ثقافات

الحركة الوطنية شرق السعودية للراحل سيد علي السيد باقر العوامي

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

حسن آل حمادة: صدر عن دار رياض الريس للكتب والنشر كتاب جديد بعنوان: "الحركة الوطنية السعودية"، لمؤلفه الراحل سيد علي السيد باقر العوامي، في جزأين أنيقين، والكتاب مهم لمن يرغب في قراءة تاريخ الحراك المطلبي والسياسي شرق السعودية تحديدًا، إذ يؤرخ لحقبة من حقب النضال الوطني في المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية، منذ انطلاقتها عام 1373 هـ حتى عام 1993هـ/1953م-1973م.
ولا يخفى على القارئ أن الساحل الشرقي من الجزيرة العربية يُعدُّ من أكثر بقاع الأرض أهمية، ليس لما يتمتَّع به من أهمية الموقع الاستراتيجي وحسب، بل لما يختزنه من أكثر وأخطر ثروة في العالم، وهي النفط، ومع هذه الأهمية فإن تاريخه السياسي ما زال مجهولاً، وما عرف منه فهو ذلك الجانب الذي تكتبه الدولة، أو تسمح بنشره، وما عداه فإن ما نشر منه -إلى الآن- لا يعدو روايات آثر كُتَّابها منحى الرمز فيها، والرمز -كما لا يخفى- غير صالح للتأريخ للوقائع والأحداث والشخوص، وحتى إن صلح وقتيًّا فلن يفيد القادم من الأجيال.
فهذا الكتاب إذًا، يتكفل بكشف الوجه المغيب للتاريخ السياسي في شرق السعودية، ويؤرخ أيضًا لحركة النضال الوطني السياسي خلال عشري عامًا، وكاتبه السيد علي السيد باقر العوامي، أحد أبرز شخصيات ذلك النضال. عاش شطرًا كبيرًا من حياته بين جدران المعتقلات، بدءًا من ظلمات سجن العبيد الرهيب، وانتهاءً بعنابر السجن المركزي في الدمام، مرورًا بمعتقل الاستخبارات العامة بجدة.
وما تقرؤه في هذا الكتاب هو حكاية تجربة الكاتب نفسه، وهو لا يدَّعي لنفسه علم التاريخ، بل اكتفى بسرد الأحداث كما عاشها بأمانة وصدق، بعيدًا عن الزخرف والتنميق.
في مقطع طريف أكتفي بذكره هنا، يشير العوامي لمجريات التحقيق الذي أجري معه ذات يوم، بعد نشره لمقالة بعنوان "الشعب مصدر السلطات"! يقول: وقد استوقف هذا المقال نظر ضابط المباحث فأخذ يُركز التحقيق حول مضامينه، والأفكار والآراء التي وردت فيه. ولست أذكر تفاصيل التحقيق، ولكني أذكر جانبًا منه حول نقطة بقيت في ذهني، فقد سألني الضابط: "كيف تُطالب بوضع دستور؟ ألا تعلم أن لدينا دستورًا مقدَّسًا هو القرآن؟ أليس هذا دليلاً على انحرافك، وشيوعيتك؟".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف