أسرة مصطفى جمال الدين.. ترفض مجددا نقل رفاته من دمشق
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
وقال الشاعر محمد نجل الشاعر الراحل مصطفى جمال الدين: الامر.. هو ليس ممانعة بقدر ما هو الاشارة الى الموقع الذي عرف به مصطفى جمال الدين كضريح وقبر ومزار في الوقت الحاضر في العاصمة السورية دمشق، فأصبح ضريحه مزارا لكل مواطني الدول التي تزور دمشق من جنسيات مختلفة عندما يزورون (السيدة زينب) ويدخلون الى مقبرة السيدة زينب الجديدة، التي يسميها البعض (مقبرة الغرباء)، وانا لا اسميها بهذا الاسم لان الذين فيها ليسوا غرباء بل ان 80% من المدفونين فيها من العراقيين، مثلما فيها سوريون ومن جنسيات مختلفة، فضريح السيد مصطفى صار دلالة منذ ان انشيء عام 1996 الى اليوم، وهذا المزار لمن يزوره يلاحظ الفن في معمار الضريح الذي توشح بالشعر، من قلائد شعر السيد مصطفى، فهناك على واجهة الضريح مطلع قصيدته في بغداد (بغداد ما اشتبكت عليك الاعصر / الا ذوت ووريق عمرك اخضر)، ومن الجانب المقابل لضريح شاعر العرب الاكبر الجواهري تجد بيت شعر (نحن العراق شموخه واباؤه/ وكريم ما اعطى بنوه وانجدوا)، ومن الجانب المواجه لمرقد السيدة زينب نلاحظ حنينه الى الوطن عبر بيتين من الشعر (ويا وطنا لو ان الخلد ازرى برونقه لقلت له حسود)، ومن الجانب المقابل للباب هناك تعريفه للوطن.
واضاف: ما يضمه هذا المزار يوضح مدى التعب الذي بذلناه في بنائه فضلا عن الفن في داخل الضريح، حيث تجد 300 بيت شعر مختارة من شعره حفرت على الرخام بأيدي فنانين سوريين نحاتين فضلا عن خطاط مشهور في سورية، فضلا عن ان متطلبات نقل الرفات كثيرة، فهناك لابد من اجراءات عديدة للنقل اذا ما فكرنا في النقل، منها المفاتحات بين وزارة الخارجية السورية والخارجية العراقية وصرفيات مالية طائلة، انا ارى، مع شكري لكل من تحمس لنقل الرفات، ان بقاء الرفات في دمشق افضل، فضلا عن مواجهات داخل الاسرة ذاتها، فنحن ابناء مصطفى جمال الدين ثمانية ابناء، ربما من الصعوبة ان يوافق جميعهم على هذا المقترح اذا ما تبناه أحدنا، وبشكل عام نحن كعائلة نريد بقاءه هناك مهما تكن الظروف، ولكننا نرى هناك بدائل اخرى، مثل ان يعمل الاخر لمصطفى جمال الدين وللجواهري ايضا مركزا ثقافيا او صرحا علميا في النجف، مدينتهما، يحفظ تراثهما، وانا شخصيا ألتقيت بالسيد محافظ النجف في بيته، وقال: نحن لدينا تخوف من الاحداث الحالية في سورية وربما يتعرض القبر الى الهدم، انا اجبته: ليكن قبرا الجواهري ومصطفى جمال الدين شاهدي عصر على قسوة نظام ابعد الثقافة العراقية والنخبة الثقافية العراقية، هذان سيكونان ايضا شاهدي عصر على لؤم او حقد اخرين اذا ما تعرض القبران للهدم فعلا.
واوضح محمد: لم نجد في وصيته ما يشير الى نقل رفاته في العراق بقدر ما كان يعرف انه سيدفن في سورية، فالراحل كان كان يعتز بدمشق، وحسب ما سمعت من مقابلات كثيرة معه، انه ما كان يجامل بقدر ما، انه يقول وجدت طيبة الناس، والحفاوة التي استقبلنا فيها الشعب طيلة السنوات التي عاشها في سورية ويقول عنها: كأنني اعيش في العراق او في النجف ولم اجد نفسي غريبا، لذلك كان اعتزازه من هذا الجانب حيث انه عاش في سورية من عام 1984 لغاية 1996، اي نحو 12 سنة عاش في سورية، ولما توفى تم تشييعه بما لم تشهد دمشق مثل تشييعه الذي اشتركت فيه كل الفئات من عراقيين وسوريين وعرب والادباء العرب ومسؤولين سوريون، انه مات 23 / 10 / 1996، بينما الجواهري مات في 28 / 7 / 1997 مصطفى جمال الدين مات عن 69 عاما فيما الجواهري مات عن 100 عام !!.