ثقافات

بين الشعر والرواية والإعلام.. كتب جديدة للقراءة

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

دبي: تزخر دائرة الثقافة والإعلام في إمارة الشارقة بالكتب التي تصدرها على مدار العام، والمتنوعة في مضامينها تنوع الحياة نفسها. وفي كل كتاب تصدره، يكون لجميع مَن يهتم بالثقافة والفكر والأدب والمعرفة النصيب الأكبر من المتابعة وحتى المشاركة.

"ليس لي سواي.. وأنت".. نثيرة حية
حملت المجموعة الشعرية للشاعر المصري "فوزي صالح" عنوان "ليس ليس سواي.. وأنت"، حيث يحتوي هذا الكتاب على أربعة عشر نصّاً مكتوباً بالطريقة النثرية الحرة، تعتمد كلّها على النثيرة مدرسةً لها في صورها الشعرية وحتى في أدق تفاصيلها الكتابية، فضلاً عن أسلوب السرد المستخدم، والذي لا يبتعد كثيراً عن نمط التفعيلة المعبأة بالخيال في جنباتها.
ويستعين الشاعر "صالح" في نصوصه تلك بالكثير من "السوريالية" في عرضها، بل ويتخذ من الصورة الشعرية سبيلاً إلى خلق تأملات لدى قارئه الذي سيلمس أجناساً أدبية عديدة فيها. يتوازى هذا مع اللغة المستخدمة في السبك والصياغة اللغوية التي تجرّدت نوعاً ما من الكلاسيكية في المعنى المرادف لكافة التشكيلات اللغوية الواردة.
ففي أول قصيدة له في المجموعة "نونة المنتهى"، تلعب فيها الكثير من المفردات الأدبية أدوار الخيال، وتشكّل من نفسها قصةً بأسلوب سردي متميز قائم على الناحية النفسية وجسّ هذا الوتر والانطلاق نحو المعنى.
أما في نصّ "فصل الفراء"، تسير ثمة تراتبية مفرداتية إيحائية بالكلمات إلى حيث النهاية الحتمية للموضوع: "ثمة أحوال أخرى تتسق وظلال التوجه.. أخفاها في ضلال النية وصرامة التكوين.. ولا يزال الباب، رغم مواربته قليلاً كافياً لاقتفاء الأثر.. أول السيل.. رمت حصوات بمناقير حادة لتختبر التربة.. وحين تيقنت من الهشاشة.. أسلمت للنحر مفتاحه الصدىء، وأطلقته...".
حتى إن نصّ "كلما اقتربت أبتعد"، نقرأ فيه: "ليلة الأمس قررت المواجهة.. أقول كل ما في داخلي دفعة واحدة.. انفراط العقد أهون ألف مرة.. من أن يظل عالقا في الرقبة بصدئه..".
بينما جاءت النصوص الأخرى بمواضيع وأفكار مختلفة، ومنها "الحلم وخراب الذاكرة"، و"شواء الظل"، و"فصل من دخان".. وغيرها من النصوص.
جاءت مجموعة "ليس لي سواي.. وأنت" للشاعر المصري "فوزي صالح" في 200 صفحة من القطع المتوسط.

"بناء الرواية.. دراسة بنيوية تشكيلية".. عناصر الرواية كلّها
حمل كتاب الناقد الأدبي السوري "سمر روحي الفيصل" عنوان "بناء الرواية.. دراسة بنيوية شكلية".
يُقسم الكتاب إلى ستة فصول، وهي "بناء الروائي والراوي والرؤيا.. الموقع والشكل"، و"بناء الشخصية الروائية"، و"بناء الزمن الروائي"، و"بناء الزمن الروائي"، و"بناء المكان الروائي"، و"الرواية.. محاولة تركيب".
في هذه الدراسة، نحن أمام دراسة الرواية شكلاً وبنيةً. ولأن الكتاب يغوص في بناء الرواية، فهو يتناول الزمن والمكان الروائي، وأُسس البناء الأدبي، وكذلك دراسة أربعين رواية صدرت في الفترة 1980ـ1990، وهي لتسعة وعشرين روائياً سورياً، ودراسة الشخصيات والبيئة والحبكات وكافة العناصر الأدبية فيها.
فالكتاب بهذه العناوين والفقرات الفرعية إنما هو نقد أدبي للروايات السورية كعينة اختارها المؤلف، وبالتالي سيكون للرواية الكثير من التحليل والدراسة والنقد، ولاسيما أن الرواية كجنس أدبي رفيع المستوى يتحمل عدة معانٍ، لا تتمثل في كونها الأساس فقط فيه، بل لأنها تحتمل في نفس الوقت الكثير من الخيال الذي يسير بالأحداث إلى حيث المعنى النهائي.
يحمل الدكتور "سمر ورحي الفيصل" الدكتوراه في اللغة العربية من الجامعة اللبنانية، ومن مؤلفاته "ملامح في الرواية السورية"، و"السجن السياسي في الرواية العربية"، و"الرواية السورية والحرب"، و"تجربة الرواية السورية"، و"تنمية ثقافة الطفل العربي"، و"تجربة الرواية السورية"، وغيرها الكثير.
جاء كتاب "بناء الرواية.. دراسة بنيوية تشكيلية"، للناقد السوري الدكتور "سمر روحي الفيصل" في 500 صفحة من القطع المتوسط.

"هوامل الحديث عن الميديا".. ثورة التلفزيون
حمل كتاب الأكاديمي والإعلامي الجزائري "نصر الدين لعياضي" عنوان "هوامل الحديث عن الميديا"، ليكون بذلك كتاباً إضافياً مهماً للعاملين في الحقل الإعلامي، والتركيز على التلفزيون كوسيلة إعلامية مهمة لا غنى عن تأثيرها على المعرفة والسلوك المجتمعي.
وفي مقدمة الكتاب، يشير "لعياضي" إلى مفردة "هوامل"، في دلالة إلى كتاب "الهوامل والشوامل" لأبو حيان التوحيدي، محاولاً شرح عالم التلفزيون، وتلك العلاقة التي تربط المتفرج بالشاشة الصغيرة، في محاولة لتكوين إطار نظري يحكم هذه العلاقة التي تطرقت إليها مئات الدراسات الإعلامية بغية التعمق أكثر في معرفة الأثر الذي تتركه وسائل الإعلام على التنشئة الاجتماعية للإنسان، والوصول به إلى كيفية تشكيل رأي عام موحد، وبالتالي معرفة رجع الصدى من العملية الاتصالية - الإعلامية ككل.
ويدخل "لعياضي" في عالم الإعلام والاتصالات ويحلل العلاقة بينهما، متطرقاً إلى النظريات الإعلامية - الاتصالية، والدخول أكثر في عمق الصورة الإعلامية وتشكيل الرأي العام، والتعرّج على مواقع التواصل الاجتماعي كونها وسائل اتصالية هامة لا تقلّ تأثيراً عن الإعلام نفسه، فالعالم تحوّل إلى قرية كونية صغيرة، وصار من الطبيعي دراسته.
عناوين فرعية عدة يزخر بها الكتاب، منها "ماذا فعل التلفزيون بالإعلام؟"، و"الأخبار في القنوات التلفزيونية"، وضريبة سرعة أم تسرع؟، و"أكتوفيا نصر ضحية تويتر أم قربان شفافية الإعلام؟"..
ومن الجدير ذكره أن لمؤلف الكتاب "لعياضي" 15 كتاباً في مجال الإعلام، وهو يحمل الدكتوراه في علوم الإعلام والاتصال من جامعة الجزائر، فضلاً عن إشرافه على عشرات الرسائل العلمية حول الإعلام، وله العديد من الكتب المنشورة، منها "مقدمة في نقد التلفزيون"، و"ثورة الصورة..المشهد الإعلامي وفضاء الواقع"، و"شذرات الكلام في نقد وسائل الإعلام"، و"وسائل الاتصال الجماهيري والثقافة"، و"التلفزيون كما نتحدث عنه".
جاء كتاب "هوامل الحديث عن الميديا" للأكاديمي والإعلامي الجزائري "نصر الدين لعياضي" في 173 صفحة من القطع المتوسط.
صدرت هذه الكتب الثلاثة مؤخراً عن دائرة الثقافة والإعلام في إمارة الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة.
Alchy1984@hotmail.com


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف