أكبر معرض عن "بيكاسو والفن البريطاني الحديث"
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
ويقول الناقد الفني ريتشارد دورمنت إن المعرض أخذ موضوعا ثانويا مثل تأثير بيكاسو الذي اقتصر على حفنة من الفنانين البريطانيين وحوّله الى إدانة للثقافة البريطانية في النصف الأول من القرن العشرين. واعاد دورمنت التذكير بأن الجمهور البريطاني حتى العقود الأخيرة من القرن التاسع عشر كان يخلط بين التجديد في الفنون التشكيلية والبصرية والفوضى السياسية. وفي مطلع القرن العشرين، عندما أُقيم معرض في لندن لأعمال مونيه وديغا ومانيه ورينوار بيع منها أقل من عشرة أعمال. ولاقت المصير نفسه معارض لفناني ما بعد الانطباعية أُقيمت في 1910 و1912. ومن المؤشرات الأخرى على اعتلال الثقافة البريطانية وقتذاك ان شيوخ النقد الفني التقدمي في بريطانيا مثل روجر فراي وكلايف بيل لم يفهموا عمل بيكاسو في أي فترة من فترات حياته الفنية.
وفي حين ان جون غولدنغ وصف التكعيبية بأنها "اعظم ثورة فنية منذ النهضة الايطالية" فان متحف تيت لم يقتن لوحته الأولى من لوحات بيكاسو التكعيبية إلا في عام 1949.
وفي مثل هذه الأجواء لم يكن مستغربا ان تُصاب الثقافة البصرية البريطانية بالركود. ولم يكن بمقدور الجمهور البريطاني ان يتذوق الفن الجديد ويقدره إذا كانت الصالونات والمتاحف العامة نفسها لا تعرضه. والمفارقة انه عندما أقدم متحف تيت أخيرا على تنظيم معرضه الأول لأعمال بيكاسو في عام 1960 استقطب أكثر من 460 الف زائر في غضون شهرين.
وفي هذا السياق ينظر معرض "بيكاسو والفن البريطاني الحديث" الى طريقة الفنانين البريطانيين في فهم عمل بيكاسو. وما استعاروه منه كان من المحتم ان يتأثر بالاسلوب الذي كان بيكاسو يستخدمه وقت اكتشافهم له فجاءت لوحة دنكان غرانت التي سماها "بيكاسو" تكعيبية فيما جاءت لوحة فرانسيس بيكون سوريالية.
يعتبر "بيكاسو والفن البريطاني الحديث" اول معرض يقتفي صعود بيكاسو في بريطانيا بوصفه فنانا صاحب رؤية مثيرة للجدل. وتشكل الأعمال الفنية الرائعة التي يضمها المعرض دليلا يبين كيف اصبح الفن البريطاني فنا حديثا.