قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
يبتعد العيد عن لوحات الفنانين التشكيليين العراقيين، فهو بالنسبة للكثير منهم يقترن بالطفولة وذكريات الماضي، وبالتالي فإنه يبدو حاليا بعيدا عن اهتماماتهم.
بغداد: اكد اغلب الفنانين التشكيليين العراقيين انهم لم يفكروا في رسم مظاهر العيد ولا طقوسه في أعمالهم الفنية، على الرغم من اعترافهم ان العيد فرحة وبهجة، وقد استغرب البعض حين سألته سؤالا تقليديا عن كيفية تعبيره عن العيد في لوحاته؟ وكأن العيد لم يمر عليه من قبل، فيما اشار اخرون الى أن الهموم الحياتية صارت اكبر من ان ينظر الرسام او يتوقف عند لحظات تمر عليه تحمل اسم العيد الذي يعود ولا يحمل الا الاسم فقط، وقد اقترنت الاعياد في الحياة العراقية منذ عقود طويلة بالأحزان وباللاعيد.على الرغم من ان هناك من يرى ان الفنان لا يرسم العيد لأنه يعتقد ان الحزن يضفي على لوحاته قيمة اكبر !!.ويؤكد النحات والرسام طه وهيب أنه لم يسبق له ان رسم او نحت اي طقس من طقوس العيد، قائلا:" أنا لا اعمل بهذه الطريقة المباشرة، بل انني اعبر عن الفرحة او العيد، الذي هو فرحة، بالحس وليس بالصورة المباشرة، اعبرها بأشكال اخرى قد تراها طلعة شكل في وجه، وعلى الرغم من انني اعتبر الطفولة نقطة تأسيس الإنسان واعرف ان الطفولة هي تلك تحتفل بالعيد ولها في دواخلنا اشياء واشياء، لكنني اشتغل لها ولكن ليس بالمباشر، لا يعني انني ارسم ارجوحة او دولاب هواء، بل ارسمه فرحة واكثر اعمالي فيها فرح فيها ابتهاج وتأمل وحب، وربما ارسم الفرحة في وجه طفل هي عيد دائم، يعني اذا شاهدت الاطفال في اي يوم وفي وجوههم الفرحة اشعر انني في عيد".اما الفنانة ندى عثمان فقالت "العيد يتخلل مشاعر الاطفال فلذلك ترى الرسومات موجودة عند الاطفال على الاغلب، اما الكبار فهمومهم تغيرت وتفكيرهم صار من نمط آخر ومجالات أدائهم بعيدة عن هذا المضمار، فالانسان عموما حين يصل الى مرحلة كبيرة من العمر لم يعد يفكر بالاشياء المفرحة، بل ان هموم الحياة ومشاغلها تبدأ تكبر لديه، فلا يوجد لديه ذلك الفرح المقترن بالعيد، انه يضطر الى الابتعاد عنه وان كان في قرارة نفسه يتمنى ان يعود الى العيد وذكرياته معه، فتراه يرسم مواضيع ويدخل الى طقوس لا علاقة لها بالعيد ومتعلقاته، بل يرسم همومه لذلك تراه كلما كبر ابتعد عن امور الفرح، والفرح يتجسد عند الانسان بمشاعر الحب، فكل موضوع حلو يعتبره الفنان يوم عيد وليس المتعارف عليه بالشكل التقليدي".فيما قال الفنان شهاب الحميري: لم ارسم للعيد ابدا ولم افكر في هذا الشيء،وربما اقول انك فاجأتني بهذا، ولا يعني هذا ان العيد لايهمني، بل على العكس فأنا انتظره منذ خمسين سنة ولكنه لم يأت، هذه الخصوصية بالذات لم تحدث عندي سابقا وربما تجيء مستقبلا، واعتقد ان السبب يعود الى ان العيد الذي كان يأتي في مرحلة اجمل ايام حياتنا لم يكن عيدا حقيقيا، فالاعياد كانت ليست اعيادًا بل اسماء فقط، انها هموم في هموم، لذلك قلت لك انني انتظر العيد، وهذا العيد هو الفرح الحقيقي، حين يأتي بلا دم ولا قتل ولا موت".وتابع:" العيد هو انك تستطيع ان تخطط لحياتك بلا خوف، وهذا لم نعرفه في اجمل اعوام حياتنا، حيث كان العيد بالنسبة اليّ منذ الثمانينات لاعيد لا عيد لاعيد وقد تكرر هذا، ثم جاء الحصار ومن ثم ما بعد عام 2003، ولكي نتفاءل نعتبر كل هذه حالة طارئة، اي ان يكون العيد لا عيد هي حالة طارئة، نتمنى للاجيال المقبلة ان تهنأ بالعيد وان ترسم العيد بهيجا".وقال الفنانة عشتار جميل حمودي: على الرغم من انني لا اتذكر بشكل تفصيلي ولكن بالتأكيد لدي بعض اللوحات عنه التي رسمت فيها بعض الاطفال يلعبون في الحدائق، وقد استمديت ذلك من طفولتي، ولكنها قليلة جدا، فمعاني العيد تختلف مع العمر، فربما عندما نكون ويكون اولادنا اصغر نحس به ولكن حينما نكبر او يكبرون ننسى العيد لان هناك امورا حياتية كثيرة ومعاناة انسانية تكبر وتصبح همومنا اكثر ما يشغلنا، ولكنني لا اتذكر انني رسمت شيئا من هذا خلال السنوات القريبة، لانه ليس موضوعا اساسيا في الرسم، وان كان جزء من طفولة اي فنان".مستدركة: "ولكنني كأنسانة.. في حياتنا الاعتيادية نمارس طقوس العيد، فلا بد ان تجتمع العائلة عندي في اول يوم منه ولابد ان نحسس الاخرين بأن هذا عيدا،فالحياة يجب ان يكون لها معنى والا فالانسان ميت، ولكنني كفنانة لا اتوقف كثيرا عند العيد لارسمه بسبب ان هموم الحياة مع سنوات العمر تجعلنا ننسى ان نرسم العيد وطقوسه ولا نحتفي به في لوحاتنا".وقال الفنان والشاعر سبتي الهيتي: رسمت العيد نعم في مدينتي هيت، رسمت فرح الاطفال قبل سنوات، وقد ألهمني فرح الاطفال اعواما طويلة لانني عملت معلما في المدارس الابتدائية وكنت استلهم من ضحكاتهم ومن خربشاتهم على دفاتر الرسم افراحا كثيرة، رسمت الارجوحة التي ما زالت في ذاكرتي، ارجوحة الخشب البدائية التي يستخدمون فيها جذوع الشجر ويستخدمون الحبال البسيطة، انا عندي العيد هو فرح الاطفال وأحب فرح الناس، وان كان العيد عندنا يقرن دائما بالاحزان واتذكر قول المتنبي (عيد بأية حال عدت يا عيد)، انا لديّ 13 حفيدا وأجدني مضطرا للاحتفاء بالعيد معهم.اما النحات والرسام خالد مبارك فقال: باعتقادي لحظة العيد لدى الفنان هي لحظة البهجة والفرح حينما يكون منتشيا نفسيا ومتألقا في إنجازه، وهنا تكمن الفرحة لدى الفنان وهي فرحة العيد لديه حينما يكون منجزه وصل الى حد القناعة في ذاته والرضى في نفسه، وتباشير هذا المنجز ودلالاته ترتسم على وجه المتلقي، انا حسب رأيي ان لحظة العيد عند الفنان هي لحظة الانجاز في العمل الفني، لكنني لم ارسم العيد بشكل مباشر، ربما تكون هناك لوحات رسمت فيها شيئا من مباهج الفرح، واترك للمشاهد ان يتأملها ويعرف اين يكمن الفرح فيها، لكنني لم احتفل بالعيد وهذه لها مردوداتها التي لها علاقة بالزمان والمكان والاحداث التي مرت، وان كنت ارى ان العيد يمثل لي لحظة طفولة مرت ومارسناها بكل عنفوانها وصدقها، وقد الاحظها واكون سعيدا في اطفالي، لكنني لم افكر في يوم ما ان ارسم العيد او طقوسه او قمت بتخطيطات معينة للتعبير عنه، وانا الان ممنون منك حين نبهتني الى هذا الشيء وربما سأعيد الكرة ثانية لارجع طفلا لامارس طقوس العيد في خربشة على الورق وقد كنت اشاكس الاوراق وانا تلميذ لاتلقى التوبيخ من المعلمين.وقال الفنان علي العزي: انا عندي عمل فني عن العيد بعنوان "هلال العيد"، فترمز المربعات الموجودة ضمن العمل الفني الى سطوح بيوت على إختلافها تنتظر ضيفا يحمل لها فرحة ظاهرها العيد وباطنها بدايات جديدة وتسامح وألفة، ببساطة هذا الضيف هو هلال العيد، وأعتقد ان بعض الفنانين يحب يركز على النمط الواقعي والسوداوي في الحياة تحديدا الحياة في العراق، واي مظهر فرح ما يحب يعبر عنه في اعماله الفنية، لان بعض الفنانين يحب التعكز على الحزن لإضافة قيمة الى عمله الفني".وأضاف:"وللأسف الناس ومن ضمنهم الفنان مكونون فكرة خاطئة عن العيد، يحصرونها بالملابس الجديدة والرحلات والسفر والسهرات، انا شخصيا أشوف العيد وقتا مستقطعا من هموم الحياة وروتينها اليومي، وتحصل فيه مراجعة للذات وفرصة لنبذ الخلافات وإرجاع علاقات الى مجاريها، واهم من هذا كله التسامح والتعاطف مع كل شخص يحتاج الى كلمه حلوة او إلتفاتة بسيطة حتى تحسسه بأنه موجود وليس مهمشا".