لندن تغني وترقص تحت المطر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يوسف يلدا - سيدني: تبدأ أولى عروض العمل الموسيقي الجديد (الغناء تحت المطر)، من إنتاج (ويست إيند) اللندنية، والمستوحاة أحداثه من فيلم جين كيلي الرائع (الغناء تحت المطر، 1952)، يوم الخميس 16/02/2012.
من بين أروع المشاهد الفيلمية التي قدمتها السينما لروادها، على إمتداد تأريخها، مشهد جين كيلي وهو يغني ويرقص في فيلم (الغناء تحت المطر). لم و، ربما، لن يتكرر هكذا مشهد مرة أخرى، إلاّ أن شركة (ويست إيند) في لندن، إرتأت أن تقدم، هذه الأيام، عملاً موسيقياً تستند قصته على جزء ذلك الفيلم الخالد، الراسخ أبداً في الذاكرة، والذي أنتج في العام 1952.
وعلى خسبة مسرح لندني، يتحول العمل الموسيقي (الغناء تحت المطر) الى عرضٍ، ترفع من شأنه مجموعة من الممثلين المقتدرين، ولوحات راقصة في غاية الروعة، تعمل على إعادة مناخات الفيلم، من دون أن يطرأ أي تغيير على النص الأصلي، الى جانب الأجواء المرحة والفكاهية التي تتخلله، وبصورة خاصة أمطاره الغزيرة التي تزيد من دفء وحرارة المشهد.
ومما حفّز (ويست إيند) على المضي قدماً في عرض هذا العمل الموسيقي، النجاح الذي حققه خلال مهرجان جيجستر للمسرح خلال الصيف الماضي، لقدرته على المزج بين الإمكانات النوعية للممثلين المشاركين فيه، وللجانب الترفيهي الذي ميّزه عن غيره من الأعمال السابقة. وعلى الرغم من عدم إستعانته بتقنياتٍ حديثة، فقد إكتفى النقاد الذين إنحازوا للعمل، بالمتعة الحقيقية التي منحهم إياها طوال مدة العرض.
يقوم آدم كوبر، العضو السابق في (باليه رويال)، بتألق مدهش، وتقنية عالية، بأداء الشخصية الرئيسية (السيد لوكوود)، ممثل الأفلام الصامتة الذي يضطر للتكيف مع مرحلة الصوت في الأفلام، والذي لم يجد أدنى صعوبة في ذلك، على عكس الممثلة (لينا لامونت) التي تقاسمه البطولة، التي تملك صوتاً كما الصافرة، ونبرة بروكلين التي لا تطاق. وكما هي نهاية الفيلم الأصلي، يحتوي العمل المسرحي على فيديو بتصوير أبيض وأسود، يروي للمتفرج أولى المحاولات الفاشلة لكلا الممثلين لأداء الدور مرفقاً بالكلمات. ويستمر العمل الموسيقي الذي تتخلله أغانٍ لا تنسى، مثل أغنية (ميك ذيم لاف)، الذي قام بأدائها على الشاشة الكبيرة دونالد أوكونيل، في حين تتردد كلماتها، هذه المرة، على لسان غراسيا دانييل كروسلين في شخصية كوزمو.
وبالفعل تستحق المغنية والراقصة الرائعة سكارليت سترالين كل المديح، وهي تترنم بلحن أغنية خالدة أخرى، هي (يو وير مينت فور مي)، بعد أن أدتها، قبل نحو من نصف قرن، ديبي رينولدز، ونالت شهرة واسعة بسببها، بعد أن كانت غير معروفة، على نطاق واسع، في الوسط الفني، وكذا يقال عن حركات سترالين الراقصة، والتي قام بتصميمها أندرو رايت.
وإذا كانت الأعمال الموسيقية تشكل الترياق الذي يعالج هموم الناس اليومية، وبصورة خاصة خلال الأزمات، يكون العمل الموسيقي (الغناء تحت المطر)، خير من يرفع من معنويات جمهور (بالاس ثييتر)، خلال القادم من الأيام، وإبتداءاً من اليوم.