ثقافات

أَمَا منْ موتٍ يُشترى؟

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

أمَا من موتٍ يُشترى ببقايا حياة، تجودُ برهْقها على جسدٍ يضمحِّلُّ في غياهبَ مجهولةِ المصير؟
أما من موتٍ يُشترى ببقايا سويعات، تزهو بظُلمها، ولا تخفْ عدلَ إلهٍ ينتظرهُ الناسْ، كلُّ الناس، منذ أن خُلِق هذا الكونُ القميء؟
يا عارَ الحياة، وقد تجلَّى بأزهى نِعَمه، مجنونَ الطوى، تسحَقُ بضرْسِكَ المنخورْ صيحةَ الموتِ الرحيم ْ، ضحكةَ الموتِ الرحيمْ، بهجةَ الموتِ الرحيمْ، سلواكَ أيُّها العارُ تطحنُ عظامَ موتٍ قديم، تُغذِّي بزفيرها ضحاياكَ تلو ضحاياكَ، بلا خوف ٍولا خجل...
يا دموعي...
جَرِّحيْ صخرةَ الحياة، وأغرزي في أعماقها شهقة الموت، وارتويْ من ضميرِ الجائعينِ حقدَ الزمن المكتومْ في غياهبِ الوعدِ لا الوعيد، مَلْلنا الوعدَ، ومَلَّنا الوعدُ، فهو ليسَ قسيما، هو القدرُ الموهوبُ بلا زمن، وإنْ كانَ زمن ُ، فهو العاري، بلا ثياب، بلا دثار، ينحرُ ذاتَه قربان ذاته، ليخلو الكونُ من صحوٍ إلى الأبد...
أمَا من موتٍ يُشتَرى، يأنسُ به سامقُ الرؤيا،منحوتاً من دمعِ شمعةٍ طاهرةِ الوجدْ، طهارتُها من صدقِ موتها، بريئةٌ من لوثة حياتها، تشتعلُ على جبينِ الحياة، نجماً يحترقُ بشرفٍ، يسابقُ شرفَ الآلهةِ المختفيةِ في مملكة السماء،، عسى أن يكونَ الموت ُهو النهاية ُولا غير.
أما من موتٍ يُشترى بوعدٍ مبيِّتٍ بين أفخاذ المرايا، يتعاكسُ نفسَه، يمازحُ ضِحكته، يتثائبُ ضميرُه في غمرة نشوته الزائفة، يماطلُ بلادة الإنسان، يسخرُ من التاريخ، ينضحُ بخبثه بين أصابع الانبياء، يتوسَّد أجسادنَا المسكينةَ... الصدئةَ... البليدةَ... المتأكلةْ... يتجسَّدُها بآلامِه ليتحرَّر منها، ظافراً بحكمة ِالخِداع... الخداع بحجم الكون كله.
أمَا من موتٍ يُشترى بذميم الوجود ـ والوجود ذميم ـ يرتكبُ جريرتَه الكبرى بعنوانهِ المحكومْ عليه بالوأد حتما، حزنُه أصيل، أفراحُه طارئة، آلامُه الكثارُ تبقى ذخيرةَ الذُكرى، لذائذهُ القلال تحتضنُ النسيانَ أنْ لا يُنْسى، بلادتُه تعاني من أزمة الانتصار المؤبَّد، حكمتُه تتردَّدُ بين شكٍ ويقين، بؤسُه يدَّخرُ لمكنونِه حقَّ التسلّط والحكم والمصير، سعادتُه مهما طال أمدُها تتجرّعُ كأسَ المرارة على حين غرّة فينتهي كلُ شيء... كلُّ شيء...
أمَا من موتٍ يُشترى بثمنٍ بخسٍ ليسودَ هذا الثمنُ البخسُ اسماً ومسمَّى، ولينتهي عذابٌ ما برحَ ينادي بالحقيقة، والحقيقة تجافيه... تكرهُهْ... تنبذُه... تهينُه، ولكنْ أيُّ حياة هذه، والحقيقةُ فيها تقتلُ منْ يحبهُا، ويدافعُ عنها يا ناس؟
ألا يعني هذا أنَّ الحقيقةَ ذاتَها آثمةٌ؟
بليدة ٌ؟
متهالكةٌ على مِتاع البقاء الكسيح الابله؟
لماذا لا تدافعُ الحقيقةُ هذهْ عنْ أصحابها... محبيها... عشّاقها... الذين يعيشون من أجلها...؟
كمْ هو مفجعٌ أن نقدّم أجسادَنا قرابينَ من أجل الحقيقة،والحقيقة ُ نفسُها تقتلنا بسكينٍ مثلَّمة؟
يا وجعيْ...
لا تبرحْ مكانَك من روحي، تجمَّعْ بؤرةً مُكثّفةً مغروزةً في لحميْ ودميْ وشحميْ وعظميْ وجلديْ، وانهشْ بمخالبكَ الجميلة ِجسدي بلا رحمة، وتشرَّب ماءَ وجودك من لهيبِ آهاتي ودموعي وصراخي، لعلَّ الحياةَ تستريحُ من عناء عذابنا المرير!
ومن الألمِ يسقطُ دمعٌ...
منه ألمٌ...
فيه ألمٌ...

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الحل بالرجوع الى العراق
عمر من البصرة -

عزيزي الشاهبندر الحل بسيط ارجع الى العراق سترى بام عينك وتلمس مفهوم العدمية حيث لا مكان ولا زمان ولا مبرر لاي شئ ,غير رتابة العيش وتسلط الاغبياء والموتورين طائفيا. تعال الى العراق ستتغير احاسيسك وانطباعاتك سترى الاشياء بعين خدم الحسين ومريديه وخاذليه في ان واحد. عش في بلدك السويد واستمتع بما تبقى لك من عمر فنحن هنا في العراق لم يتبقى لنا شئ نعيش من اجله.

الى متى
محب -

الى متى عزيزي ابو عمار ،الى متى،اعرف انك تعاني من المرض والغربة وهجران الاحبة،ولكن اصبر، صدقني حزنت وانت تعرف كم هي لغتك رائة، اتمنى