رافائيل ألبرتي يُبعث من جديد في بوينس آيرس
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
ويحمل ديوان "الحب والملائكة"، الذي تصدر طبعته الثانية في الأرجنتين، ويطّلع الجمهور لأول مرة على قصائده، يحمل بين طيّاته قصائد حب مختارة قامت بإنتقائها إبنة الشاعر أيتانا، رداً للحب الجميل الذي منحه إيّاها والدها خلال السنوات التي عاشتها في المنفى، في بوينس آيرس، لأكثر من عقدين تقريباً.
وفي حوار أجرته معها وكالة الأنباء الأرجنتينية "تيلام"، قالت أيتانا ألبرتي: "أن أول طبعة من هذه المختارات الشعرية التي كتبها والدي، كانت أصدرتها، في عام 1997، مجلة ليتورال، في ملقا بإسبانيا. وأما التي نحن بصدد تقديمها في المركز الثقافي "ريكوليتا" في بوينس آيرس، فهي خاصة بمنشورات أويتيمو راينو، وهي الطبعة الخامسة لهذا الكتاب".
وتقول الكاتبة التي تقيم في كوبا منذ عام 1984، "الفرح يغمرني وأنا أطبع هذا الكتاب في بوينس آيرس، المدينة التي فتحت ذراعيها للمهاجرين الذين قدموا من إسبانيا، وبصورة خاصة والديّ".
وهذه المختارات التي تحتوي على مقدمة بقلم الكاتبة غراسييلا آراوز، والتي حاولت إحتواء كل أعمال ألبرتي، إبتداءاً من أشعاره السابقة التي تضمنها باكورة كتبه "بحار على اليابسة"، وحتى آخر ما كتبه، ليس في الشعر فقط، بل في مجال المسرح والنثر أيضاً.
يحتوي الكتاب على عشرة أجزاء، وتشكل ملائكة ألبرتي المعروفة، الركيزة الأساسية له، حيث تمثّل الإنسانية في أوجّ صورها، ولتمر بكل ما يعانيه الإنسان من عذابات، ومن بينها معاناة الحب. وهكذا تتناثر بين صفحات الكتاب قصائد مثل "ملاك الفجر"، و"الملائكة القاسية"، و"ملاك السيرة"، و"ملاك غونغوري"، نسبة الى الشاعر والمسرحي الإسباني المعروف لويس دي غونغورا "1561 - 1627"، وغيرها.
تتذكر أيتانا ألبرتي قائلةً: "كان والدي على دراية عميقة بالأدب الإسباني الكلاسيكي والعالمي، وكذلك بالتيارات الأكثر ثورية في زمنه. فقد وظّف القافية الكلاسيكية، حيث إعتبر خير من كتب في السوناتا، والشعر الحر، والقصائد التجريبية. وفي هذا يبدو قريباً من بيكاسو، من حيث أن تنوع الأساليب لدى الرسام، يشبه ما كان يتمتع به والدي، ولكن في الشعر.
وتشير أيتانا أيضاً الى "جيل 27"، الذي ضمّ نخبة من المفكرين والفنانين والأدباء الأسبان في العام 1927، التي حاولت رد الإعتبار للشاعر لويس دي غونغورا والتراث الإسباني، وتبنت بحماسها وإندفاعها الأفكار الثورية من أجل التغيير، من خلال كتاباتها وأشعارها. غير أن الحرب الأهلية كانت قد دمرت كل ذلك بوحشية. وفي النهاية، دفع إنتصار الفرنكوية أغلب الذين شكلوا جيل 27، الى خارج حدود إسبانيا، حيث المنفى.
وتعود أيتانا بذاكرتها الى حياة والديها في المنفى لأكثر من عشرين عاماً في الأرجنتين: "حملوا أشعارهم وكرامتهم وعزّة النفس معهم، والى جميع بقاع العالم، حيث إستمروا هناك في الكتابة، والحنين الى الوطن المفقود يملأ قلوبهم، في الوقت الذي أعطوا، بكل سخاء، ما يمتلكون من معرفة وخبرة الى أناس الأرض التي إحتضنتهم ومنحتهم الدفء".
وخلال سفرتها الأخيرة الى الأرجنتين، تتذكر أيتانا المولودة في بوينس آيرس، أشعار والدها، ومن بينها تلك القصيدة المستوحاة من المناظر المحيطة بهذه المدينة الجميلة ومعالمها، مثل "بلازا فرانسيا"، و"كلية القانون"، والميناء، والنهر الذي في الخلف.
ibrahimyousif@hotmail.com
التعليقات
اين شعره
محمود -غالباً ما تكون كتاباتك تعريفية كما لو كانت مادة لطلبة المدارس . مجرد استعراض عن الولادة والموت وما بينهما . ينبغي ذكر بعض نصوصه الشعرية والتعريف باسلوبه . مع ذلك جهدك سخي تذكرنا بين حين وآخر بمنْ نسيناهم .
زمن الشعر
متابع -قرأت مختارات من شعر رفائيل ألبرتي، مترجمة للعربية، ثم مترجمة للسويدية. شعره رائع، وخصوصا في البدايات وقبل أن تفسد السياسة نتاجاته اللاحقة. وكان بابلو نيرودا، في مذكراته، قد تكلم بصورة حميمة عن البرتي وشعره؛ حيث وضعت كلماته كمقدمة لأعماله الشعرية المترجمة للعربية. وبرأيي المتواضع، فإن ألبرتي كان يستحق نوبل أكثر من نيرودا؛ إلا أن هذا الأخير حصل عليها في غمرة الموجة اليسارية العالمية المؤيدة لحكومة الوحدة الشعبية في تشيلي ببداية السبعينات. وللأسف فإن مذكرات رفائيل البرتي لم تترجم للعربية، مع أنها لا تقل روعة وغنى عن مذكرات نيرودا التي ترجمت للعربية مبكراً. لقد كان البرتي ضحية للسياسة حيا وميتا.
زمن الشعر
متابع -قرأت مختارات من شعر رفائيل ألبرتي، مترجمة للعربية، ثم مترجمة للسويدية. شعره رائع، وخصوصا في البدايات وقبل أن تفسد السياسة نتاجاته اللاحقة. وكان بابلو نيرودا، في مذكراته، قد تكلم بصورة حميمة عن البرتي وشعره؛ حيث وضعت كلماته كمقدمة لأعماله الشعرية المترجمة للعربية. وبرأيي المتواضع، فإن ألبرتي كان يستحق نوبل أكثر من نيرودا؛ إلا أن هذا الأخير حصل عليها في غمرة الموجة اليسارية العالمية المؤيدة لحكومة الوحدة الشعبية في تشيلي ببداية السبعينات. وللأسف فإن مذكرات رفائيل البرتي لم تترجم للعربية، مع أنها لا تقل روعة وغنى عن مذكرات نيرودا التي ترجمت للعربية مبكراً. لقد كان البرتي ضحية للسياسة حيا وميتا.