مشاهد صراعات معرض الرياض للكتاب تتكرر قبل بداية الحدث

سعيد الجابر من الرياض: عادت مشاهد الصراعات على فعاليات المعرض الدولي للكتاب الذي سينطلق في السادس من الشهر القادم في العاصمة السعودية الرياض، وشهدت بعض مواقع التواصل الاجتماعي طوارئ من بعض الموصوفين بالمحتسبين لوقف ما يعتبرونه مخالفات داخل المعرض وبعض ما يحتويه من كتب.

الرياض: بادر عدد من ممن يسمون أنفسهم بالمحتسبينإلى إطلاق حملات الحسبة بعيدا عن صورتها الرسمية، مطالبين الناشطين بمحاربة "المنكرات" لمراقبة فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب، الذي تنطلق فعالياته في العاصمة السعودية الرياض في السادس من شهر مارس ٢٠١٢ وتستمر عشرة أيام.
وفي متابعة للمشهد قبل الحدث؛ ألمح دعاة الرقابة -بحسب نهجهم- إلى وجود العديد من المنشورات المخالفة للنشر، مشيرين في سياق حديثهم للمتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي أن هناك بعض الكتب التي تمس العقيدة وهي أشد خطراً من حديث "كشغري" وفق وصفهم.
جاء ذلك في رسائل مختلفة وجهها أحدهم ومنها ما خص بها وزير الثقافة والإعلام السعودي الدكتور عبد العزيز خوجة عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" قال فيها: " لتعلم أن ما يباع علانية في معرض الكتاب من كتب فيها سب لله ورسوله لهو أحق بالبكاء والغضب، إذ لا يقارن بتغريدات كشغري".
إثر ذلك رأى مراقبون أن ما جرت العادة عليه في محتويات ومعروضات معرض الرياض الدولي للكتاب لهو "أب للثقافة وأم للأدب"، مستنكرين ما يشنه بعض المتشددين في ربط المؤلف القيم بالأخطاء الفردية إن حدثت، مشيرين إلى المضمون الذي يزخر به المعرض كل عام من المؤلفات ذات القيمة المعرفية والعلمية في مختلف العلوم الدينية والدنيوية.
وفي خطوة وصفت بالجريئة دعا أحد المستخدمين في حسابه على تويتر الى إقامة الاعتدال؛ ولكن ليس للصلاة بل لسد ثغرات الشيطان في معرض الكتاب -على حد تعبيره - قائلاً: "اقترب معرض الكتاب ... استووا واعتدلوا أيها المحتسبون، لا تدعوا فرجاً للشيطان".
الصور الطاغية على المشهد حاليا هي ذاتها الصور التاريخية الماضية لمعرض خلال الدورات الماضية، فقد شهد المعرض العام الماضي ٢٠١١ اعتراض العديد من المتشددين للصحافيين وزوار المعرض من النساء وبعض دور النشر العربية بعبارات صارمة لم يسلم منها وزير الثقافة والإعلام حينها، فيما ندد مفتي عام السعودية الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ باقتحام عدد من المتشددين للمعرض واصفاً ذلك الاحتجاج بـ"الغوغائية" غير المقبولة.
وفي ٢٠١٠ فوجئ زوَّار المعرض بفوضى سبّبها وجود عدد من المتشددين الذين كانوا يتجولون ويطالبون الزائرات ب(التستر وتغطية الوجه) فيما حضر رجال الأمن وطوقوا المتشددين واقتادوهم - بعد مقاومة واعتراض - خارج مقر المعرض، وحينها تبين أنهم لا ينتمون إلى جهاز الحسبة وفق بيان له.
وكانت وزارة الثقافة والإعلام السعودية اشترطت هذا العام ٢٠١٢ أن تكون الكتب المشاركة في المعرض مجازة من الجهات الرقابية في البلاد، وأن تكون الجهة التي تتقدم للمشاركة في المعرض "دار نشر" أصدرت 30 كتاباً فأكثر، كما حملت وزارة الثقافة والإعلام المسؤولية لجميع دور النشر في ما يعرض في جناحها خلال فترة إقامة المعرض.
كما أكد وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية ناصر الحجيلان أن الوزارة ستكرم في هذا العام الأديب الراحل عبدالكريم الجهيمان ضمن فعاليات المعرض، كما ستحل مملكة السويد ضيف شرف المعرض في الدورة الجديدة.
وتتردد أنباء صحافية عن مقاطعة أعداد كبيرة من دور النشر السعودية، المشاركة في معرض الرياض الدولي للكتاب هذا العام ٢٠١٢ اعتراضاً على السياسات الجديدة التي انتهجتها إدارة المعرض، لمنح فرص المشاركة لدور النشر الأجنبية.
الجدير بالذكر أن الوزارة المعنية بالثقافة والإعلام في السعودية قد حددت الحالات التي تعتبر مخالفة في المعرض كعرض أو بيع الكتب والمواد الثقافية غير المجازة من وزارة الثقافة والإعلام، وعرض وبيع الكتب والمواد الثقافية المزورة، والمواد الثقافية غير الواردة في دليل المعرض. كما اشترطت الوزارة عدم توزيع الكتب والمطويات والأشرطة أو المواد الثقافية من دون موافقة خطية مسبقة من إدارة المعرض قبل الافتتاح بأسبوعين.