راقصة سبعينية في شوارع سان خوسيه- كوستاريكا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بابتسامة جميلة وأحيانا عبوسٌ حزين، ينعكس من احساسها بالموسيقى، تكتمل الرقصة، لامسة كل شئ في المكان من مقاعد واناس وزجاجات فارغة و أرجل طاولات وصحون وملاعق كما لوأن الرقص هو الطريقة الوحيدة لايقاظ روح الاشياء وكما لو ان الموسيقى لغة الاشياء المشتركة.
السيدة كاتي، أو كما سماها معجبوها في الصفحة التي أنشؤوها على الفيسبوك (السيدة التي ترقص في حفلات جامعة سان خوسيه/La dontilde;ita que baila en los conciertos de la UCR)
والتي وصل عدد معجبيها الى ما يقارب العشرة ألاف معجب، حيثما تصدح الموسيقى تراها، دائما بنفس التعابير وبنفس الملامح، ديدنها الرقص.
الرقص كضوء يتلألأ في عتمة الخوف والخجل
السيدة كاتي ترفض الحديث طالما كانت أصوات الموسيقى تصدح، إنها تغلق عينيها تماما وأذنيها كذلك، الأرجل الحافية ليست حافية في الرقص فقط بل في مشيها العادي أيضا، تظنها للوهلة الأولى من أولئك المشردين الثمالى، تقترب منها كي ترى أن الشراب الوحيد الذي يرافقها في رقصها هو الماء، ولا تنتهي الموسيقى إلا وتأتي سيارة فارهة كي تقودها الى منزلها أو الى مكان آخر يعبأُ بالموسيقى.
كاتي، الأمريكية الأصل، هاجرت الى كوستاريكا منذ خمسين عاماً وبقيت هناك، تعتقد أن تلك الهجرة ليست صدفة، وأن أشياء صغيرة في حياة المرء قد تقلبها رأسها على عقب، وتؤكد أن الرقص غير مصيرها بشكل كامل.
تندمج كاتي مع الحياة حتى تسكنها الحياة، وهي تصر على أن الحياة بحاجة لحركة ولذلك فهي تفعل ما تحس به فقط، في فرحها ترقص وفي حزنها كذلك، فالرقص على حد تعبيرها يفضحنا، ولذلك فان الكثير منا يهوى الرقص ويتمنى في قرارة نفسه أن يرقص، أن يقفز ويطير وينطلق كي يتخلص من شوائب روحه، لكننا نخشى الفضيحة، نخشى أن يكشفنا الرقص ويُخرج ما بنا.
عن سنواتها الخمسة وسبعون تصرّح إنها تشعر في داخلها بروح طفل ذي خمسة أعوام.
أصدقاء كاتي في العادة هم من الشباب الذين يحضرون الحفلات الموسيقية المرافقة في المطاعم أو المقاهي أو البارات، وهم أنفسهم أصبحوا يبلغونها بمواعيد الحفلات التي أصبحت جزءا لا يتجزء منها.
تقول كاتي إنها تشعر بالبعض يرقص معها وهو جالسٌ في مكانه، إنها تشعر بأولئك الذين يودون لو يشاركونها الرقص، تشعر بأرواحهم تتصل بروحها وبقلوبهم تعانق قلبها، تُدرك جيدا أن خجلهم وخوفهم يمنعهم من ذلك. أما بالنسبة لها فهي ترى أن الكون يرقص، الأشياء ترقص، الموسيقى تُحَفز على الرقص.
يستعد الموسيقي للعزف، فتتفوه كاتي بكلمات سريعة: يظنني البعض مجنونة، لا يهمني، المهم أن أطلق العصافير المأسورة داخلي، فأنا مرآة راقصة هكذا كانت تتمتم الراقصة صاحبة الملامح التائهة بين الغجر والهنود الحمر واللاتينيين، قبل أن تنطلق من جديد حيث الموسيقى.
النسخة الأنثوية لزوربا
التعليقات
راقصه في السبعين
عائده ابو مياله -الحمد لله إللي وصلت هذا العمر بدون ان تكتئب صعب في هذا ترى مثلها