ثقافات

لماذا لم يحصل أي شاعر عربي على جائزة نوبل؟

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

تباينت آراء الشعراء العراقيين في الأسباب الحقيقية وراء عدم حصول على شاعر عربي جائزة نوبل للآداب، فقد أشار البعض الى واقع الشعر العربي الذي لا يصلح لهذه الجائزة كونه ما زال يعيش في الماضي او إنه مخالف لشروط الجائزة المخصصة للسلام فيما الشعر العربي يدعو للعنف، فيما اشار اخرون الى الاعتبارات السياسية التي تلعب دورها في هذا وهناك المشروع الاستعماري الذي يستهدف العقل العربي.

بغداد: على الرغم من أن الأمة العربية أمة شعر وتمتد علاقتها مع الشعر الى قرون طويلة جدا، وقد أنجبت آلاف الشعراء الذين تميزوا في رسم الصور الشعرية وفي الحداثة وفي القدرة على التعبير عن الهموم الانسانية بشكل عام، الا ان أي شاعر عربي لم ينلها، بل إنه ما زال بعيدا عنها جدا بمسافة تدخل ضمن الاسطورة او الخرافة، مع ان الشعراء العرب دخلوا عوالم العالم الغربي وطرحوا نتاجاتهم ولاقت استحسانا، وهناك الكثير من الشعراء العرب له حضور في الثقافة الغربية وان أشعارهم تدرس في جامعاتهم فضلا عن علاقاتهم الوطيدة بشعراء تلك الدول،وقد تم ترشيح عدد من الاسماء بالفعل ولكن النهايات لم تكن سعيدة، ومن الغريب أن احدا من الشعراء العرب لم ينلها على امتداد الخمسين عاما الاخيرة، على الاقل، والتي أفرزت طليعة من خيرة الشعراء الا ان أهل نوبل لم يرضوا عن واحد منهم، ولذلك بالتأكيد أسباب تتعلق بالعديد من الظروف والمجالات والاعتبارات التي تدخل السياسة في ابرز مفاصلها.

هنا.. ولمناسبة الإعلان عن غياب آخر للشعراء العرب عن هذه الجائزة ارتأينا ان نبحث في الاسباب ونتعرف إلى بعض الخفايا ما بين نوبل والعرب.
يقول الشاعر كاظم الحجاج: انا اعتبر الادب العربي بشكل عام، عدا نجيب محفوظ الذي هو كاتب كبير ومثابر وسجل تاريخ مصر بكامله منذ ثورة 1919، نجيب محفوظ كان المرشح الوحيد الذي يستحق جائزة نوبل للاداب، وانا ارى ان جائزة نوبل قلما اعطيت لشعراء العالم، انما اعطيت للروائيين اكثر لان مجال الشعر خصوصا اذا ترجم يفقد الكثير، عندما نترجم شعرا عربيا الى الانكليزية او الاسبانية او اليابانية يخسر الشعر كثيرا، على عكس الرواية، لذلك انا اعتقد ان جائزة نوبل للاداب في كل العالم كان الشعراء فيها عددهم ضئيلا جدا.
واضاف: خصوصية الشعر العربي او مأزق الشعر العربي انه شعر ما زال يعيش في الماضي، حتى فنيا، لم يستطع الشعر العربي ان ينسلخ عن شعر الماضي بايقاعه بجملته وحتى ثقافة الشاعر العربي ما زالت مرتبطة بالماضي بسبب ربما الشعور الديني او التخلف الاجتماعي، ولذلك من الصعوبة جدا ان يرشح شاعر عربي، وهذا لا اعتبره مؤامرة ضد العرب انما الرواية عالميا كما اعتقد ارجح من الشعر في الحصول على جائزة نوبل للاداب.

اما الشاعر سلمان داود محمد فقال: اولا أود ان اؤكد ان جائزة نوبل ليس مقياسا، وثانيا ان الشعر العربي، رغم الادعاء بالحداثة وما بعد الحداثة، ما زال قبليا، عشائريا، وما زالت هذه الحروب الصغيرة تتفشى في هذه الاوساط الثقافية والشعرية تحديدا، فلم يعد المشهد الشعري العربي مشهدا متماسكا ومتضافرا بقدر ما هو متشرذم في غالب الاحيان ومتشظٍ، الامر الذي جعل مسألة الفوز بجائزة نوبل شيئا من الخرافة او الاسطورة او الخدعة، وفي خلاصة الامر تبقى مسألة الشعر إجراء فرديًا كما يقال وشخصيا وهنا تكمن الجائزة الكبرى.
فيما قال الناقد الدكتور محمد صابر عبيد: هذه قضية فعلا لافتة ومهمة جدا، واعتقد ان قضية المشروع الاستعماري الذي بدأ بالاستشراق اولا، هذه واحدة من نتائجه، الغرب يحاول دائما ان يعطي فكرة ان العقل العربي عقل هامشي، ولهذا السبب،نلاحظ، ان ساردا عربيا هو نجيب محفوظ قد منح جائزة نوبل، وقد منح لهذا السبب باعتبار ان الرواية مأخوذة منهم،فالقضي تتضمن فكرة ان الشاعر العربي ما زال أقل من ان يستحق جائزة نوبل، فيما هناك شعراء من امم اخرى اقل قدرة من محمود درويش او البياتي قبل ان يتوفى، وحصلوا على جائزة نوبل، انا اعتقد، وان كنت لا اميل الى نظرية المؤامرة، بأن الغرب ما زال حتى الان وسيبقى يستهدف العقل العربي ومن ضمن استهدافاته ان لا يمنح شاعرا عربيا هذه الجائزة.

واضاف: لا اعتقد ان الترجمة سبب وراء ذلك، فالشعر العربي ترجم وهو واصل الى البلدان الغربية وفي جامعاتهم يدرسون الشعر العربي الحديث الان، في فرنسا وانكلترا وفي اميركا، وظهرت انطولوجيا كبيرة في فرنسا، هم يعرفون الشعر العربي جيدا ولكنني اظن ان عدم منح جائزة نوبل لشاعر عربي هو خضوع لفكرة المستشرقين الاوائل والفكرة الاستعمارية المستمرة.

وقالت الشاعرة نضال القاضي: برأيي ان السبب الرئيس هو الشتات الذي تحديدا يخص المنطقة العربية، هذا الشتات ينعكس على العمل الابداعي ايضا، يعني.. نحن لسنا دولا مستقرة بحيث إن المبدع ينتج ويبدع ويعيش في بلده في ظل نظام يحترمه وجمهور يعرفه ويتعود على ذائقته، ربما فقط الذين يعدون على الاصابع ويستحقون نوبل مثل محمود درويش وسعدي يوسف، بالاضافة الى ان نوبل تخضع لاعتبارات سياسية ومواقف دولية، اغلب شعرائنا هم تقدميون، وهذا لا يعجب الطرف الاخر.

اما الشاعر حسين القاصد فقال: لم يفز شاعر عربي بهذه الجائزة كون هذه الجائزة مخصصة للسلام، لذلك هذا هو السبب الحقيقي وراء عدم فوز اي شاعر عربي او عراقي بها، فالشعر العربي منذ نعومة اظفاره حتى الان مرتبط بالسلطة، منذ النابغة الذبياني الذي اعتذر من الملك لاعتدائه على زوجته وحتى آخر شاعر عراقي، حتى هذا العصر، ان كان الشاعر معارضا او مع السلطة، المع والضد هو شعر يرتبط بالسلطة، وهو يدعو الى العنف وهو اقرب الى قصيدة الاعلام وقصيدة الاعلام التعبوي التي تدعو الى العنف لا تتلاءم مع السلام، لذلك الشعر العربي ليس صالحا لجائزة نوبل.

وقال الشاعر محمد علي الخفاجي: هناك موقف من الامة العربية، موقف سياسي تقفه الصهيونية وتقفه الدول الاوروبية التي كانت تستعمر العراق، لذلك هي ترى في العراقيين كما ترى تركيا العثمانية فيهم، من انهم اناس اصغر شأنا وانهم كانوا مستعمرين من قبلها ولذلك كيف تدعهم يتساوون بها ولهذا جائزة نوبل لم تعط لنجيب محفوظ الا بعد ان اصبحت هناك علاقات بين مصر واسرائيل حيث رفعت الصهيونية يدها عن ذلك الحجز والحجز للادب العربي ومنه نجيب محفوظ، ويقال ان نجيب محفوظ رافق السادات في سفره الى القدم، هذه مسألة لم اتأكد منها، فإن صح فبمثابة جواز مرور لنجيب محفوظ ان يتجاوز الخطوط الحمراء في ان يحصل على جائزة نوبل.

ومسك ختام الاراء مع الشاعر فارس حرّام فقال: الموضوع يتعلق بطريقة تقديم الشعراء العرب انفسهم وطريقة تناول الاعلام العالمي الثقافي للشعر العربي، فلا يزال الكثير من الشعر العربي لم تسلط عليه الاضواء على الرغم من ان نجومية بعض الشعراء العرب في العالم، ولكن تبقى هذه النجومية ربما لا ترقى الى الشروط التي تنضوي تحتها جائزة نوبل، اقول هذا وهناك بعض الشوائب السياسية في موضوع الجائزة، ربما هناك استبعادات ذات طابع غير شعري، ليست لها علاقة بالشعر، استبعادات من المنطقة العربية والثقافة العربية، اعتقد ان الموضوع بحاجة الى دراسة معمقة اكثر من عملية تقرير صحافي.

وأضاف: ربما ترجمة الشعر العربي واحدة من عناصر عدم منح الجائزة لشاعر عربي ولكنها ليست العنصر المهيمن، اعتقد ان طبيعة توجه جائزة نوبل وطريقة نظرتها الى الثقافة العربية والشعراء العرب هي ربما لها ما يعكس طريقة التقييم للشعراء وتعطيهم دورهم في منح الجائزة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
جائزة نوبل
أبو سعيد الحمصي -

أرشح قصيدة الشاعر الجواهري للحصول على جائزة نوبل. هذه مقاطع منها؛ خسئت أيها الوغدُ ** خسِئتَ و تسلم البلدُ @@@ويحَ أمةً ماعرفت ** بأنكَ شـرَ من تلـدُ @@@لها من الـله ســند ** ومنه الزند والعضد @@@أما والثورة صامدةً ** بذمة ثوارٍ صمدوا @@@كدوحِ النبعِ شوكتُهم ** تُخضُّ وليس تُختضدُ @@@وأَصْيَدَ يفتدي دمَها ** بجـيدٍ كُـلُهُ صَـيَدُ @@@أم تبكي أطفال غضٍ ** قتلهم وحش بغضُ @@@يمينـاً أنـك لوغــدٌ ** مامـن قبلـه وغـدُ @@@مهـلاً أيها الوغـد ** قتـلك الواحدُ الأحدُ @@@إلى جهنم ياسفـاح ** بعون الله منه المددُ @@@

التسييس
سعيد دلمن -

الجائزة أصبحت مسييسة وتهدف إلى تحقيق أهداف وتوجهات سياسية معينة ...كما لا توجد دولة عربية ذات ثقل سياسي واقتصادي دولي يقلق مصالحهم بشكل حقيقي ومباشر ...لذا متى ما توفرت تلك العوامل والشروط .. سوف يتم تفعيل آليات وحوافز ومغريات تلك الجائزة عربياً......مع التحية