مئوية جاكسون بولوك رائد التجريد الوجداني
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
وحين بدأ بولوك الذي ولد في 28 كانون الثاني/يناير 1912 الرسم في ثلاثينات القرن كان الفن الاميركي التقدمي فرعا طري العود من الفن الطليعي الاوروبي. ولاحظ الرسام الاميركي ذو الأصل الأرمني ارشيل غوركي ان معاصريه التشكيليين الاميركيين لم يفهموا النماذج الاوروبية التي كانوا يستوحونها والأنكى من ذلك انهم لم يدركوا أهمية اعمالهم نفسها. وجاء بولوك وغيره من التعبيريين التجريديين مثل روثكو ودي كوننغ ونيومان من بين آخرين لاحداث انقلاب في هذا الوضع دافعين الفن التشكيلي الاميركي الى الصدارة ليكون الظاهرة السائدة في الفن العالمي ولينتقل مركز عالم الفن من باريس الى نيويورك. ولكن أهمية بولوك تتعدى تأثيره في الفن الاميركي ، كما يرى الناقد الفني البريطاني مارك هدسن.
ويكتب الناقد مارك هدسن في صحيفة الديلي تلغراف ان شخصية بولوك المأساوية ، بما في ذلك ادمانه على الكحول واصابته بمرض الاضطراب ثنائي القطبية وموته عن 44 عاما في حادث سيارة ، لا تنفصل عن الطريقة التي يُنظَر بها الى عمله. فان بولوك ، مثله مثل فان كوخ ، من اولئك الفنانين الذين نشعر انهم ضحوا بأنفسهم من اجل فنهم ، وندين لهم بالعرفان على ما استطاعوا انقاذه واسترجاعه من الثنايا المأزومة لروح الانسان ، وهو عرفان رومانسي ولكنه ليس تماما بلا مبرر.
وإذا كان عمل بولوك لا يصدم كما كان ذات يوم فان غالبية متذوقي الفن يودون اليوم لو كانت في غرفة معيشتهم لوحة من لوحاته. ولكن عمله ما زال يثير أسئلة ساخنة عن حدود التعبير الانساني وصوبة الانسان ومداركه.
في عام 1945 تزوج بولوك من الفنانة لي كراسنر التي مارست تأثيرا كبيرا في عمله. وفي سنة وفاته عام 1956 أُقيم معرض تأبيني لأعماله في متحف الفن الحديث في نيويورك ، ومعرض أكبر في المتحف نفسه عام 1967. واحتفت بأعماله معارض اشمل أُقيمت في متحف نيويورك عام 1998 وعلى صالة تيت غاليري في لندن عام 1999.