كابريرا إنفانتي.. مؤرخ السينما
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
ترجمة وإعداد يوسف يلدا - سيدني: من بين أبرز المواد الصحفية التي يحتويها الجزء الأول من الأعمال الكاملة للكاتب الكوبي، اللقاء الذي كان أجراه إنفانتي مع السينمائي الإسباني لمجلة "كارتيليس".
شرعت دار النشر "غالاكسيا غيتنبرغ" في إصدار الأعمال الكاملة للكاتب الكوبي غييرمو كابريرا إنفانتي. وقد تضمن الجزء الأول من هذه الأعمال، الذي كتب المقدمة له أنتونيو مونيه وحمل عنوان " مؤرخ السينما"، مجموعة المقالات النقدية التي كتبها إنفانتي تحت إسم "غ. كاين" المستعار.
ويضمّ هذا الجزء الذي يقع في أكثر من 1400 صفحة أيضاً، التقارير والمقابلات الصحفية التي كتبها وأجراها ونشرها كابريرا إنفانتي في العديد من وسائل الإعلام. ومن بين هذه المواد الوثائقية، والتي لم يتم نشر القسم الأكبر منها، على شكل كتاب، تبرز الحوارات التي أجراها الكاتب مع شخصيات معروفة مثل مارلون براندو، أو ماريو مورينو كانتيفلاس، وغيرهم.
ومن أهم اللقاءات التي إحتواها الجزء الأول من أعمال إنفانتي الكاملة، تلك التي نشرها الكاتب في مجلة "كارتيليس" في 26 مايو/ مايس من
عام 1957. وكان كابريرا إنفانتي سافر الى المكسيك، لإجراء حوار مع لويس بونويل، وبعد عدة محاولات إنتهت بالفشل، إستطاع إنفانتي اللقاء بالمخرج السينمائي في ستوديوهات "تيبياك".
ويبدأ كابريرا بطرح السؤال التالي:
- هل لا تزال سوريالياً؟
ليست السوريالية حالة مزاجية. هي وسيلة لرؤية الحياة. لابد للمرء أن يكون سوريالياً. ومن الصعوبة أيضاً أن تتحول الى سوريالي.
- والآن؟
عملياً، لم يبق منهم أحد.
- وأندريه بريتون؟
يقوم بريتون الآن بأشياءٍ كان في السابق يقلل من شأنها: يزور النبلاء، وهو صديق لأناس أثرياء، ويعمل بشكل علني، جنباً الى جنب مع الكاثوليك، والرجعيين.
يعد إنفانتي من أفضل الذين يقومون بإجراء لقاءات ناجحة جداً. ويعرف بشكل دقيق كل ما يتعلق بالسينما التي يتحدث عنها مع ضيفه، وشيئاً فشيئاً يبدأ بالتوقف عند تأزم العلاقة بين صاحب فيلم "المنسيون"، والرسام السوريالي. " كنا لا نفارق بعضنا البعض"، يؤكد بونويل، حتى جاء اليوم الذي تحدث عنه دالي بالسوء، واصفاً بواوي بالملحد، وذلك في كتاب سيرته الذاتية "حياة سرية"، وما كان عليه إلاّ أن تخلى عن منصبه في "متحف الفن المعاصر" في نيويورك. لقد كان الوقت قد حان للسفر الى المكسيك، كي يجرب حظه هناك.
في المكسيك، حيث صناعة السينما محفوفة بالمخاطر، رغم الوفرة في إنتاج الأفلام، إلتقى بونويل بالمنتج أوسكار دانسيجيرز، ليصبح من أوفى أصدقائه. وفي الواقع، أنه رغم قلة الميزانية، يعترف لويس بونويل أنه تعلم المهنة، والتكنيك، من خلال تلك الأشرطة الفلمية.
- لماذا منعت السلطات الإسبانية فيلم "العصر الذهبي"؟
كان الفيلم يعكس واقع إسبانيا المر، ألا وهو الجوع. أن نقل الواقع، كما هو، أمر لا يسر الحكومات.
- من بين أفلامك، ما هو الفيلم المفضل لديك؟
ربما فيلم "المنسيون". ولوعملت ما كنت أريد، لأنجزت عملاً سينمائياً عظيماً. أردت إدخال بعض اللمسات غير الواقعية على السرد الطبيعي للأحداث.