم بل وتوحيد صفوفهم في المانيا لمساعدة الوطن الأم وذلك بعد ان حالت السياسة السابقة لحكام بلادهم بينهم وبين تلك الأماني والأمنيات.
بدأ الحفل بمقطوعة الشهيد التي قدمها حسام شحاته وهي تعتبر من الموسيقي المعبرة التي تحرك مكنونات النفس المسكونة بآلام ومواقع اللذين سقطوا شهداء من شباب صغير السن دون جريرة اقترفوها غير إنشاد الحرية والعدالة الإجتماعية التي غابت طويلا عن ارض مصر، بعد ذلك توالت العروض وتم تقديم متتالية "رسبيجي" وقدم احمد الصعيدي تقاسيم وكذلك محمد حمدي وجاءت كلها متوافقة في ذات الاطار ومن النوعية الحزينة التي تواكبت مع الحزن علي سقوط الشهداء.
جدير بالذكر ان المايسترو أحمد الصعيدي الذي قاد الأوركسترا له شهرة عالمية ممتازة فقد كان القائد الأساسي لإوركسترا موسيقي فينا في الفترة من 86 الي الفترة من 88 وقد تولي قيادة الاوركسترا السيمفوني في الفترة من 1991 وحتي 2003 ومن اهم إنجازاته تأسيس الورشة الدولية لقيادة الإوركسترا في القاهرة في عام 2001 وهو مؤسس ورئيس الجمعية الفلهارومنية المصرية ويحسب للصعيدي انه قاد اكثر من 50 اوركسترا في العديد من دول اوروبا واهم الجوائز التي حصل عليها كان وسام الشرف للعلوم والفنون بالنمسا 2004.
ان توحد المصريين ومشاركتهم بفاعلية في هذا الإحتفال تشير الي ذلك التغير الذي طرأ عليهم بعد نجاح الثورة فهم اصبحوا اكثر حرصا علي نجاح بلدهم.
يقول الدكتور خليفة الزناتي الذي يعيش في ميونيخ منذ 40 عام ـ اننا نأمل في عودة وتوحد المصريين مرة جديدة فقد كنا كذلك في سنوات الزمن الماضي عندما حضرنا هنا للمرة الاولي، ويضيف الدكتور فاروق المنصوري الذي يعيش منذ نفس الفترة تقريبا اننا كنا متعاونين وفاعلين مع مصر الوطن الأم، وكنا نجصل علي المنح الدراسية التي تساعد الطلاب الجدد علي الحصول علي منح وكانت السفارة المصرية لا تنفصم عنا بل كان السفير يعمل لنا الف حساب.
يقول الفنان التشكيلي عبد الغفار شديد الذي يعيش منذ فترة طويلة اننا نأمل في عودة مصر الي عهدها السابق كرائدة للفن والفنون، اما المستشار الثقافي في السفارة المصرية الذي حضر الحفل فيقول ان ذلك الحدث هو بداية لعهد جديد لابراز وجه مصر في مختلف المجالات.
يقول الدكتور عز متولي رئيس الجالية المصرية في بافاريا اننا نعمل كلنا هنا يد واحدة ونتطلع الي صياغة عمل جماعي للجالية ونحن نبذل قصاري جهدنا الأن لاعادة تجميع المصريين تحت لواء الجالية لتبادل الخبرات بين الاجيال
ويقول مصطفي حافظ ان الحفل كان ناجحا وقد نجح بالفعل في لم شمل المصريين بعد فترة غياب ولكن ربما كان من المهم بجوار الحفل الموسيقي ان يكون هناك عملا ما يتم فيه تسليط الضوء علي الشهداء كأوبريت غنائي مثلا.
تقول بسمة عبد المتعال من جامعة ميونيخ انني كنت حريصة علي حضور الحفل رغم بدايته المبكرة واتمني ان يتكرر مثل هذا الحفل كثيرا، وهكذا لعبت الجالية المصرية في ميونيخ دورا كبيرا في دعوة كل المصريين في ميونيخ ولم شملهم ومد الجسور التي تربط بينهم وبين الوطن الأم كما لعب الرئيس السابق للجالية دورا فعالا بالقيام بحلقة الوصل في ترابط الاجيال ببعضهم البعض نظرا لمعرفته القوية بهم.