ثقافات

الموسيقار محمد بوليفة: "تلحين الفصيح ضرورة للارتقاء بالأغنية العربية"

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

كامل الشيرازي من الجزائر: يبدي الموسيقار الجزائري المخضرم "محمد بوليفة" قناعة بأنّ اهتمام الملحنين أكثر بالشعر الفصيح، سيجعل الأغنية العربية أكثر ثراء وجمالا وزهوا، منوّها بخصوصية المقام العراقي.
وفي مقابلة خاصة بـــإيلاف، حمّل بوليفة المنتجين مسؤولية انتفاء صناعة نجوم في الجزائر، بجانب بقاء أنواع عديدة من الأغنية التقليدية في الظلّ.
bull;الأستاذ محمد بوليفة باعتباركم واحد من أهم عمالقة الموسيقى في الجزائر، كيف تقيمون راهن الحركة الفنية هناك، وماذا عن مقاربتكم للنسق الإبداعي في دول الجوار والعالم العربي؟
-راهن الحركة الفنية الجزائرية في ركود، حين نتكلم عن حركه فنيه يعني أنّ هناك فعلا ابداعيا يدعوك إلى التفاعل معه ، لكن الملاحظ أنّ ما يقدم الآن يدفعك الى التساؤل: أين الشعراء؟ .. أين كتّاب الكلمات وكذا الملحنين؟ هل يئسوا، هل غابت الدوافع التي تجعلهم ينفضون الغبار عن ابداعاتهم؟.

في السابق، كانت مؤسسة الاذاعة والتليفزيون تحتضن أعمال المبدعين وتبثها على الإذاعة أو التليفزيون، حتى أنّ حصصا كانت مخصصة لذلك يُذكر فيها اسم الشاعر والملحن وقائد الجوق وحتى العازف (الصوليست)، بينما الآن هذه المهمة أصبحت بيد المنتجين الخواص، والكل يعرف عندنا معنى السوق حينما يُفرض منطق معيّن قائم على كلمات هجينه، إيقاع صاخب، وهات وهات...

أما المقارنة مع جيراننا، فهي متفاوتة من حين لآخر، فكل الألوان الغنائية متواجدة ولا يُحرم أي من جماهيرها في البرمجة، الفارق المهم هو أننا نملك جوقا سيمفونيا رائعا ومهرجانه الخاص.

bull;ينتقد متخصصون ضياع التراث الجزائري وبقاؤه رهين الشفوية، كيف السبيل للتدارك، وإنقاذ موروث ثقافي هام من التلاشي؟
-بالنسبة لضياع التراث لا أؤيد الاخوة المتخصصين، هناك جمعيات تظهر كل يوم خاصة في الموسيقى الأندلسية وكذلك الأنواع التقليدية، لكن الذي يحز في نفسي، أنها لم تؤطر اكاديميا بحيث يجب تخصيص برنامج واضح من حيث التجميع والبحث والتدوين وحصص مرئيه ومسموعة، وهذا ما فعله الموسيقيون والباحثون الغربيون حين أتوا إلى بلدنا.

bull;ركزتم في فترة سابقة على فن الأوبرا، لكنّ الأخير اختفى في السنوات الأخيرة رغم كونه ضربا هاما يقترب من المسرح، ما المشكلة في هذا التراجع وما البدائل التي تقترحونها؟
-توجهت في نهاية الثمانينات إلى فن الأوبرا رغبة مني في طرق هذا الباب، لأنّ الذي كان سائدا في السابق هو نوع من الاستعراض الغنائي، لاحظت آنذاك أنّ عناصر الأوبرا متوفرة لدينا من نص أدبي وموسيقى وكوريغرافيا وسينوغرافيا وخاصة المؤسسة المنتجة في صورة مركز الثقافة والإعلام آنذاك خاصة في تلك الفترة الصعبة (الأعمال الصعبة في الأوقات الصعبة).

كانت البداية بــ: قال الشهيد، ملحمة الجزائر، علي معاشي، نوبة في الأندلس، إلخ للأسف لم يأت آخرون ليستكملوا ترقية هذا النوع خاصة وأنه مكلف معنويا وماديا.
bull;لحّنتم للكثير من الشعراء الجزائريين وكان لكم احتكاك كبير بالأدباء هناك، لكن الانقطاع حصل، ونجم عنه تضاؤل في النتاج الفني الأصيل، ألا تفكرون في إنشاء رابطة تعنى بتثمين هذا الزخم؟

-تعاملت مع الشعر الفصيح للغته الراقية وجماله، وكذلك لقناعتي بأنّ لغتنا شاملة جامعه، في رأيي لو اهتم الملحنون العرب بها كل حسب خصوصية بيئته، لكانت الأغنية العربية ثرية جميلة زاهية بعيدة عن كل ما ينغص رونقها، والمثال الأبرز ظهر في توليفة الأسابيع الثقافية ما جعل التجاوب تلقائيا ورائعا مع الجمهور العربي.

bull;هل جرى إشراككم في إحياء خمسينية استقلال الجزائر بعد أربعة أشهر من الآن، وكيف تتصورون الإحياء الأمثل لموعد بهذا الحجم؟
-لم يحن الوقت بعد لأفصح عن مشاركتي من عدمها في الذكرى الخمسين للاستقلال.
bull;اشتهرت موسيقى "الفوندو" التقليدية بجنوب الجزائر منذ سبعينيات القرن الماضي، أين هي الآن وهل من آفاق لعصرنتها بعد بقاء انتشارها محدود محليا، رغم رواج هذا النمط الموسيقي الأخاذ دوليا؟
-ليس هذا النوع فقط، بل هناك أنواعا أخرى في الجنوب الشرقي والغربي للجزائر لم تستغل بالطريقة الملائمة التي ذكرتها آنفا، ويتعلق الأمر بعديد الأنواع الموسيقية الأصيلة الرائجة في مناطق وداي سوف، تقرت، جامعة، ورقلة وغيرها، لكن شركات الإنتاج الخاصة عندنا لم ترق بعد الى صناعة النجوم، أو تدفع بنوع جديد من موسيقانا الشعبية والتقليدية.
bull;كانت لكم تجربة مميّزة مع المقام العراقي أيام دراستكم في بغداد، ماذا عن تطبيقات هذا المقام وهل من اتجاه موسيقي مبتكر في قادم السنوات؟
-المقام العراقي له خصوصيته كالموسيقى الأندلسية عندنا، وأيام دراستي في العراق خلال ثمانينيات القرن الماضي، كانت لي الفرصة للتعمّق أكثر في خبايا هذا المقام الرفيع الذي تمكنّت منه عزفا ودراسة.

والمقام العراقي ليس مجرد مقام فقط إذ يتسع لعدد من الطبوع والايقاعات والطقوس الخاصة، وإذا تطلب عمل ما اللجوء إلى استغلال المقام العراقي فلم لا.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
فنان مبدع
علاء مجيد -

تحياتي لك ايها الفنان والصديق المبدع محمد بوليفه واتمنى لك التقدم والنجاح الدائم