المتغيرات الاخراجية في العرض المسرحي العراقي ما بعد 2003

عبد الجبار العتابي من بغداد: صدر عن دار الينابيع في دمشق الكتاب الموسوم (المتغيرات الاخراجية في العرض المسرحي العراقي ما بعد 2003) للممثل والناقد سعد عزيز عبد الصاحب، يقع الكتاب بـ (373) صفحة من القطع المتوسط، ويشتمل على ثلاثة فصول اساسية حيث يتضمن الفصل الاول (الرؤى الاخراجية وتحولاتها الايدلوجية في المسرح الاوربي المعاصر في كل من المانيا وايرلندا وانكلترا وروسيا وفرنسا، والفصل الثاني تضمن (الاتجاهات الاخراجية ومتغيراتها الاسلوبية في المسرح العربي بعد عام 1967 في كل من مصر والمغرب وسورية ولبنان) فيما تضمن الفصل الثالث على (المسرح العراقي بين زمنين، الاول الاتجاهات الاخراجية ما قبل التغيير في المسرح العراقي (1992 - 2002)، والثاني (المتغيرات الاخراجية في عروض ما بعد التغيير).
وقال المؤلف في تصريح خاص لـ (ايلاف): ان اهمية الكتاب تكمن في انفتاحه على موضوعة طازجة وحارة في المشغل المسرحي العراقي الان وهي متغيرات الاخراج والنص والسينوغرافيا والتقنيات ما بعد 2003 حيث يضع الكتاب المتغير السياسي كبؤرة في الاطار النظري والادبي وايضا في الاطارالعلمي، اذ يضع الكتاب هذا التاريخ المهم جدا في الذاكرة العراقية وفي التاريخ العراقي للعصر الحديث ليجد تحولات الاخراج والممثل والنص بقراءة جديدة مغايرة، وايضا يتحدث الكتاب الواقع المسرحي العراقي ما قبل 2003 ليجد هذا المتغير، ازعم اننا نضع هذا الكتاب الذي صدر عن دار الينابيع بدمشق على قدر كبير من الاهمية، لانه يتناول مشهدا مهما لم يتم تناوله من قبل.
واضاف: ان السمة الاساسية في متغيرات ما بعد 2003 كانت الحرية المطلقة، الحرية في الخطاب المسرحي وهذه اهم نقطة لاحظتها في المتغيرات، وايضا وجود وعي وتحول المسرح العراقي نحو المسرح التسجيلي الوثائقي (السياسي) كانت هذه نقطة مميزة في المسرح في نقد السلطة ونقد الظواهر الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية التي يتمظهر بها المجتمع العراقي، كذلك هناك الكثير من السمات الاخرى التي تخص بنية العمل الفني نفسه مثل اشتغالات الممثل واشتغالات الاخراج والاشتغالات الموسيقية الصوتية، كل هذا نجده في الكتاب وفي نتائج الكتاب.
وفي استعراض للكتاب، فقد كتب المؤلف في اهدائه الى ابيه الفنان الرائد عزيز عبد الصاحب (الى الموقر بالوعي ومخافة الله وحب المسرح والشعر.. والدي، ارجو ان يكون جهدي المتواضع هذا بلسما وفرحا لك هناك في الاعالي، ابي.. لن ارسم عصفورا ناقصا، الى والدتي.. موطن قرى الضيف ومحبة الانسان، عانيت مني كثيرا، من نزقي وتقلبات حياتي..، شكرا لمواساتي،رغيفي قيد مباركتك )، فيما قدم شكره وتقديره وامتنانه وعرفانه (الى ابي النقد الفني والمسرحي الحديث في العراقي الدكتور عقيل مهدي يوسف، لما قدمه من ملاحظات بنوية ومعرفية سديدة لاغناء الدراسة وخروجها بالشكل الفني والفكري التي هي عليه الان).
وفي المدخل الى الكتاب كتب المؤلف توضيحا جاء فيه: انعكس المتغير السياسي بشكل عضوي وفاعل على البنى الاجتماعية والاقتصادية والثقافية لعراق بعد 2003، وفي حقل الفن انبثقت صيرورت جديدة حاولت ان تغير من المواضعات التقليدية القديمة باتجاه انتاج اشكال ومضامين لم تألفها الذائقة المحلية على الرغم من نكوص بعضها نحو المواضعات الكلاسيكية او المألوفة والمباشرة، وفي المسرح خاصة بدت العملية المتغايرة اكثر تعقيدا وتركيبا بسبب سعة عناصر العرض المسرحي الفنية وتماسها المباشر والحي مع المتلقي واقتران العرض المسرحي وقيامه في سنوات ما بعد 2003 بتوافر الاشتراطات السابقة وظهور مفاهيم جديدة يحاكي بعضها توجهات ايدلوجية (راديكالية) (سياسية)، ولكن مع ذلك ورغم الظروف الصعبة استطاع المتلقي التعاطي مع العديد من العروض المسرحية الحية والمبتكرة على الصعيد الفني والفكري والجمالي وظهرت متغيرات عديدة على هذه العروض وبتأثير مباشر من التحولات الايدلوجية في الاشكال الفنية (الاخراجية والدرامية) وطرائق التلقي للجمهور المسرحي وغيرها.
واضاف: استدعت الدراسة طرح مشكلة مركزية في ضوء القيام بتفحص المتغيرات الاخراجية من خلال مقاربتين اساسيتين يتحرك بها الشكل الفني من فضاء التأويل والاسقاط والتفسير الى فضاء التشفير والانزياح والقصدية وفق سياقات ومعالجات اخراجية وسيتم البحث عن تشفيرات المبنى والمحتوى الخاص بانساق تشكيل الرؤية الاخراجية في العرض المسرحي لمرحلة ما بعد التغيير في ضوء الكشف عن الزمنين المسرحيين قبل التغيير وما بعده لتوضيح ما تم فعلا من تغيرات فنية اخراجية، مستندين نظريا الى الكشوفات والدراسات والبحوث والابتكارات المسرحية على صعيدي النص والعرض في اوربا بتأثير مباشر من الثورات والحروب على بنية الخطاب المسرحي الاوربي وتأثيرات حرب الستة ايام على الاتجاهات المسرحية لدى الكتاب والمخرجين في كل من مصر وسورية والمغرب ولبنان وتحديدا على المنظومة الاخراجية والاسلوبية لدى الكتاب والمخرجين العرب وما تشكل بعدها من اتجاهات اخراجية ومفاهيم مسرحية مغايرة تخص العرض بكل نفاصله الفنية.