أهم عشر أوبرات مستوحاة من أدب شكسبير
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
سيدني: بدأ عرض "ماكبث"، أولى الأعمال الأوبرالية للمؤلف الموسيقي الإيطالي جوزيبي فيردي والمستوحاة من نصٍّ لويليام شكسبير، على خشبة "المسرح الملكي"، في العاصمة الإسبانية مدريد، إعتباراً من يوم 2 ديسمبر/ كانون الأول. ويعد الكاتب الإنكليزي من بين أبرز من ألهموا المؤلفين الموسيقيين لإنجاز أعمالٍ أوبرالية على مدى التأريخ. نستعرض فيما يلي بإيجاز أهمها.
كان الأدب دائماً مصدراً للإلهام في الأوبرا، ويعد شكسبير واحداً من أهم المصادر الرئيسية التي ألهمت العديد من المؤلفين الموسيقيين منذ القرن السابع عشر، عندما إستوحى هنري بورسيل عمله الأوبرالي "ملكة الجنيّات" من مسرحية "حلم منتصف ليلة صيف"، وليؤلف لاحقاً، في 1712 "العاصفة"، إحدى أهم مسرحيات الكاتب الإنكليزي، إلى جانب "عطيل"، و"روميو وجوليت". والمسرحية ذاتها ألهمت المؤلف الموسيقي توماس آديس مؤخراً لتنفيذ الأوبرا التي عرضت لأول مرة، في 2004، على مسرح "كوفيت غاردن"، ومن ثمّ إنتقلت قبل أسابيع إلى مسرح متحف الميتروبوليتان للفنون في نيويورك. وعلى المسرح ذاته، وقبل أقل من عام، قُدمت أولى عروض أوبرا "الجزيرة المسحورة"، التي كتب نصها ووضع موسيقاها المخرج جيرمي سامس مستنداً على أحداث كلٍ من مسرحية "العاصفة"، و" حلم منتصف ليلة صيف".
وبمناسبة العرض الأول لأوبرا "ماكبث"على "المسرح الملكي" بمدريد، الذي بدأ يوم 2 ديسمبر/ كانون الأول، بثوبها الجديد، والتي تشكل أولى أعمال فيردي الأوبرالية المستوحاة من نصٍّ شكسبيري، إرتأينا القيام بإستعراضٍ تأريخي لبعض الأوبرات التي إقتبست موضوعاتها من أدب الكاتب الإنكليزي الكبير.
The Fairy Queen (1962)
هذا العمل عبارة عن شبه أوبرا للمؤلف الموسيقي هنري بروسيل، تتكون من خمسة فصول، ومستوحاة من المسرحية الخيالية الكوميدية "حلم منتصف ليلة صيف" (1595 - 1596).
عرضت لأول مرة في 2 مايو/ آيار 1962 على "مسرح الملكة" التابع لحدائق دورست بلندن. كانت النسخة الأصلية للأوبرا قد فقدت، ولم يتم العثور عليها حتى أوائل القرن العشرين. وبمناسبة االإحتفال بذكراها ال 350 في 2009، تمت مراجعتها من قبل "مؤسسة بورسيل" وبإشراف بروس وود، وأندرو بينوك، ومن بعدهاعرضت ضمن "مهرجان غليندبورن للأوبرا"، شاركت في عزفها "أوركسترا أوف ذا إيج أوف إنلايتمينت"، بقيادة ويليام كريستي، ومن ثمّ تم تقديمها من على خشبة "رويال ألبرت هول"، في إطار برامج ال بي بي سي.
The Tempest (1712)
هذا العمل الأوبرالي هو الآخر لهنري بروسيل، أعانه في بناء أحداثه، مرة أخرى، مواطنه الإنكليزي من أجل إنجاز أوبرا مستوحاة من مسرحية شكسبير التي تحمل العنوان ذاته، وكان كتبها في 1612، ووضعت تحت خانة "الخيال الشعري". وتعد هذه المسرحية الكوميدية من روائع أعمال الكاتب الإنكليزي، حتى يومنا هذا. وبالتعاون بين "أوبرا كوبنهاغن"، و"أوبرا رين الوطنية"، تم عرضها للمرة الأولى في فبراير/ شباط 2004 في "كوفينت غاردن"، منتزعة مديح وإطراء النقاد بها. وبعد إنتقالها إلى أماكن عدة، إستقر بها الأمر في لندن. ومنذ اسابيع قليلة، عرضت من على خشبة مسرح متحف الميتروبوليتان للفنون في نيويورك، تحت أمرة المخرج توماس آديس.
The Comedy of Errors (1786)
قام ستيفن ستورز بتأليف هذه الأوبرا مستنداً على إحدى مسرحيات شكسبير المبكرة "كوميديا الأخطاء" والتي يُعتقد إنه كتبها بين 1592 و1594. وكان ستورز إقترح على لورينزو دا بونتي، عقب النجاح الذي حصدته "زواج فيغارو"، وهي أوبرا ساخرة كتبت في أربعة فصول، من مؤلفات الموسيقي الشهير موزارت التي أنجزها بين 1785 و1786، وعرضت لأول مرة في 1 مايو/ آيار 1786 في فيينا بقيادة مؤلفها نفسه، إقترح كتابة نصٍّ مأخوذ عن شكسبير، فإختار هذه الكوميديا التي كان قدّمها في فصلين. وإستعان ستورز لاحقاً ببعض فقرات هذه الأوبرا في أوبراته الإنكليزية، كما في " نو سونغ، نو سوبر"، و"ذا بيراتس".
Otello (1816)
إستوحى المؤلف الموسيقي الإيطالي جواكينو روسيني هذه الأوبرا من مسرحية شكسبير التراجيدية والتي كتبها بين 1603 - 1604، مبتعداً جداً عن النصّ الأصلي، سواء من حيث المكان أو معالجة بضع شخصياتها، كما هو حال "ياغو". ومع ذلك، فقد إعتبر هذا العمل الأوبرالي راقياً ونموذجاً ناجحاً في إطار الدراما الموسيقية. وقدمت لأول مرة في نابولي في 1816. ورغم قلّة عدد المرّات التي قُدمت على المسرح، إلاّ أن العديد من الأصوات المهمة أعادت تسجيلها، مثل جون أندرسون، وروكويل بليك في 1988، بينما أحدث إعادة لها كان بصوت ميريلا ديفيا، وخوان دييغو فلوريز، وكلاهما يعتبران من أبرز المتخصصين في أعمال روسيني، وهوالتسجيل المأخوذ من العرض الذي تم تقديمه في "كوفينت غاردن" في عام 2000.
وبعد مرور عدة عقود، كان فيردي أعجب بأدب شكسبير، ليعود ويستوحي من مسرحية "عطيل" عمله الأوبرالي الذي حمل ذات الإسم، وعرضها في "سكالا دي ميلان" في 1887.
ومن بين أهم المغنين الأوبراليين الذين أدّوا هذا الدور، التينور الإسباني بلاسيدو دومينغو، في الوقت الذي كان إنريكو كاروسو يستعد لتجسيده على مسرح الميتروبوليتان النيويوركي، فاجأه الموت في 1921. وكانت ماريّا كالاس قد أمتعت محبيها بدور ديزدمونة.
Das Liebesverbot (1836)
العمل الأوبرالي الثاني للمؤلف الموسيقي الألماني ريتشارد فاغنر والأول من ناحية عرضه على الجمهور، وذلك في عام 1904 . إستوحى ريتشارد أحداثها من مسرحية شكسبير "الصاع بالصاع" التي يسود الإعتقاد أنه قد تمّ تأليفها بين الأعوام 1603 و1604. وتصنّف بالعادة بين مسرحياته الكوميدية، لكنها تصنّف اليوم أيضاً بأنها من "مسرحيات افكار" شكسبير. أقيم العرض الأول للأوبرا على "مسرح ماغدبورغو" في ألمانيا في 29 مارس/ آذار 1836، لكنها لم تلق النجاح المطلوب. ومنذ ذلك الحين، لم تعرض إلاّ نادراً، غير ان المايسترو وعازف البيانو فولفغانغ سواليش حاول بعث الروح فيها بمناسبة مرور الذكرى المئوية على وفاة ريتشارد فاغنر، ولا يعرف إن كانت عرضت بعدها على المسرح، وليس مؤكداً حتى الآن إن كان سيعاد عرضها في الذكرى المائتين على وفاته في 2013. وكان تمّ العثور على تسجيل لإحدى العروض التي قدمت خلالها هذه الأوبرا على خشبة "أوبرا غراز" عام 1983 في النمسا. وفي عام 2008، عرضت أيضاً على أحد مسارح نيويورك.
Macbeth (1847)
كانت أول أوبرا يقوم بإنجازها فيردي مستوحياً أحداثها من مسرحية شكسبير، ومن ثمّ تلتها "عطيل"، و"فالستاف". عرضت أوبرا "ماكبث" لأول مرّة على مسرح "بيرغالو" في مدينة فلورنسا الإيطالية عام 1847، وعمد فيردي إلى تأليف عدة نسخ منها، وذلك طبقاً لمتطلبات وأذواق الناس السائدة في ذلك الوقت والمكان، كما حدث أثناء عرضها في باريس عام 1865، عندما طُلب منه أن يدرج فيها لوحة باليه وجوقة ختامية.
وفي عام 1938 تمت مراجعة الأوبرا لتضمّ كلا النسختين. وتعد حالياً من بين أكثر أعمال فيردي الأوبرالية التي عرضت على المسارح. وقد بدأ تقديمها في مدريد إعتباراً من الإسبوع الماضي، بنسخة من توقيع المخرج الروسي دميتر تشيرنياكوف، وكانت عرضت في روسيا، وعلى خشبة "أوبرا باريس".
Romeo and Juliet (1867)
قام الموسيقي الفرنسي تشارلز جاونود، الذي إشتهر من خلال أوبرا "فاوست" 1859، بالإعتماد على مسرحية شكسبير الدرامية "روميو وجوليت، 1595" لتأليف موسيقى هذه الأوبرا. وعرض هذا العمل المسرحي والموسيقي والذي كتبه كل من جوليس بابر وميشيل كاري في 1867 على "مسرح شاتليه" في باريس. وتبرز في النوتة الموسيقية الخاصة بهذه الأوبرا الثنائيات الأربع لأبطالها، وكذلك أغنية الفالس للسوبرانو. ومن بين تسجيلات الأوبرا المتوفرة، يمكن الإشارة إلى تلك التي أطلقتها شركة "إي إم آي" للموسيقى، في 1984 من أداء التينور ألفريدو كراوس، وبرفقة كاثرين مالفيتانو، وجينو كيليكو، وغابرييل باكير، وأخيراً خوسيه فان دام، وبمصاحبة أوركسترا وكورال "كابيتول دي تولوس"، وقيادة المايسترو ميشيل بلاسون.
Hamlet (1868)
أنجز المؤلف الموسيقي الفرنسي أمبروس توماس هذه الأوبرا معتمداً على نصٍّ كتبه ميشيل كاري وجوليس بابر المستوحي هو الآخر من تراجيديا "هاملت، 1601"، واحدة من أهم مسرحيات شكسبير. وتوماس المعروف بعمله الأوبرالي الناجح "ميغنوم"، حقق ذات النجاح، عقب العرض الأول لهذا العمل الموسيقي على "مسرح باريس" في 1968، ولكنه أصبح طيّ النسيان بعد وفاة مؤلفه عام 1896. وعاد العمل إلى خشبات المسارح في أعوام الثمانينات من القرن الماضي. وعرضت هذه الأوبرا لأول مرة على مسرح متحف الميتروبوليتان للفنون في نيويورك في 1884، وأيضاً في 1897. وفي إسبانيا، تم عرضها على مسرح "لوسيو" في 2003، بمناسبة مرور 400 على تأليفها. جسّد الأدوار الرئيسية فيها سايمون كينليسايد، والفرنسية ناتالي ديسين، غير أن القسم الأكبر من النقد الذي كتب عن هذه الأوبرا جاء بسبب من التغيير الذي طرأ على نهاية العمل.
Falstaff (1893)
قام فيردي بتأليف هذه الأوبرا مستوحياً أحداثها من ملهاة شكسبير "زوجات وندسور المرحات، 1601" والتي تضمنت مشهداً من مسرحية "هنري الرابع" للكاتب الإنكليزي ذاته. وكانت هذه آخر أوبرا للمؤلف الموسيقي الإيطالي، وثاني عمل كوميدي له، وعرضت للمرة الأولى على مسرح "لا سكالا" في ميلانو عام 1893، محققةً نجاحاً كبيراً. ومثلما حدث في "ريغوليتو"، يقع الثقل الأكبر في هذه الأوبرا على مغني الباريتون (نوع من أصوات الغناء الرجولي والتي تحتل نطاق في المجال الصوتي بين باس وتينور)، وهو الدور الذي أداه، من بين أسماءٍ أخرى، جياكومو ريميني، وتيتو جوبي، وديتريش فيشر- ديسكا، وريناتو بروسون، وبراين تيرفل. وقام الباريتون الكتالوني جوان بونس، الذي إعتزل الغناء الأوبرالي حديثاً، بأداء هذا الدور أيضاً على "مسرح سارسويلا" الإسباني في عام 1983، بمعية بيلار لورينغار، وإخراج المسرحي لويس باسكال.
A Midsummer Nightrsquo;s Dream (1960)
نقل المؤلف الموسيقي الإنكليزي بينجامين بريتن المسرحية الكوميدية "حلم منتصف ليلة صيف" لشكسبير إلى لغة موسيقية معاصرة، في ثلاثة فصول، وتعاون في كتابة النص مع بيتر بيرس، دون إجراء التغيير على جميع شخصيات المسرحية الأصلية، ولكن تم تطويع أحداثها لتلائم المدة التي تستغرقها الأوبرا. وقد أنجزها في ظرف تسعة أشهر من أجل عرضها في 11 يونيو/ حزيران 1960، ضمن "مهرجان ألدبيرغ"، وبمناسبة إفتتاح قاعة "جوبيلي" بلندن، بعد ترميمها.
وإدوارد بينجامين بريتن، بارون بريتن (1913 - 1976)، مؤلف موسيقي، وقائد أوركسترالي، وعازف بيانو، وأول موسيقي ينال لقب بارون.
(2011) The Enchanted Island
موسيقى هذه الأوبرا من تأليف مونتيفردي هيندل، وفيفالدي، وجلوك، وهايدن، وموزارت، وهي أحدث عمل أوبرالي يستند على أدب شكسبير. ومن أجل بناء أحداثها، إستعانوا هؤلاء بنصين للكاتب الإنكليزي، هما "حلم منتصف ليلة صيف"، و"العاصفة". وقدّم أول عرض لها في شهر ديسمبر/ كانون الأول من العام الماضي 2011، على مسرح الميتروبوليتان في نيويورك.
كان عرض أوبرا "الجزيرة المسحورة" بمثابة التحليق عالياً، حيث الخيال البعيد، مع أفضل الأصوات الأوبرالية، مثل جويس ديدوناتو، وديفيد دانييلز، ودانييلي دي نيس، ولوكا بيساروني، وليسيت أوروبيسا، إلى جانب صوت التينور الإسباني بلاسيدو دومينغو، الذي جسّد دور زيوس، كبير الآلهة.
وهذه الأوبرا التي تمكن من متابعتها الملايين من المشاهدين في جميع انحاء العالم، من خلال البث الحي والمباشر، صدرت حديثاً على شكل دي في دي.