ثقافات

رقصـــات روح... في ساعة ألم

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

كطائرٍ قادمٍ من الضباب، يحلّق في السماء، رغم تكسّر جناحيهكمطرٍ منهمرٍ على حقول النار، رغم انقشاع الغيومكحلمٍ سرمدي في ليالي الصيف، رغم ضجيج العربات وطنين الحشراتكوهمٍ بالجنة البيضاء، لإبليسٍ ملعونكسربِ عصافير تطير بجنون، فوق جيوشٍ تتقاتلكنورٍ يتألق في ظلام مُوحش، رغم العتمة... رغم العتمةككل الأشياء العنيدة في الكون... تبقى الروح، تعشق الرقص.
***وقفتُ على مشارف ظلمات الأرض الموجعة أبحث عن حبيباتي الصغار، أناديهن، بلا صوت، بعد ألف عام من الهجرة والقسوةأجول ببصري المقلوع في نقوش الأجساد الممتدة أماميأحاول لمس الحوريات الطائرات بأطرافي المبتورةأحاول فعل أيّ شيء، يعيد لي، حبيباتي الصغار.
***لقد جاءت ساعة الحساب في رقعة الأرض، لا أملك في تجرّدي هذا إلّا حزمة ضوء خضراء خافتة تشع من ألميالآن فقط، أدركتُ أنّ ألمَ الإنسان هو أطهر شيء في الوجودالآن، وقد انسحبت كل أوراقي من مُـقرر الحياة والوجود أبحث عن أكثر من حبيبة... عن أكثر من ضحيةعن كل مخلوق طار بحزنه بعد لقائي بهاأحاول فك طلاسمه، لأجل أن يعيش بعدي مفكوك الطلاسم... لا غير.
***إنه ألق الحياة، وأحلى ما في الحياة أنه {كلما ازددّتَ ألماً... زدتَ نوراً وجمالا}لقد رأيتُ العشاق على مشانقهم وهم سعداء، فيما المُسوخ كانت في قصورها تتقيأ وتمورفإلام هذا الولع بالكون يا صاحبي؟ وإلام هذا الحزن في نقش الحروف؟حَكمَ الإله بأن لا نلتقي... والحُـكمُ دوماً للإله.... وللقوي!فتعال معي الى حيث أسكن أنا، في خلوة مجردة من مخلوقات الوجود، في بقعة طاهرة تزورها الملائكة عند الغروب، تعال معي واستنشق عطر الإله في غرفتيفأنا أحلمأنـي والإله وحبيباتي الصغار نلتقي.
***في كل يوم لي عرسٌ ومذبحةٌ ورؤوس تتدحرج، في ساعات نقرأ فيها أنا والحبيب، تراتيل الويل، ونمزق صحف الإنجيلما لنا نمزق الأوراق المقدسة؟لا تخف ولا تحزنلن يصيبك من المجنون إلّا سحر قهقهاته، وسحر قهقهاته، هو المسافة بين أن تأتي أو لاتأتي، فتعال وخذ مني هذا، واعطني ثوبك الأسود، لأني بدأتُ أحسّ بالبرد من صمتك، فمتى ستتكلم؟أيها القابع خلف أشجار البلوط الخرفةمتى ستعترف بعشقك للدمللجريمةلتمزيق أشيائي الجميلة؟أتنتظر سقوطي؟ لا، لن اسقط، فأنا ومن زمن الأحجار الأولى، أسجدُ على حجر!أتريد أن تحرق شعوبي؟ لا، شعوبي شربت النار من ثدي الجمر!أتريد أن أصغر وأصغر حتى تفترسني بفمك الجميل، الدقيق؟ لا، أنا لن أدخل مدن الأنياب، دخلتها مرة واحدة في زمن العتمة، فعرفت كل الأبواب.كفاك عنداً وتعال نتفاوض على صفقة، أنا من يبيع وأنا من يشتري، وأنا من يُقرّر، أرأيت عدلي؟ تعلمته منك.
***أقدِمنَ ياحبيباتي الصغار، وكفى قدوماً في الأحلام، كفى هروباً، سأحكي لكنّ حكاية، عن ظالم وجارية، ومملوك وأميرة، وبائعة للخضرة حزينة، سأحكي لكـُنّ أسرار الرحيل في بلد النهاية، يوم عشنا وعشقنا، وذُبحنا فذبَحنا، يوم كانوا وكنـّا، نتلمس ضوء الحب بأيدينا.أقدمنَ يا حبيباتي الصغار، أملأ لكـُنّ من الحُبِ جرار، لـَـكـُنّ الجنة ولي النار، إذ تعشق الأرواح، الجميلاتُ الصغار.
***بقي في الحياة لحظة عندٍ واحدةفلنقتسمهالكُنّ جزء، ولي تسعة أجزاءلأني من ذبح الأشياء، ولأني لا أرضى بأنصاف الحلول، ولأني لا أعتقد بلعنات الجان، ولا أغني في زمن الجماداتياصاحبي... سأعطيك هياكل تحيط بمعبد روحي، وهياكل أخرى من معبد روحي، وأعطيك أحلى ساعة من عمري، وأعطيك فرسَي الأبيض الذي يطيريطير وقت الشدّة، افعلْ به ما تشاء... فهل ستعطيني رقعة من بلدي كيما عليها أموت؟فكم من العذارى هربن من الشمس حياءا؟وكم من قديّس اعتقلوه في خمّارة أو بيت دعارة؟كم ضفيرة للساحرات ضفرتها؟وكم؟ وألف كم؟هذا الكون صارَ فيه اعوجاجٌ خطير!
***سأصعد رغم ضعفي الى قمة الهرم المسمى هرم الموت، لكني لن أرحل، حتى أصفيّ حساباتي، وحتى أكتب آخر لعنة بحق حبيباتي الصغار، وأكتب لهن، كم كانت الحياة حلوة بمنظر الدم والحبسأصعد، حيث لايعثر عليّ ملك الموت، سأختبئ تحت جناحيه، بين ريشة سوداء وأخرى سوداءلن أنحشر بعد اليوم في الألوان، فأهنأ بأحلى حياة، وأنا هناك، في حضن الموتسئمت هذا الكوكب الغبي، يدور ويدور، لا أدري عن ماذا يبحث؟هل أصابه الاكتئاب من تواجدي عليه؟أم هو عاشق ويبحث مثلي، عن حبيباته الصغار؟أم أنه من ألمي ووجعي، يدور ويدور؟دع عنك كل هذا الهراء، وتعال انظر الى روحي وهي تحاط بالألم، تعال وانظر ماذا نفعل بعد انتصاف الليل؟ وكيف نرقص؟ ولم نرقص؟ وماذا نحكي حين يصير القمر بدراً؟ من حكايات وأشعار، تعال العب واطرب معنا، وانظر كيف تتقلب ألواننا من الأصفر الى الأزرق الى لون جديد يصدر صوتاً حينما يأتي، وحينما تأتي أنت، املأ كأسك من ألمنا، تعال ادخل {رُحماك} الى روحي وأوقفها من جنون الرقص.
Ayoobeat@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف