ثقافات

منظمو معرض الجزائر للكتاب: "الثورات العربية لم تحسم بعد"

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
الثورات العربية أخذت نصيب الأسد من المداخلات

ذهب منظمو معرض الجزائر الدولي الـ16 للكتاب، إلى أنّ الثورات العربية لم تدق ساعة الحسم بعد، وقدّم متخصصون قراءات متعددة لما لفّ ويلفّ الربيع العربي عبر عدة مستويات، في دورة رفعت شعار "الكتاب يحرر".

شهد ملتقى "العالم العربي في غليان: انتفاضات أم ثورات؟"، تأكيدا أنّ الثورات العربية لم تحسم بعد ولا يجب الحديث عنها كما لو أنها انتهت، في وقت أعربت وزيرة الثقافة الجزائرية خليدة تومي عن أملها في استفادة الشعوب من الربيع العربي، ولا يقتصر الأمر بحسبها على "مجموعة انتهازيين" على حد تعبيرها.

واسيني الأعرج

وفي مقاربته لما حصل في البلاد العربية منذ مطلع العام الحالي، اعتبر الأديب الجزائري واسيني الأعرج، أنّ التناول الروائي العربي لموضوع "الربيع العربي" يمكن أن يكون أكثر دسامة، طالما أنّ الكتّاب يعايشون الأحداث مباشرة، ويتواصلون باستمرار مع "شباب الثورات".
وعن تنبّؤ الأدب بالثورات العربية، رأى الكاتب اللبناني اسكندر حبش بممارسة الأدب لسلطة الكتابة، والأديب يكتب ابتدائيا لتحرير نفسه من الداخل، بالتزامن مع تطلعه للتأثير على المجتمع، بيد أنّ حبش لاحظ وجود "حالة فصام" بين الشارع العربي وزعاماته في الشق الخاص بإدارة التحوّلات بارتساماتها الثقافية، الاجتماعية والاقتصادية، ما قد يزيد من تعميق الفجوات، ويفرض تحديا مضاعفا لتجاوز الثغرات.

إلى ذلك، جزم "الأخضر الإبراهيمي" بكون السعودية، والمغرب والجزائر تتمتع كل منها بمناعة ضدّ فوضى الثورات، ودافع المندوب الأممي السابق في العراق عن كلامه بالقول إنّ قيادات الدول الثلاث المذكورة لديها قوة مرونة وقدر من الديناميكية التي تساعدها على الانتصار لتغيير سلس شامل ومتنوع.

من جانبه، أقرّ فوّاز طرابلسي بصعوبة تصنيف ما وقع ويقع في الوطن العربي على أنّه "ثورات"، وأوعز أستاذ العلوم السياسيةفي الجامعة الأميركية في بيروت، أنّ التسليم بيقينية هذه الثورات لن يكون قبل تجسيد تغييرات جذرية في عمق الدول والمجتمعات المعنية، فيما انتقد "عبد القادر عبيد" الباحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية، عدم شروع النخب العربية في مهمات تقع على عاتقها على صعيد تفعيل الإصلاحات المباشرة، بما يثمّن سياقات الربيع العربي.

وتصوّر الإبراهيمي حتمية فهم ماهية الخصم، معتبرا أنّ صناعة المستقبل ستقوم على هذا النمط، في حين لاحظ واسيني أنّ ما حدث في تونس ومصر تجاوز المصالح الغربية، لذا فإنّ مدلول كلمة "ربيع" توقف بمنظوره عند حدود مصر، بينما ذكر الابراهيمي أنّ مأساة الكينونة العربية تكمن في عيشها وسط منطقة لا تؤثر فيها، وسط ارتفاع أسهم اللاهبين التركي والايراني إلى جانب إسرائيل كقوة لها باعها في الشرق الأوسط.

وبمقابل نفي واسيني لصفة الأدب عما يُكتب في إطار المدونات وغيرها من الوسائط الحديثة، مدرجا ذلك في نطاق "الشهادات" فحسب، ركّز صاحب كتاب "الأمير" على أنّ الصورة وخطاباتها الما ورائية باتت أكثر تأثيرا على المتلقين، مقارنة بما جرى ويجري كتابته، وتسويغ ذلك مرتبط بالتنامي المقلق للأمية في المجتمعات العربية.

والتقى مشاركون في الندوات المقامة في معرض الجزائر على أهمية الالتفات إلى المخزون الذي تنتجه ما سموها "الصور الشعبية" التي تتولد بحسبهم من وسائط صارت ذائعة الصيت في عالم 2011، على منوال الفايسبوك والتويتر وغيرهما، ما يقتضي اقترابا ثقافيا في توظيف نمط معلوماتي مستحدث.

في سياق متصل، حمل الأسبوع الأول من معرض الجزائر، تعاطيا مع نسق الترجمة في البلاد العربية، بهذا الشأن أوضح المترجم والشاعر اللبناني "اسكندر حبش"، أنّ العرببأمسّ الحاجة إلى سياسة للترجمة تقوم على لغة موحدة.

وبرسم ندوة "الإبداع والترجمة الأدبية"، ألّح صاحب "بورتريه لرجل من معدن" على ضرورة تصحيح مفاهيم وتنظيم حركة منسجمة تلزم المترجمين باحترام النصوص الأصلية، وتكفل خفض الرقابة على الكتب المترجمة، بعيدا عن شعاراتية عدم تطابق المحتوى والسياسة الداخلية لتلك الدول، وما يتردد عن "علائقية مأزومة" للعرب مع الغرب.

وعلى غرار دورة العام 2010، لم تشذ طبعة السنة الجارية عن قاعدة الغلاء التي أربكت الزوار وجعلتهم يترقبون احتمالات إقرار تخفيضات مهمة كالعادة في الساعات الأخيرة من عمر المعرض الذي سيُختتم الأحد.

وأرجع عارضون أجانب سببية الأسعار المرتفعة للكتب، إلى ارتفاع أسعار الورق وما ترتب عن الرسوم الجمركية وتكلفة الشحن، في حين عزا عارضون محليون غلاء الكتب إلى انخفاض قيمة عملة الدينار وانعكاس ذلك سلبا على الأسعار، بينما علّق أحد الناشرين: "كلما كان الكتاب نادرا و كان عدده محدودا كان السعر أكثر ارتفاعا".
ولاحظ بوبكر - العامل في مؤسسة مملوكة للحكومة - إنّ الأسعار لاهبة وليست معقولة، جازما باستحالة اقتنائه أي كتب بحكم محدودية راتبه، بينما تساءلت رتيبة الطالبة في كلية الحقوق، كيف لمواطنيها أن يتجاوبوا مع غلاء فاحش كهذا، مستهجنة بعرض كتب بستة آلاف وتسعة آلاف دينار (ما يربو عن المائة دولار)، بينما شكّلت كتب الأطفال الاستثناء إلى جانب بعض منتخبات الأدب العالمي والكتب الدينية، حيث بيعت بأسعار منخفضة، ما أدّى إلى نفاذ الكثير من العناوين.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
ibrahimi
Hassan -

سكت دهرا ونطقت كفرا يامن تدعي السياسه

ibrahimi
Hassan -

سكت دهرا ونطقت كفرا يامن تدعي السياسه