ثقافات

شباب عراقيون يغنون بالايطالية ويعزفون موسيقاها

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

من بغداد: احتضنت قاعة تموز في فندق عشتار في الساعة الثانية من بعد ظهر السبت احتفالا موسيقيا،استثنائيا ومميزا، شارك فيه العشرات من الشباب العراقيين الذين حملوا آلاتهم الموسيقية وكانت بمثابة علامات فارقة على الرغم من الملابس السود التي ارتدوها وكانت تميزهمعن حشدالجمهور الذي حضر هذه الاحتفالية التي اقامها مركز الفن للسلام للموسيقى والابداعي الذي أسسه ويقوم على ادارته الفنان كريم وصفي، قائد الاوركسترا السمفونية الوطنية العراقية، بالتعاون مع السفارة الايطالية في بغداد، وقد ابدى السفير جيراردو كارانتي اعجابه وسعادته بالنشاط الذي قدمه الشباب مؤكدا على عنايته بهؤلاء الشباب وارسال اعداد منهم للتعلم في ايطاليا،فيما رحب به الفنان وصفي مشيرا الى ان هؤلاء هم قادة العراق الجدد وهم الذين عليهم تقع مسؤولية نشر المحبة والسلام.
ويمكن وصف المشهد العام للاحتفالية الذي استمر لساعتين.. على انه مما يسر جدا، فهؤلاء الشباب الذين امتلكوا حلاوة الوجه وطلاوة اللسان والاناقة في كل شيء، هم نخبة من مستقبل الموسيقى في العراق، الموسيقى الواعية التي تزهر التزاما ورقيا، عزف وغناء، عزف على مختلف الالات الموسيقية العربية والغربية، وغناء بمختلف اللغات ومنها التراث العراق ولكن بصيغ جميلة، وفي الصورة ان تلك الساعتين كانتا مميزتين فعلا في بغداد، وان سعادة الاهالي بأبنائهم المتخرجين حديثا والمتعلمين للغة الموسيقى كانت بادية على سيمائهم بألوان من الفرح الغامر
وقد تضمن برنامج الاحتفالية الجميلة على عزف وقراءة النشيدين الوطنيين العراقي والايطالي، ثم تقديم اغاني من الفلكلور العربي والوردي (فوق النخل وفاتيمه) لاصالة الفن الفلكلوري العراقي عموما، ثم غنى شاب اغنية بعنوان (ايفا) وهي وصف للمرأة مع نغمات العود الشرقية والاوركسترا، ثم قدم مقطع من (questa o qulla / by J.verdi from the opera Rigoletto)، بعده تم تقديم عرض مسرحي جميل وممتع حكى عن قصة نشأت بين شاب عراقي وفتاة ايطالية في كرنفال البندقية، الشاب كان متحرجا من ذر اسم بلده متحسبا من النتائج السلبية التي خلفتها الحروب وخوفه من ان يشكل ذلك عائقا من تحقق حلمه، بعدع قدم ثلاثة اولاد يتامى معزوفات على آلات مختلفة اعجبت الحضور، وههؤلاء الثلاثة من مجموع 180 يتيما ويتيمة احتضنهم مركز الفن للسلام لنقلهم الى اجواء الموسيقى الاوركسترالية وليونوا نواة لفرقة سمفونية ل اعضائها من الايتام في المستقبل القريب، وتضمن البرنامج ايضا اغنية بعنوان (Osole mio) وهي اغنية من مدينة نابولي كتبت عام 1898 للشاعر جوفاني كابورو والمؤلف الموسيقي ادواردو ديكابوا،ويعني عنوان الاغنية (يا شمسي المشرقة) قدمها احد شباب الفرقة بشكل مميز، ثم قدم اربعة شباب (رباعي فيفالدي) معزوفات على الرباعي الوتري لتعود مطربة شابة وتغني اغنية من الفلكلور الكوردي بعنوان (شيرين) التي هي فتاة كوردية تغزل الصوفوصوّر جمالها بالموسيقى، وكانت المفاجأة غير المتوقعة هو عزف الشاب عمر محمود شاكر (صولو تشيللو) ليوهان سباستيان باخ، وسر المفاجأة ان هذا العزف هو رجل امن يحرس مبنى مركز الفن للسلام، لكنه ومن خلال وجوده هناك تعلم العزف بعد ان وجد نفسه شغوفا بالموسيقى، ثم قدم شابان (دويتو لارنيت) معزوفة منويت للويجي بوتشيريني) قبل ان تعود المغنية الشابة مونيا مهدي لتغني اغنية (حرقت الروح) من التراث العراقي وهي للمطربة الشهيرة عفيفة اسكندر، ثم غنى شاب مقام (الشرقي رست) بعنوان (شناشيل بغداد تستعيد ذرياتها) قبل ان يغني شاب اخر اغنية (مالي شغل بالسوق9 من التراث العراقي الاصيل التي اشتهر بغنائها المطرب حسين نعمة، وان مسك الختام ترتيلة كنائسية تمجد السيدة العذراء بعنوان (افا ماريا) للموسيقي (Giulio Caccini).
وقال الموسيقار كريم كنعان وصفي في حديث خاص لـ (ايلاف): تخرج من مركزي نحو 110 طلاب جدد في اللغة الايطالية والموسيقى باسلوب جديد في اسلوب التعليم وهو اسلوب تناقل وتلاقح المعلومة، مثل مبدأ اشباه الموصلات في الفيزياء، من خلال تكثيف المعلومة وتقديمها بشكل مباشر ورفد كل من لديه معلومة مع الشخص الاخر الذي لديه نقص في المعلومات، فالفكرة عندي هي كيفية تلاقح الافراد بالمعلومات وبالتالي المحصلة النهائية هي معلومات اغزر واكثر عند الكل، هدفي ليس شخصيا وانما هو عام، ليست هنالك اية متاجرة بأية قضية وليست هنالك اية متاجرة بأية مفهوم، وانما هو بشكل بسيط من لديه معلومة يمنحها الى الاخهر، وما مفهوم ام نعطي شيئا ا وان نتبرع بمالنا بامكانيتنا وبمعلوماتنا.
واضاف: هذه الدورة استمرت من شهرين الى ثلاثة اشهر في عمل متواصل وفيها نحو 40 يتيما ويتيمة وفيها شباب من كردستان ومن بغداد، وفيها اوركسترا جديدة متكاملة بطاقات متكاملة خلاقة وابداعية وسوف اخصص عملي بشكل كامل للشباب في العراق فقط، لن اتعامل مع اية جهة اخرى غيرالشباب.
وتابع ردا على سؤال لماذا ايطاليا: لانها منبع فنون كثيرة ومهمة ومؤثرة، ولان فيها الاوبرا وفيها الرسم وفيها الموسيقى وفيها تاريخ عريق كما في العراق وثقافة عريقة، ايطاليا فيها مفهوم الموسيقى كلغة مثلما هنالك في دول وقوميات اخرى ولكن ايطاليا لها خصوصية ولم يكن لها وجود حقيقي ثقافي او سياسي في العراق لفترة طويلة، واعتقد ان اكثر ما يحتاجه العراق عدا النفط الثقافة وكيف يمكن ان يتعامل العراقي مع الثقافات الاخرى.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الموسيقى تجمع الشعوب
ابو العز -

الموسيقى تجمع الشعوب لأن السلم الموسيقي واحد ,متناغم مع كل حاله أنسانيه أينما وجدت في مشارق الأرض ومغاربها ولا تعترف بحدود أو لغه أو لون أو دين وتفهمها كل القلوب البيضاء والعقول المتنوره

تعلموا ياساسة العراق
المهندس محمد -

اتمنى ان يتعلم ساسة العراق الفاسدين من هؤلاء الشباب المفعمين بالحيوية والنشاط والحب لوطنهم فقد رفعوا اسم بلدهم عالي من خلال حبهم الشديد لوطنهم فحملهم على الابداع والتناغم بشكل سلس وسهل وجميل فتوحدوا في هدف رفع اسم بلدهم من خلال العمل الموسيقي فانه جميل وجيد ورائع .

تعلموا ياساسة العراق
المهندس محمد -

اتمنى ان يتعلم ساسة العراق الفاسدين من هؤلاء الشباب المفعمين بالحيوية والنشاط والحب لوطنهم فقد رفعوا اسم بلدهم عالي من خلال حبهم الشديد لوطنهم فحملهم على الابداع والتناغم بشكل سلس وسهل وجميل فتوحدوا في هدف رفع اسم بلدهم من خلال العمل الموسيقي فانه جميل وجيد ورائع .

مرحى فناننا كريم وصفي
عائدة رمضان -

تحية خاصة للمبدع والوطني والصادق مع نفسه الفنان كريم وصفي وقد راقني كل ما قدم في الحفل واثلج قلبي هذا الحضور البهي لاضمامة الورد العراقية الرائعة التي يمثلها هؤلاء الشباب ولعل أجمل ما لمسته هو هذا التعامل الراقي مع الطفل اليتيم الذي يحتاج الى غذاء الروح واعني بها الموسيقى التي تسمو بروحه وتنقله الى عوالم اخرى بعيدة عن مرارة اليتم والطريقة السقيمة التي يتعامل بها معه المجتمع.اشد على يديك فناننا كريم وصفي ورحم الله والدك الفنان المبدع وحقا انت خير خلف لخير سلف

العراقيون
SAMA -

يبقى العراق رمزا للثقافة و المثقفين بالرغم من انوف الاحزاب التي تحاول جر الشعب الى الافكار و الممارسات الدينية التي تخدم مصالحهم فقط. واقول هنا , هل سيتمتع ابناء المحافظات بفرصة كهذه و هل سيلتفت المثقفون لابناء الجنوب؟؟؟ تفرجي يا حكومة لا تخجل بعد من افعالها و كما يقول المثل الخجل نقطة و ليس جرة؟؟؟؟

العراقيون
SAMA -

يبقى العراق رمزا للثقافة و المثقفين بالرغم من انوف الاحزاب التي تحاول جر الشعب الى الافكار و الممارسات الدينية التي تخدم مصالحهم فقط. واقول هنا , هل سيتمتع ابناء المحافظات بفرصة كهذه و هل سيلتفت المثقفون لابناء الجنوب؟؟؟ تفرجي يا حكومة لا تخجل بعد من افعالها و كما يقول المثل الخجل نقطة و ليس جرة؟؟؟؟

يا ريت
SAMA -

ياريت يا استاذ العتابي ان ترفعوا الحفلة على يو تيوب لنعرضها على مواطني الدول التي نقطنها لنقول لهم ان العراق لم و لن يمت و انه ليس عراق المفخخات و الطائفية و حسب. شكرا

يا ريت
SAMA -

ياريت يا استاذ العتابي ان ترفعوا الحفلة على يو تيوب لنعرضها على مواطني الدول التي نقطنها لنقول لهم ان العراق لم و لن يمت و انه ليس عراق المفخخات و الطائفية و حسب. شكرا