ثقافات

اعلان جوائز القصة القصيرة جدا.. لمسابقة نازك الملائكة

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

عبد الجبار العتابي من بغداد: اعلن اتحاد الادباء والكتاب في العراق عن نتائج مسابقة منتدى نازك الملائكة للقصة القصيرة جدا الثانية لعام 2012، التي شارك فيها 183 قاصا وقاصة من العراقيين الذين في العراق او الذين يقيمون خارجه، وهو ما اشار اليه المهتمون بالسرد العراقي على انه علامات عافية وصحة للقصة العراقية وبالاخص منها القصيرة جدا التي اخذت دائرة الابداع فيها تتسع، وتم اعلان النتائج في جلسة صباحية في قاعة الجواهري بمقر الاتحاد بحضور عدد كبير من الادباء، ولم يخل اعلان النتائج من عدم رضا البعض من القصاصين وأشاروا الى وجود شيء من المحاباة او الاخوانيات او المجاملات لبعض الاسماء على الرغم من تأكيد لجنة التحكيم ان النصوص التي تمت قراءتها كانت خالية من الاسماء، وانهم فوجئوا ببعض الاسماء الفائزة لكن النصوص هي التي كانت المعتمدة في الجودة وفق اشتراطات خاصة.

وكانت النتائج كما يأتي :
- الجائزة الاولى مناصفة للقاصين وفاء عبد الرزاق وزيد الشهيد
- الجائزة الثانية للقاصين سعدون البيضاني وشينوار ابراهيم\
- الجائزة الثالثة للقاصين جابر محمد جابرورحاب حسين الصائغ
- الجائزة التقديرية لكل من : الحاضر الغائب القاص زمن عبد زيد، الغائب الحاضر القاص كريم الوائلي، اسعد الهلالي، حميد الحريزي، سلام نوري، وجدان عبد العزيز، نهار حسب الله، ميمي قدري، رجاء الربيعي، رغد السهيل، اخلاص الطائي، زينب صافي، ومنى سبع.

وقد جاء في حيثيات منح الجائزة للقصص الفائزة من قبل لجنة التحكيم التي تألفت من الدكتور الناقد سمير الخليل والقاص صلاح زنكنة والقاصة ايناس البدران رئيسة المنتدة والناقد علوان السلمان انها اختارتها لما تمثل فيها من اكتناز وقابلية على السرد وحسن تعامل مع الموضوع والشخصية والحدث وتوظيف عال للمفردات والصيغ التعبيرية.

وقد أكد عضو لجنة التحكيم علوان السلمان: ان هذه الجائزة تؤكد انها المبادرة الاولى والريادية لمنتدى عراقي، وانها اول جائزة ثقافية عراقية مفتوحة للادباء والكتاب دون شروط وأهداف سياسية وايدلوجية معينة سوى ما تقرره لجان التحكيم من قناعات واحكام ومؤهلات للتميز والابداع، كما اكدت لجنة التحكيم انها تعاملت مع النتاجات المشاركة بالاعتبارات نفسها المعتمدة من لجان تحكيم الدورة السابقة آخذة في الحسبان مستجدات وخصائص المرحلة الراهنة واستحقاقات الابداع، حيث تسلم كل عضو من اعضاء اللجنة ما يعادل حصة العضو الاخر من نسخ النتاجات المشاركة خالية من الاسماء بحيث تتم القراءة والدراسة والتقويم بعيدا عن الانحياز والعلاقات الشخصية والفئوية،وقد لاحظت اللجنة ان عددا من المشاركين يعدون من الاسماء المعروفة، مثلما لاحظت ان بعض النتاجات كان من الممكن ان يحتل موقعا متقدما في التقويم والفوز ولكنه لم يؤهل لذلك لاعتبارات فكرية واجتماعية ولانه يضع الجائزة في اشكاليات هي في غنى عنها، ومما لاحظته ايضا ان اكثر النتاجات ارتبطت بالمرحلة الراهنة واقعا ورمزا.

وقال القاص صلاح زنكنة، عضو اللجنة، فقال : الاشتراطات التي اعتمدتها اللجنة بلا شك فنية ابتداء من اللغة والسرد والوصف والشخصية في القصة على الرغم من انها قصيرة جدا الا اننا اخذنا بها وتحديدا السردية العالية في هذا النوع القصصي، وكان الاشتراط الاول والاهم ان تكون اللغة سليمة وسلسة وشفافة، فكانت الاسماء محجوبة فأعطينا الدرجات للقصص كل على حده، وعندما انتهينا قام اخرون بجمع هذه الدرجات، وهناك جرى ترتيب الفائزين بالجوائز.

اما الفائز بالجائزة الاولى مناصفة القاص زيد الشهيد فقال : كنت قد شاركت بقصة (انكفاء) ولحسن حظي فزت بالجائزة الاولى مناصفة مع الشاعرة والقاصة وفاء عبد الرزاق، هذه المسابقة اعتبرها محطة جديدة للانطلاق في الساحة السردية العراقية كونها تنال حظوة كبيرة من لدن الادباء والقراء والمتلقين، القصة التي شاركت فيها تتناول عالم المرأة والضغوطات الاجتماعية والانسانية التي تتعرض لها، واغلب كتاباتي في القصة القصيرة جدا اتناول فيها المرأة كون المرأة في مجتمعنا تحتاج الى الكثير من الدعم وتلاقي التهميش المتعمد في جانبها الانساني، وتدعو قصصي الى ان تأخذ المرأة دورها في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وغيرها.

اما القاصة ايناس البدران، رئيسة منتدى نازك الملائكة، فقالت عن الحضور النسوي قي المسابقة : شاركت الاقلام النسوية بشكل واضح وجلي في المسابقة وفاز عدد لابأس به من زميلاتنا، ولكن الحقيقة ان النصوص كانت كثيرة تزيد على 137 نصا واغلبها فوق المتوسط والجيد جدا والممتازة، فكانت الغربلة واختيار الافضل مسألة شاقة وصعبة جدا بالنسة للجنة، وعموما كان للمرأة حضور مميز فالعديد من زميلاتنا فزن بالجائزة وخصوصا بالتقديرية لان المنافسة كانت شديدة، فلو انها كانت تقتصر على العنصر النسوي لظهرت اسماء مميزة ولكن ربما ظلمنا المرأة حين ادخلناها في منافسة مع الرجل.
واضافت : لقد تباينت النصوص في جودتها، فهناك نصوص اضطرينا الى نحذفها او نخرجها من المسابقة لانها لم تكن تمتلك الاشتراطات ولكن اغلب النصوص كان الكاتب يعي ما يفعل، وبالتأكيد كان الاختيار صعبا وموفقا ايضا.

فيما قال جابر محمد جابر، الفائز بالجائزة الثالثة : اعتقد ان فوزي في هذه المسابقة سيضيف شيئا معنويا على صعيد التجربة الكتابية لديّ، انا سعيد بهذا الفوز، واريد ان اقول ان غياب ونكوص دور وزارة الثقافة في دعم النشاطات والفعاليات الثقافية دفع العديد من المنظمات والاتحاد على التفاعل مع الساحة الثقافية بدليل ان منتدى نازك الملائكة الادبي وبامكاناته المادية البسيطة جدا استطاع ان يخلق حراكا ثقافيا رائعا.

وقال اسعد الهلالي، الفائز بجائزة تقديرية: فكرة المسابقة، اي مسابقة في المشهد الثقافي العراقي حافز ودافع للتواصل والاستزادة من العطاء في المجال الادبي او الفني الذي يعمل فيه الكاتب، وانا في الحقيقة روائي وقد توفر لي حافز لكتابة القصة القصيرة جدا حين اعلن عن المسابقة ووجدتني مندفعا اليها لغرض المشاركة فحسب، وفي النتيجة ان احصل على ما حصلت عليه فهو حافز بالتأكيد وهو ما نحتاج اليه الان وسط انشغالاتنا المرهقة، واشارة الى ان ادخل في هذا المجال الذي اعده مجالا صعبا جدا، وربما اعترف ان كتابة رواية تتجاوز الثلثمائة صفحة اكثر من سهولة قصة قصيرة جدا.


وهذه بعض القصص الفائزة :

زيد الشهيد / انكفــاء
هكذا.. كلما جنَّ الليلُ تناهى إلى مسمعِه صوتُ الناي قادماً من قلبِ الظلمة العتية التي تتكاثف عند كتفي النهر، فيروح يستدعي فتاةَ الذاكرة لترفلَ على خميلةِ ذكرياتٍ شرعت تبهت وهو يدخل عامَه الخمسين :" تعالي "!.. ويفرد ذراعي لهفته، فتنطلقُ برهافتِها المعهودة تقصّ زمنَ ذلك الشاب الذي عشقَ النهر منذ صباه. وحين كبُر ونادت عليه المراهقةُ ليدخل من بابِ حبِّه لتلك الفتاة التي كانت تجيء مصاحبةً لأمِّها وهما تحملان قدوراً يحاوران من خلالها النهر ثم تعودان محمَّلتين بالماء " رحَّب بالنداء، فوهبته الفتاةَ... فتاةٌ هي الأخرى أشرعت المراهقة نافذتَها عريضةَ، طالبةً أنْ تتقبَّل ابتسامةَ ذلك الشاب الذي يقاربُها العمر... قالت له : " أنا زكية "، وقال لها :" أنا وادي ".. وقال لهما النهر هاكم أنفاسي عُبّا منها شوقَكما، وازفرا عليها آهاتِكما يوم تتألمان أو تتأسيان.. أظهرا غرابةً للجزء الثاني من عرضه، فلم يُظهر هو غرابةً لاستغرابهما.. قال لهما :" الحبُّ لذّةٌ ولوعة.. شوقٌ واحتراق.. نهلٌ وتضحية ؛ والقادم لا تحسبانه جنّةً بلا حدود أو رحلةً بلا انتهاء.".
صوتُ الناي فجَّر في صدرِه شهقةً، وجعل العينين تهدران دمعاً.. نهض على ذبذبات نوحِه جاعلاً الخُطى تقوده إلى النهر.. هناك !.. إلى الصخرةِ التي اعتلتها ورمت بنفسِها إلى أعماقه لتتركه أسيرَ العذاب في دنيا أغرته بمباهجِها وغواياتها وتركته يسحقَ قلبَ فتاةٍ أحبته بولهٍ، بشهادةِ النهر وقرارِ العهد الذي قطعته له فمّا قدَّر، ولا التزم، ولا حتى ندم.
صوتُ الناي سحبه إلى النهر.. هناك، اعتلى الصخرةََ. وهمَّ برمي نفسه سعياً للقائها، هناك، في أعماق النهر.. بيدَ أنّه تخاذل، وتردد !.. جَبُنَ... فأنكفأ.

ثبوت الزوايا/ رحاب حسين الصائغ

( 1 )
من سطح البيت يشاهد المدرسة، حفر تمثال من الصمت في راسهِ، والمحتل في بلده يقتل كل أحلامه الضئيلة التي تسير بسرعة الف ميل للوراء.
***
( 2 )
عشق زهرة يانعة أذبلتها الذكريات، يوم امعنت النظر في صولجان والدها، لم تبتسم لحبيبها حقول الحياة، فذهب للبحر وتلاشى في عمق موجه.
***
( 3 )
كان من اتباع هتلر، بزع الفرح من عناصر جسدهح زين مظهره من الخارج بدبابيس الخاكي، كشاب يتأمل المجد.
***
( 4 )
غصن شجرة مقطوع، تأمل السنين من حوله، انتبه لنفسه بعد ان شاخ العصفور ولم يحط على جزء منه.
***
( 5 )
في ليلة رأس السنة الجديدة؛ اضاع قبعته، لذلك لم تصمد الافكار فيييي راسه كلما دخل عام جديد.
قاصة من العراق


بعيداً عن بيتنا / اسعد الهلالي

أتموا تهذيب ضفائرها الطويلة.. ربطوا الشريط الأبيض النظيف على شكل فراشة موشكة على الطيران.. علقوا على ظهرها حقيبتها الصغيرة.. تناهى صوت المعلمة بعيدا.. عذبا..
ـ دار.. داران hellip;
طافت فكرة ندية بين جدران الحجرة..
ـ رباه.. ما أدفأ بيتنا hellip;
انطلقت القدمان الصغيرتان المرحتان ليستقبلهما نسيم بارد منعش.. كانت ندف الغيوم تتراقص تحت السقف الأزرق الكبير.. والنقيطات المنفلتة من السحب تنقر على رأسها نقرا خفيفا.. اكتسبت الشوارع لونا كابيا يبعث على الحزن.. إلاّ إنها واصلت المشي تارة والحنجلة تارة أخرى.. فجأة.. انطلق صوت صاعق مرعب.. ارتجفت.. التصقت بالجدار المجاور.. انفجر الرعد ثانية.. ثم فاض سيل من المياه منطلقا من غيوم داكنة حجبت ازرقاق السماء البهي.. هرولت مسرعة صوب مدرستها.. يدفعها البرد والذعر إلى الإحجام عن التوقف.. كانت البرك الصغيرة تتناثر أمامها.. فصارت تهرول في مسالك متعرجة.. كان الوحل قد رسم بقعا داكنة على ملابسها.. حقيبتها الجلدية، شريطها الفراشة.. تسح الغيوم بقايا حملها الثقيل.. وتركض القدمان الصغيرتان المرتعبتان.. تشعران بالإعياء.. تتباطآن.. تقصر الخطى ثمhellip;hellip;hellip;hellip;hellip; يتكوم الجسد الصغير فوق بركة من الوحل..
كانت الشمس تنشر شعاعها الدافئ فوق الطرقات حين اقتربت عربة جمع النفايات متباطئة.. توقف السائق.. نظر مليا صوب الكتلة الصغيرة الموحلة.. فكر hellip;
ـ دمية بائسة hellip;
وقذفها مع كومة من الأوساخ الناضحة بالعفونة hellip;

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف