ثقافات

البغداديون؛ كيف كانوا يستقبلون (آب أللهَّاب)

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

الدكتور مجيــد القيسي: عرف البغادة حر الصيف او(الگيظ)؛ كما كانوا يسمونه؛ وخصوصا في شهر آب؛ مثلما عرفه أجدادهم السومريون وألأكديون قبل سبعة آلآف عام؛ فعانوا من حره وسمومه ومضايقاته الشئ الكثير؛ لذلك أسموه بلغتهم آنذاك: (إيزي أيتو) أي شهر النار.
وقد ذكر البغداديون في وصفه عبارات كثيرة سارت مسرى ألأمثال؛ من ذلك: (أبْ اللهّاب يحرگْ البسمارْ بالباب) و( آبْ نهاره لهّاب وليله جلاّبْ) و(أول عشرة من آب تفك من جهنم باب وثاني عشرة تقلل الأعناب وتكثر ألأرطاب وثالث عشرة تفك من الشتا باب). وعلى الرغم من شدة حره وقسوة سمومه غير أن البغادة كثيرا ما كالوا له المديح نكاية بشهر (أيلول) إذ قالوا:(رحم الله أبْ...قتلنا أيلولُ بحرِّه).
وكان كثير من البغادة يستقبلون سياط حره ولسعات سمومه بشئ من الراحة والإستئناس بالرغم من ساعات الضجر والمعاناة التي يشعرون بها بسبب شدة حره ويومه الطويل نسبيا. ومن أوجه تلك الراحة انه كان يستدعي الکثیر من المواقف المحببة والمناسبات اللذيذة الطيبة كوجود فرص مواتية لتناول (الرگي) المبرد تحت (حِبّ المي) او مُغطس داخل (البير). او رشف ماء (رگية مگية)؛ وهي التي تحولت محتوياتها الى شبه سائل ذي طعم فيه بعض الحموضة. أو شرب ماء مبرد من (التـُنگة) وقد تمت تغطية فوهتها بقطعة قماش (ململ) او بغطاء من الخوص. او تناول رشفات مباشرة من (الحِّبّ) او (الحُبّانة) او(البُوّاگة) التي تقوم بجمع (مي الناگوطْ) وذلك بواسطة مِغرفة يسمونها (مِنشل) او (جيريـّة)؛ او (بالشَّربة) الفخار التي تسمى أحيانا (الكرُّوُزة) او الكُوز). أوألإستمتاع بشرب (الشنينة)؛ أو شرابت (النگوع) أو (الزبيب ألأسود) او (الرمان) أو(قمْر الدين) أو(تمر هند) التي إعتادت النسوة البغداديات على اعدادها وألإحتفاظ بها لساعات النهار أو الى حين عودة الرجال وألأولاد من (الشغل) مساء. وكذلك أكل الفواكه والخضراوات الطرية الطازجة كالطماطة والبطيخ و(التـُكّي) و(المشمش) و(الگوجة) و (العِنجاص او ملا أحمد) المبردة. أومصّ قطع من الثلج لترطيب الشفتين وتبريد الفم الجاف (المفلحِم).
وكثيرا ما تفتح أصوات الباعة الدوارين في (الطرَف) شهية البغدادي على مصراعيها لشراء قطعة من (العَلْ عُودة)؛ وقبل ان تحصل على اسم (لكي سْتِكْ) ألأفرنجي. او ان يشتري (گلاص بوز) او (دوندرمة) أو (گلاصية) أو (أزبري)؛ او يحصل على صحن من (القيمقْ او القيمقْلي) اللذيذ المصنوع من الحليب الخالص المثلج مع السكر وماء الورد الطبيعي. وكيف كان بعض الباعة يتفننون بصنعه وعرضه بواسطة (العرباين) ألأنيقة الصغیرة؛ وخصوصا الباعة (اليهود) الذين كانوا يدورون على زبائنهم آو معارفهم المفضلين من أصحاب الدكاكين في أسواق (الشورجة) و(قمبر
علي و(حنون الصغير)؛ وفي (الخانات) الكبيرة لتصريف بضاعتهم. وكان (القيمقْلي) يقدم في صحون خزفية صغيرة؛ جميلة الشكل. كل ذلك كان يباع (بعانة).
آما إذا ما وجد البغدادي نفسه خارج المنزل فقد يحظى بعدد من المتع التي تخفف عنه وطأة الحر وهو يسير خلال (الطرقات) أو(الدرابين)؛ فيمر بالقرب من بوابات (الخانات) وألأسواق و(القيصريّات) المغطاة؛ حيث تنسل منها نسمات باردة منعشة كما تنسل (الصبايا) و(الحْديثات) من ألأبواب ليلا لملاقات حبيب ما يزال ينتظر عند راس (الدربونة) وهو يرتجف خوفا من أن ينكشف أمره. او ربما يمر بأحد الدور التى تضع على أبوابها أو نوافذها (عمّاريـّة عاگول) تعلوها (تنّكة) او (پيپ) او (طرمبة) لتزويدها بالماء ، فتراه يتثاقل أو يتوقف قليلا عند تلك المحلات لتنسم أكبر قدر من الهواء العليل دون أن يعترضه او يسلب متعته المجانية (ناظر خان) او (صاحب دار) او (شرطي). وقد يخرج اليه من في الدار (بكاسة) أو (پرداغ) ماء مبرد او (جِدَح) شربت طبيعي لذيذ. فلاغرابة في أن تسود تلك المشاعر ألإنسانية بين الناس زمن الخير والبركة. فقد وفر بعضهم الى البعض الآخر سبل التراحم والمحبة وتقديم العون؛ ولسان حالهم يقول (الناس إلبَعضها) و(شربة ميْ لمِسكينْ تبعدك عن جهنمْ سنين).
أما إذا ما داهمه العطش وهو بعيد عن المنزل ولم تكن لديه نقود؛ فقد يجد ضالته في (السبيل خانات) المنتشرة في بغداد ألأمس لتقديم ماء الشرب المبرد للمواطنين؛ وقد تبرع بها الناس ألأخيار كعمل من أعمال البر والخير وطلبا للنجاة في ألآخرة. وليتذكر الناس مأساة (الإمام الحسين) وهو يلقى ربه وأهله وهم بحسرة الى شربة ماء. وقد تكون تلك (السبيل خانات) (حْبُوب) او (تانكيّات) معدنية يتم تزويدها بالماء من قبل (السقاقي) أو بواسطة (بوريات مصلحة ألإسالة). كما يتم تبريد مائها بقوالب الثلج؛ وذلك قبل أن تكون الثلاجات الكهربائية قد عرفت بعد.

والسير في (ألسواگة) و(الدرابين) و(ألأطراف) أيام (الگيظ) يعد من متع البغدادي التي يحرص عليها حرصا شديدا. فلم تکن مدينة بغداد (المركزية) في عشرينات وثلاثينات القرن المنصرم مدينة كبيرة. فهي تقع بين (الباب الشرجي) و(الباب المعظم). ويقطعها نهر دجلة من الوسط الى صوبي (الرصافة) و(الكرخ). وتوجد معظم ألأسواق في صوب (الرصافة) مثل (سوگ الصياغ) و(سوگ الساعچية) و(سوگ الصفافير) و(سوگ السراجين) و(سوگ السرای او الصراي) و(سوگ الهرج) و(سوگ القزازين) و(سوگ الخفافين) و(سوگ الغزل) و(سوگ الدهانة) و(سوگ الشورجة) و(سوگ حنون) و(سوگ قمبر علي). وكذلك (الخانات) الكبرى مثل (خان جغان) و(خان زرورْ). فضلا عن الدوائر الحكومية والكليات ودور المعلمین. أما خارج منطقة (الباب الشرجي) فهناك مزارع (الكرادة) التي تنتشر فيها (الچرُود) و(الأبكار) و(ألآبار). فكانت حقول (الخضراوات) و(الخس) تمتد کالبساط ألأخضر من (البتاويين) بعيدا بإتجاه (العلوية) و(إرخيتة) و(أبو قلام) و(الزوية). كما كانت تأتي مباشرة بعد منطقة (باب المعظم) بساتين (العلوازية) و(الكسرة) العامرة بقصورها العالية؛ حيث تشاهد منها أنوار قبة ومنارة (ألإمام ابي حنيفة النعمان) (رض) والمزينة بالقاشاني المخضر الزاهي الجميل. أما مدينة ألإمام (موسى الكاظم) (رض) فكانت تنفرد بموقع خاص يقع قبالة مدينة (ألأعظمية) من الضفة الثانية للنهر؛ حيث تشاهد قباب ومنائر الضريح المذهبة وهي تبرق في أشعة الشمس وكأنها قناديل متلألئة.

وجمیع تلك ألأسواق مسقوفة لحمايتها من ألأمطار والرياح وأشعة الشمس ووهجها؛ مما يخفف من قسوة الحر ويضعف من هبوب السموم أو(اللاهِفْ) وبالتالي تسهيل مهمة الشخص المتجول لإتمام سياحته وتسوقه. فهو حين يتنقل بين محلات (الفضل) او (باب الشيخ) أو (أبو شبل) وبين (سوك الصفافير) مثلا؛ فانه لا يتأثر بأشعة الشمس المباشرة ولا حتى بوهج السموم الشديد إلا حين يقطع (الجادات) و(العگود) مثل (جادة خليل باشا - شارع الرشيد) او (عگد الصخر- شارع ألأمين) المكشوفة ولدقائق قليلة. فكان المتسوق يستمتع بالتفرج على المحلات او الوقوف عند بعضها ألآخر؛ او السلام على صديق قديم. فكانت الساعات الزمنية تختزل الى مشاهد مريحة للنفس وقد نسي البغدادي حكاية (آب اللهّاب). فعلى سبيل المثال كان المرء يومها ينطلق من منطقة (راسْ الگـرَيَّة) فيمر بجميع تلك ألأسواق و(الخانات) ليصل في ألنهاية إلى منطقة (باب المعظم) دون أن يشعر بحر قاس او بتعب شديد.
ولا بد للبغدادي؛ وهو يتجول لساعات طويلة؛ من إن يأخذ قسطا من الراحة وليطفئ ظمأه وذلك بزيارته إحدى (الگهاوي) الشهيرة؛ ومعظمها تقع في القطاع الذي يتجول هو فيه؛ ومنها: (المصبغة) و(الخفافين) و(المميز) و(الشابندر) و(خليل القيسي) و(عارف) و(حسن عجمي) و(الزهاوي) و(البلدية) وغيرها. فيدلف الى إحداها ليشرب (إستكان چاي) او (چاي حامض) وليرشف (فنجان گهوة) ويدخن (راس تِتِن هندي او شيرازي) لتعديل مزاجه. وقد يود ألأستمتاع بصوت الفنان الکبیر (محمد الگبنچي) او الفنانة القديرة (سليمة باشا) من (الفونوغراف). وقد يحمسه صوت المذيع من (الراديون) فينادي (بايع الجرايد) ليطلع على أخبار البلد والعالم؛ ولينقده (عانة) او (خمسة فلوس) لقاء ذلك.
وبالرغم من وقوع (الگهاوي) على مسافات متقاربة غير أن المرء يمكنه الحصول على مشروبات مبردة في كل مكان. من ذلك مثلا (پرداغ شربت زبيب) طبيعي من محل الحاج (زبالة) الشهير والقريب من (جامع الحيدرخانة). وقد يشتهي معه قطعة جبن و(صمونة) لإسناد معدته كما يقولون. وهناك كذلك (شربت عِرْگْ السوس) و(لـِبَن شِنينة). على أن لا ننسى (شربت مَي الورد) المنتشر في تلك الأسواق وألذي يعد من ألذ الشرابت وأكثرها نقاء وصحة. فهو لايحتوي على أية مواد مضافة ضارة بالصحة. فخلطته ماء قراح قد أضيف اليه قليل من السكر (القند) و(مي زهر)؛ أي ماء الورد الطبيعي وقطع من الثلج. فلو نظر المرء الى البائع وهو يحمل ( جردلا) مليئا بالشربت وقد طُليَّ بالخزف ألأبيض مثل ذلك الذي نشاهده في المؤسسات الصحية لظنه موظفا صحيا... لابائع شربت !. لقد كان الناس يومئذ جميلي المظهر ومخلصين في عملهم ويخشون الله كثيرا.
والمألوف أن كثيرا من البغادة كانوا يتحينون فرصة الخروج من المنزل وألذهاب الى ألأسواق لشراء بطل (نامْليتْ) والتلذذ بطعمه الطيب وألإنتعاش بمذاق (الصودا) اللاذع المحبب. وخصوصا بعد أكلة بغدادية دسمة. و(النامليتْ) مرطِب دخل العراق في بدايات القرن الماضي. وقد لاقى قبولا حسنا من البغادة بعامة والعوائل الموسرة بخاصة. فهو مشروب طبيعي وصحي لخلوه من أية مادة إضافية ومكيفة قد تضر بالإنسان. وقد نذكر هنا على سبيل المقارنة مشروب (الكولا) الذي دخل البلد في بدايات ألأربعينات فهاجمه بعض المختصين وأنتقد محتوياته الكيميائية؛ وهي خلاصة (الكوكا) المكيفة والكافيين وحامض الفسفور والغليسرين وغيرها.
وكان البغدادي شديد الإعجاب ببُطل (النامليتْ) الذي يزهو بألوانه الجميلة وبهيئته ألأنيقة الغريبة؛ وقد تخصر من أعلى وسطه وكأنه جسد غانية إتصف يالجمال وبالرشاقة (أنظر في الشكل السابق). أما فوهته فيتم إغلاقها بواسطة (الدِّعْبُلة). وهي كرة زجاجية محكمة الصنع وظيفتها منع إنسكاب السائل أوتسرب غاز الصودا. ويصنع (النامليتْ) لعموم الناس من محلول السكر المضافة اليه المنكهات وألألوان الصحية. ومن ثم يشحن بغاز (ثنائي أكسيد الكربون) لإعطائه مذاق (الصودا) اللاذع. وقد يكون إسم (النامليتْ) قد صحفه الناس وقلبوه عن لفظة (ليموناتا).
أما ألأسر المقتدرة فهي لها خلطتها الخاصة التي تعدها في المنزل؛ ويسمونها (الشربت)؛ حيث يجري تحضيرها من (عصير الليمون) او (الرمان) اوغيرهما. او يحضرونه من محلول (الليمون دوزي) و(السكر) و(لون غذائي) بنكهة معينة. وقد يضاف إليها أحيانا (ماء الورد) او (البنفشة). وبعد ذلك يؤخذ الى معمل التعبئة الصغير. وهناك تتم تعبئته بالقناني الخاصة ذات الكرة الزجاجية وإعادته الى أصحاب (الشربت). وتعبئة هذا النوع من القناني التي إختفت من حياتنا ولم يعد يتذكر طيفها سوى بعض الشيوخ؛ لايخلو من إثارة تقنية جميلة. فبعد أن يبدأ العامل بإدخال أنبوب ألآلة ليملأ القنينة (بالشربت) يقوم بفتح صنبور (الغاز) المرافق وبالسرعة المطلوبة. فيأخذ تيار (الغاز) القوي الخارج من (البطل) برفع (الدعبلة) من منطقة التخصر نحو الفوهة بسرعة لتتسمر في الفتحة من الداخل؛ فتؤدي إلى غلقها؛ حيث يسمع لها نقر واضح. أما إذا أريد فتح (البطل) لشرب محتوياته فما على المرء سوى إستعمال قطعة خشب او (عُودة) لغرض دفع (الدعبلة) نحو ألأسفل. وقد أوتي بعض الشبان من قوة الأصابع ما يساعدهم على دفع (الدعبلة)؛ وسط صيحات الإعجاب من الحاضرين. (أنظر مليا في الرسم أعلاه). والملفت للنظر أن هذا النوع من القناني صحي وأمين لأن السائل لن يلامس سوى الزجاج؛ حسب.
أما في المنزل؛ فقد إعتاد البغدادي على القيام بالعديد من الإجراآت الضروية للتخفيف من وطأة (آب اللهَّاب). وقبل ألإشارة إلى تلك الإجراآت ينبغي أن نؤكد على حقائق علمية وتقنية تعلمها ألإنسان العراقي من تأريخه الناصع الطويل الذي لازمه ملازمة الظل للشاخص. وأول تلك الحقائق أنه كيـّف نشاطه اليومي ليتواءم مع بيئتة الحياتية ومع الطقس بفصوله المتقلبة؛ وبخاصة في موسم الحر الشديد؛ أي خلال أشهر حزيران وتموز وآب؛ وفي موسم البرد القارس وخصوصا في (المِرْبعانيّة) وبرد (العجوز). هذا فضلا عن ألأمطار والعواصف الترابية (الغُبرة) التي يتضايق منها البغادة وخصوصا من كان يشكو من (تنگ نفس)؛ بل ويتشاءم منها البعض ألآخر. لذلك نراهم يعتلون المنابر والمنائر للدعاء قائلين: ( ياقريبْ الفرج ْعالي بَليّا درج؛ عبدكْ بشدة ويطلبْ مِنكْ الفرَجْ...ياربْ) كما تسمع النسوة العجائز وهن يولولن: ( بعد شي يسوّي بينا رب العباد....هذا كله من أفعالنا الشاينة) !؟.
وكثيرا ما يواجه البغادة اياما عصيبة في موسم (الگيظ) وأيام (الوغرة)؛ وأخص بالذكر (العمَّالة) و(الصنايعچية) الذين يعملون في مهن شاقة (كالحداحدة) و(التكمچية - السباكين) (والكوّازة) الذين يقفون وجها لوجه أمام (الكُورة). وكذلك (المكينچية) وأمثالهم. وقد تتضاعف المعاناة في شهر الصيام؛ فتجد العمال وهم يقذفون بأنفسهم وهم بملابسهم؛ تحت (طرمبة المي) او أقرب (ساگية) او يدلقون فوق رؤسهم (پياپة المي).
ولطالما إنحصر حديثنا في موسم الحر؛ وخصوصا في (شهر آب) فسوف نشير وبعبارات قليلة الى خبرة البغدادي الواسعة وباعه الطويل في بناء مدنه وطرقاته ومساكنه وإعداد مستلزماتها؛ مثلما إختار طعامه وشرابه ولباسه ودواءه. فهو قد جعل مساكنه متجاورة ومتراصة؛ وطرقاته أقرب ما تكون إلى ألأزقة الضيقة المعقودة هنا وهناك للتقليل من آثار أشعة الشمس ووهجها؛ وللتخفيف من رياح السموم صيفا والرياح الباردة شتاء. وإذا كان لمساكن البغادة الخاصة بالوجهاء مواصفات معمارية شبه معيارية؛ وقد ترسخت طوال السنين؛ فأن تصاميم دور العامة من الناس جاءت بسيطة وعفوية مع إحتفاظها بالشروط البيئية العامة.
وتتكون دور الموسرين من (حوش) او (صحن) أي فناء في الوسط. وغالبا ما يكون فيه (شذروان) او نافورة. ويحيط (بالحوش) (الطرار) آی الممر و(أللیوان) او االطرمة المعدة لجلوس الأسرة والتي يتم رفعها على (الدلگات) الجميلة. ثم تأتي (الغرف او الحلوگ). وبعد مدخل الدار يأتي مباشرة (المِجاز) وإلى يمينه (الديوه خانة)؛ وليس بعيدا عنها (الحرم). ثم تأتي المرافق المساعدة مثل (السِّرداب) و(البادگير) و(الكِلر) وغرفة (الخدم) و(المطبخ او الموگد) و(الحمام) و(الخلخانة - المرحاض). ثم يليه الطابق الثاني وفيه بقية الغرف (بشناشيلها) المتعالية البديعة. وقد نجد بين الطابقين غرفة


(ألأرسي) او الشرفة. وتُحمل الشناشيل فوق الجدران بواسطة أعمدة أفقية تسمى (الجَرَصوُنات). وعادة ما تبنى مثل تلك الدور الفخمة ( بالطابوگ ألأصفر المگصوص) أو (بالطابوگ السميچي) المفخور بدرجات حرارة متفاوتة. وتأتي بعد عملیة رصف ألآجر خطوة (الدَّرِزْ) العادي. أما إذا طلب صاحب البناء طراز (الچفْ قِيم) الجميل فينبغي عمله أثناء رصف (الطابوگ) بإستعمال (مسطرة) خاصة (أنظر في الشكل جمال الجف قيم). أما السقوف فتنجز (بالعْگادة) و(الطوُگ) أي ألأقواس المعروفة. وقد أستعملوا كذلك (الطابوگ الفرشي) لرصف ألأرضيات والسطوح. واستعملو بعد ذلك (الطابوگ السودائي) المصنوع من مزج (الجير الحي أو النورة) مع (الرمل ألأسود). كما إستعملوا في البناء (المُونة) بأنواعها كحشوة مناسبة بين ( سُوف) ألآجر؛ وهي (الجُصّ) و(النورة) التي هي مزيج من (الجير الحي) و(رماد الحمامات). وتتميز هذا الحشوة بالقوة وبالمتانة مع مرور الزمن؛ حيث تتحول الى مادة ذات خصائص إسمنتية متصلبة. أما في إكساء الجدران من الداخل أو من الخارج فعادة ما كانوا يستعملون الجص المعروف بطريقة (البياض) الصقيل او (اللبُخ) او (المَلِج) او (النثِر). ولابد من التنويه بأن كافة مواد البناء التي سبق ذكرها تمتاز بالعزل الجيد للحرارة؛ وقد تعزز دورها عبر التأريخ الطويل للعمارة البغدادية.
وقد أدخلت أعمدة (حديد الشيلمان) مؤخرا في عمليات (العگادة). أما في التغليف فأستعملوا صفائح (الخشب المعاكس) و(ألأسبست) الضار بالصحة. كما إستعانوا أخيرا (بصفائح (الچنكو) و(حديد التسليح) و(الخرسانة) مما أخل بمواصفات العزل الحراري للبناء. تلك المواصفة التي لم يولها المسؤلون ألإهتمام اللآزم بالرغم من أهميتها القصوى. أما الجانب المعماري أو الفني فقد أولاه البغدادي ألأصيل عناية خاصة منذ آلاف السنين وحتى القرن ألأخير؛ حيث بدأ فيه تآكل وتشوه (العمارة البغدادية) ألأصيلة من حيث الشكل والريازة والوظيفة والمواصفات؛ حتى فقدت هويتها التأريخية المعهودة؛ بعكس ما نراه اليوم في (الشام) وفي (مصر) وفي بلدان (المغرب العربي) مثلا. بل وقد أدهشنا أن نجد بعض الأقطار ألأوربية مثل (إسبانيا) ما تزال تبذل جهودا كبيرة للحفاظ على التراث المعماري العربي- الإسلامي العريق. وبالنظر لسعة الموضوع فليس بالإمكان شرحه بالتفصيل في هذه العجالة نظرا لضيق الوقت على الرغم من أهميته وطرافته وعشق البغدادي له.
أما مساكن البسطاء من البغادة والتي تشكل الغالبية العظمى فتبنى (بكِسِرْ الطابوك) أو(ألإشگنگ) وحتى (اللبِن). وقليلا ما يستعمل فيها ألآجر الصحيح لإرتفاع ثمنه. أما المُونة فهي نفس المونة المعروفة. وقد تترك الجدران بدون إكساء او يتم (ملجها) او (درزها) بإستعمال (الجص). أما الجدران فتكون عريضة بسبب وجود (التربيع) او الحشو بين الجدارين للتقوية وللعزل الحراري الجيد. لكن مثل تلك الحيطان تكون عرضة إلى (التدوبِلْ) أي أنها ( تنطي بطن) كما يقولون وذلك بمرور الوقت. وقد تتعرض إلى ألإنهيار فجأة. وكثيرا ما كان البغادة يتندرون حين يشاهدون (توزيرة منتفخة) بأنها (مْريّة حبلى بشهرها !). اما السقوف فتكون عادة من خشب (القوَغ) اوجذوع النخيل او ألأشجار ألأخرى. ومن (الحصران) و(الگصب). ثم يجري (رشگ) السطح (بالطين) المخمر مع (التِبِن). وكثيرا ما يطلب البغدادي فتح (سِماية) او كُوّة في سقف الدار للإضاءة.
ويحاول البغدادي المقتدر توفير مستلزمات التبريد في مسكنه وإعداد طعامه وملبسه بكل حرص. وأولها بناء (سِرداب) و(بادگير). ومن لم يسمع بإسم (البادگير) نقول بآنه (قناة) في الجدار تمتد من قاع (السرداب) وتنتهي عند ستارة الطابق الثاني. وله وظيفة مدهشة حيث يقوم بتحريك تيار الهواء المبرد في الدار وجذبه نحو الفتحة ومن ثم نحو السطح على وفق قاعدة (الحمل) الفيزيائية. وكثيرا ما إختصم ألأبناء حول من ينام عند الفوهة. ولا يحسم ألإشكالية إلا مجئ (ألأب) !. وكخطوة رئيسة ينبغي وضع الستائر الخشبية (الپنجور او البنجرة) او (الپردات) على الشبابيك لحجب اشعة الشمس. ووضع (العَمَّاريّات) المصنوعة من (العاگوُل) و(جِريد النخيل) عند ألأبواب والنوافذ. ولقد جاءتنا بعد ذلك وسائل التهوية والتبريد الحديثة مثل (الپنكات) و(مبردات الهواء) وأخيرا (مكيفات الهواء) التي جلبت معها ألأعطال والمصاريف الباهضة والهموم الثقيلة التي لا نهاية لها. أما على المستوى الشخصي فقد إلتجأ البغدادي الى (المهافيف) اليدوية المنقوعة بالماء؛ وكذلك (المهفات السقفية المتأرجحة). كما أولى عناية شديدة بشرب الماء المبرد وإستهلاك كميات من الثلج. وإستعمل لهذه ألأغراض (الحِبّ) الفخار الذي يُجلِسونه على (السِّكمْلي) الخشب ويغطونه بصينية او بغطاء من الخشب او بواسطة (الچرچف). وبالنظر لخاصية (الحِب) المسامية فنجد الماء يتبخر من سطحه فيؤدي الى تبريده. كما أن الماء الناضح (ألناگوط) فيتجمع في وعاء صغير يوضع في الأسفل منه ويسمونه (البواگة). ويكون ماؤها مبردا لذيذا. أما شرب الماء فيتم بواسطة (المَنشل) او (الجِيرية). وهي (مِغرفة) مخروطية الشكل تصنع من القش او العيدان وتطلى بالقار. ويكون الشرب بها لذيذا ومنعشا. وأحيانا يستعمل (الكرُّوزْ) لإغراض الشرب وهو (الكوُز) الفخار. ولجميع تلك الأدوات نكهة خاصة محببة ومذاق فريد حين تحتك بألأسنان ويلامسها اللسان والشفتان. وقد يشاهد البغدادي (العَلگ) وهو يسبح في ماء (الحِّب). وهو في ألأصل (يرقات) البعوض او سواه. ووجود (العَلق) أمر مألوف بين البغادة. وقد ينفر من شكله الطفل (المكتبلي) الذي علموه مضاره في (المكتب)؛ فتنهره ألأم قائلة: (إبني گشّه وتِزقنبْ....ما شايفْ عَلگ !؟).
وهناك أيضا (الحُبّانة) وهي وعاء من الفخار أصغر من (الحِبّ). وكذلك (التُنگة) او القُلة. وهي على أنواع؛ لعل اشهرها (الخضراوية). و(التنگة) هي رفيقة البغدادي أينما تنقل داخل المنزل. فحين يصعد الى السطح لغرض النوم أثناء موسم الصيف تسبقه اليه لتستقر على زاوية (المحجر) او فوق (التيغة). وهي (السِّتارة) التي تحيط بسطح البيت؛ لتكون الى جوار أصحابها: (شياف الرگي) و(جِدر البامية البايتة) ذات الطعم المتخمر اللذيذ والتي كثيرا ما كانت مدعاة للتنافس او المعابثة بين أفراد العائلة الواحدة !.
ولقد بينا سابقا شدة إهتمام إبن بغداد بمأكله ومشربه وملبسه أيام الحر الشديد. فبالنسبة للملبس فنجد الرجل يفضل الأقمشة المسامية الرقيقة. وقد يفضل بعضهم العكس. ومن بين ألبسته (دشداشة الخام ألأبيض) و(الصاية الپوپلين) و(العباية) الرقيقة. ويلبس في ألرأس (العرچين) و(اليشماغ) و(الغترة) و(الكشيدة) و(العگال العادي او المگصب او المكنكر) و(السدارة الفيصلية) السوداء او (السكوچية) الملونة. أما النسوة فيفضلن أقمشة (الجرجيت) و(الحراير) و(الستن) و(الململ). وفی الرآس (الچرغد) او (الکیش) او (العصابة) آو(الفوطة).
أما فيما يتعلق بالمشربات فقد أولى البغدادي عناية فائقة بالعصائر و(بالشرابت) الطبيعية الصحية للتعويض عن السوائل المفقودة بالتبخر حيث أشرنا الى عدد منها؛ أبرزها (شربت النگوع)؛ وهو (المشمش المجفف) ألذي يعد ارخصها وألذها. وكذلك (شربت الزبيب) الأسود الشائع بين الناس والذي يصفونه للتلاميذ أيام الإمتحان بأنه (أكسير) للذكاء ! لأنه (يشرح الصدر) و(يْصفي المخ)؛ حتى قالوا فيه قولتهم الشائعة: (شربتْ زبيبْ... واليندِبْ ألله ما يخِيبْ). ولهذا السبب بالذات كنا نحن طلبة (المدرسة ألإعدادية المركزية) من الملازمين لمحل الحاج (زبالة أبو الشربت). وكان هو يعرف هذه (السالفة) ألإعلامية التي لاتخلو من صدق. فقد كان يلبي طلبات التلاميذ فيزودهم (بگلاص شربت براسه) أي (ما مْكاسَرْ). والمشهور عن الزبيب أنه من المواد الغذائية المركزة والغنية بالسكر ألأحادي وبالمعادن وبالأحماض العضوية الطاردة لسموم الأبدان؛ فضلا عن نكهته الطيبة التى لاتقاوم.
وفي أيام طفولتنا شاعت بين ألأسر الغنية والفقيرة على حد سواء صناعة (الدوندرمة) او (البوز) في المنازل كسلاح ماض للوقوف بوجه (آب اللهَّاب). وكانت تستعمل لذلك الغرض آلة صغيرة تسمى (العِلبة). وهي وعاء معدني دوار توضع فيه (خلطة الشربت) المكونة من خلاصة (ألأزبري) ألأحمر او (روح البرتقال) المصنعة والمضافة إلى محلول السكر. ثم يوضع الوعاء الدوار داخل إسطوانة أو وعاء آخر أكبر منه قليلا يحتوي على قطع الثلج مع كمية كافية من مسحوق ملح الطعام (أنظر في الشكل). وبينما يأخذ ألأبناء بتدوير وعاء الشربت تأخذ محتوياته بالتجمد لتتحول الى (دوندرمة) لذيذة ومنعشة ورخيصة الثمن. ويكاد اليوم الذي تنوي فيه ألأسرة عمل (الدوندرمة) يتحول إلى إحتفالية صغيرة حيث ينافس الكبار الصغار في إلإمساك بعتلة (العلبة) لتدويرها وهم ينتظرون بفارغ الصبر إستكمال تجمد الشربت ليهنأوا بأكلة فريدة لا تأتي إلا كل صيف لتخفف عنهم شرور (آب اللهّاب) الذي لايرحم. ومن أطرف ما يحصل هنا هو قيام ألأطفال بتحين الفرصة وإستغفال (ألأم) ليأكلوا بأصابعهم شيئا من (الدوندرمة) قبل أن تجهز بحجة تذوقها. وهذا هو شأن ألأطفال دائما.
وها نحن نصل إلى نهاية هذه السياحة اللطيفة الشائقة التي دعانا إليها (إبن بغداد) الصابر ألأبي الذي حفظ لنا تأريخ حاضرته العريقة ورعى تقاليدها الجميلة؛ لنرافقه في تجواله ولنسير معا في طرقاتها ومشاهدة أسواقها وخاناتها العامرة؛ وقد إحتضنها حر (آب اللهّاب) وسَمُومه و(لاهفه) المحبب. ونامل أن تكون هذه التذكِرة الخاطفة تحية خالصة له لنبقى؛ نحن الضاربين في بقاع ألأرض؛ خالدين في ذاكرته ووجدانه وتأريخه.
* أكاديمي مغترب من العراق

majidkayssi@yahoo.com


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
شكرا كثيرا
عراقي -

شكرا كثيرا استاذنا القيسي , فنحن الشباب البغداديين لم نعد نعرف الكثير عن بغداد والبغداديين القدماء , لهذا فاني سوف احتفظ بها في ارشيفي الخاص واعلمها ربما يوما ما لاولادي . شكرا مرة اخرى.

ذكريات بغداد
د. ندى الورد -

جزاك الله خير الجزاء عن هذا المقال الجميل والصادق.. الذي إستحضر الذكريات ووثق الحياة البغدادية في فصل الصيف القائظ.. ذكريات أدركنا منها القليل.. وسمعنا الكثير من الآباء والأجداد.. رحم الله أيام الخير والبساطة البغدادية.. العراقيون الذين يقرأون هذا المقال سيستمتعون به جدا.. أما غيرهم فأعتقد أنهم سيحتاجون إلى قاموس بغدادي - عربي لفهم كلماتنا المحلية والتي لن يفهمها إلا أبناؤك يا أحب المدن....

العراق وليس بغداد
كامل -

موضوع رائع ولكن لدي سؤال: جميع ما قلته لا يخص بغداد، الأسماء والحرف والتقاليد والأدوات، بل يخص الكثير من مدن العراق. إذا كان ذلك كذلك فلما الحاجة إلى إختلاق تراث بغدادي وكأن بغداد فعلاً تختلف عما حولها من القرى والدساكر؟ أم آخر، لو كانت بغداد على وئام مع نفسها لما إستمر أهلما يقتل بعضهم البعض منذ 2003 وحتى هذه اللحظة؟ سيقول أحدهم هذه مؤامرة من الدول المجاورة أو الصهيونية الإيرانية الأميركية!!

قاف القدر
كامل -

لدي ملاحظة أخرى أحب أن أشترك بها مع قراء هذه الجريدة الغراء. يلفظ أ من نشأ في بغداد حرف القاف في كلمة " قدر" جيماً أي هم يلفظون القِدْر جدراً كأن يقول أحدهم ضع الرز مع المرق في الجدر. بينما يلفظ آخرون في مناطق أخرى من البلاد قاف القدر مثل الكاف الفارسية/الجيم المصرية أو مثل صوت الحرف السابع من الأبجدية الإنكليزية هكذا: كَدر. ولا عجب ولا حرج في ذلك لأن الناس يقلبون الحروف والأصوات واللهجة العامية تختلف عن الفصحى في عصرنا هذا. ولكن الأمر الغريب هو أن من نشأ في بغداد لا يتمالك نفسه من الضحك إذا سمع أحدهم يلفظ القاف جيماً في كلمة أخرى مثلاً إذا قال أحدهم هاتني الإبريج، أي الإبريق. هم يحسبون أن قلب قاف الإبريق جيماً أمراً في غاية الحماقة/الغرابة/الخبل، بل هم يستخدمون هذه الكلمة للتنميط و التعميم والحكم على المتكلم. ياترى ما هو الفرق بين قاف القدر وقاف الإبريق؟ ليس هذا فحسب، هم يلفظون كلمة فندق بفاء مكسورة وهي يجب أن تكون مضمومة وإذا لفظ أحدهم كلمة تكّي بتاء مكسورة لقامت الدنيا ولم تقعد..... قد توضح لنا هذه اللمحات عن رؤيتهم ورؤياهم سبب إنهماكهم بقتل بعضهم البعض منذ عام 2003 وحتى هذه اللحظة. ... لقد آن الأوان أن نسمي الأشياء بأسماءها الحقيقة. إن ما يحدث في البلاد من نزف وعنف ليس مرده الطوائف والأديان بل مدينة بغداد التي لا تعرف نفسها وموقعها.... شكراً لإيلاف

ممكن الترجمة لو سمحت
امال -

انت محتاج تدهب للمدرسة. هدا ليس قاموس مفردات اللغة العراقية ولكنه مقال مكتوب لكي يقرأه الناطقين بالعربية

ممكن الترجمة لو سمحت
امال -

انت محتاج تدهب للمدرسة. هدا ليس قاموس مفردات اللغة العراقية ولكنه مقال مكتوب لكي يقرأه الناطقين بالعربية

مرة أخرى
كامل -

إذا لم يرد (لم يرْدِدْ) أحدٌ على ما ذكرته أعلاه، سـأستنتج وسيستنتج القراء الكرام صحة ما أقول. أهل بغداد لا يعرفون شعابها. أهل بغداد حيارى مساكين. لا نبيّ لهم ولابطيخ.

مرة أخرى
كامل -

إذا لم يرد (لم يرْدِدْ) أحدٌ على ما ذكرته أعلاه، سـأستنتج وسيستنتج القراء الكرام صحة ما أقول. أهل بغداد لا يعرفون شعابها. أهل بغداد حيارى مساكين. لا نبيّ لهم ولابطيخ.

شيء آخر
كامل -

نتمنى من إيلاف الإلتزام بحماية حرية التعبير كما عاهدتنا وكما هو دأبها ونتمنى أن تنشر تعليقاتنا كما هي. نحن لا نؤمن بأن سلوك الإنسان تحدده جيناته أو ظروف مجتمعه وجغرافية مسقط رأسه. ولكننا نؤمن بوجود عمى ثقافي وعوار يصيب الإنسان فلا يرى حاله. قبل سنوات كتب الأستاذ القيسي موضوعاً عن حياة بغداد أو لغة بغداد وقد رددنا عليه في حينها هكذا: لماذا تتحدث عن بغداد وكأنها بمعزل عن المدن والقرى والدساكر المحيطة بها أو كأن بغداد بقعة تتفرد عما حولها أو كأن سكانها ليسوا إمتدادا أو خليطاً مما حولها. لم نحصل على إجابة آنذاك. دعوني أخبركم بشيء مما أعرفه او لا أعرفه. أنا ولدت وعشت في جنوب غرب البلاد وكنت قد درست في الموصل. هذا يعني أن عليّ التنقل والسفر ذهاباً وإياباً بين مكان إقامتي والموصل وهذا يعني المرور وأحياناً الإستراحة بمحطات بغداد مرات عديدة. كنا كلما توقف الباص الذي يحملنا في محطة بغداد إنهال عليه أهل بغداد بالحجارة بحجة أننا من مكان مختلف. لم يكن بوسعنا الهبوط من الباص لشرب الماء أو لإمتصاص العصائر في القيظ او حتى الإغتسال بالمراحيض. لم نكن نعرف من هم أو ما هي طبائعهم أو ماذا يأكلون أو يشربون. هكذا إستمر الحال حتى حدثت الإنتفاضة وعندها هربنا إلى مخيم رفحاء فوجدنا معنا الكثير من الناس ومن مختلف مدن البلاد: من بغداد والسماوة والكوت وديالى والمدائن وغيرها. لقد تبين لنا أنهم لا يختلفون عنا البتة: لسانهم مثل لساننا ويرتدون الجلابيب المخروطية مثلنا ويسيل لعابهم مثلنا لمرآى ثريد البامياء مع لحم الضأن... بعد ذلك بسنوات حين تفرقنا بين البلدان رأينا أن الآخرين(سكان بلدان الغرب) لا يرون فينا إلا أننا من بقعة واحدة.

شيء آخر
كامل -

نتمنى من إيلاف الإلتزام بحماية حرية التعبير كما عاهدتنا وكما هو دأبها ونتمنى أن تنشر تعليقاتنا كما هي. نحن لا نؤمن بأن سلوك الإنسان تحدده جيناته أو ظروف مجتمعه وجغرافية مسقط رأسه. ولكننا نؤمن بوجود عمى ثقافي وعوار يصيب الإنسان فلا يرى حاله. قبل سنوات كتب الأستاذ القيسي موضوعاً عن حياة بغداد أو لغة بغداد وقد رددنا عليه في حينها هكذا: لماذا تتحدث عن بغداد وكأنها بمعزل عن المدن والقرى والدساكر المحيطة بها أو كأن بغداد بقعة تتفرد عما حولها أو كأن سكانها ليسوا إمتدادا أو خليطاً مما حولها. لم نحصل على إجابة آنذاك. دعوني أخبركم بشيء مما أعرفه او لا أعرفه. أنا ولدت وعشت في جنوب غرب البلاد وكنت قد درست في الموصل. هذا يعني أن عليّ التنقل والسفر ذهاباً وإياباً بين مكان إقامتي والموصل وهذا يعني المرور وأحياناً الإستراحة بمحطات بغداد مرات عديدة. كنا كلما توقف الباص الذي يحملنا في محطة بغداد إنهال عليه أهل بغداد بالحجارة بحجة أننا من مكان مختلف. لم يكن بوسعنا الهبوط من الباص لشرب الماء أو لإمتصاص العصائر في القيظ او حتى الإغتسال بالمراحيض. لم نكن نعرف من هم أو ما هي طبائعهم أو ماذا يأكلون أو يشربون. هكذا إستمر الحال حتى حدثت الإنتفاضة وعندها هربنا إلى مخيم رفحاء فوجدنا معنا الكثير من الناس ومن مختلف مدن البلاد: من بغداد والسماوة والكوت وديالى والمدائن وغيرها. لقد تبين لنا أنهم لا يختلفون عنا البتة: لسانهم مثل لساننا ويرتدون الجلابيب المخروطية مثلنا ويسيل لعابهم مثلنا لمرآى ثريد البامياء مع لحم الضأن... بعد ذلك بسنوات حين تفرقنا بين البلدان رأينا أن الآخرين(سكان بلدان الغرب) لا يرون فينا إلا أننا من بقعة واحدة.

تغيير العاصمة
كامل -

أتمنى أن يتم تغيير عاصمة البلاد التي جئنا منها من بغداد إلى ديالى أو سامراء أو الموصل أو حتى البصرة فهذه المدن أهم بكثير من بغداد. لماذا؟ يشعر أهل بغداد لسبب أو لآخر بأهميتهم في رسم الأحداث ولذلك يقتل بعضهم البعض منذ عام 2003 وحتى هذه اللحظة. لعل تغيير العاصمة يسلبهم هذا التفكير ويجلب لهم الصحو في التفكير وإلا فإنهم سيستمرون في قتل بعضهم البعض والزعم أن الكفار هو من يقوم بالقتل. شكراً لإيلاف لسماححها لنا بحرية التعبير.

تغيير العاصمة
كامل -

أتمنى أن يتم تغيير عاصمة البلاد التي جئنا منها من بغداد إلى ديالى أو سامراء أو الموصل أو حتى البصرة فهذه المدن أهم بكثير من بغداد. لماذا؟ يشعر أهل بغداد لسبب أو لآخر بأهميتهم في رسم الأحداث ولذلك يقتل بعضهم البعض منذ عام 2003 وحتى هذه اللحظة. لعل تغيير العاصمة يسلبهم هذا التفكير ويجلب لهم الصحو في التفكير وإلا فإنهم سيستمرون في قتل بعضهم البعض والزعم أن الكفار هو من يقوم بالقتل. شكراً لإيلاف لسماححها لنا بحرية التعبير.

الى السيد كامل
سمير عابد -

سمير عابد ليسمح لي السيد كامل ( 3 و4 و 6) بالرد بعدد من النقاط وأن لايخرج عن الموضوع مثل كل مرة:1. تكلم عن قلب حرف القاف وغيره من قبل سكان بغداد ونسي ان اهل الخليج بل وكل العرب يقلبون الحروف. ثم ماعلاقة مقالة تحكي عن التراث البغدادي بالقتل والتناحر بعد 2003 .؟2. يقول توجد أسماء وحرف وتقاليد مشتركة بين أهل بغداد وغيرها من مدن فلماذا الحاجة الى اختلاق تراث خاص ببغداد؟.لقد نسي السيد كامل بانه توجد ايضا اختلافات كثيرة ميزتها عن باقي المدن. فكيف تجاهل بأن لهجات وتقاليد وعادات ابناء الموصل وتكريت وبغداد وكربلا والبصرة تختلف عن بعضها البعض مثل ماتختلف لهجة وعادات اهل اسكتلندة ولندن. ثم لماذا تجاهل كتبا مشهورة مثل (جمهرة ألأمثال البغدادية) للتكريتيوهو بخمسة اجزاء كبيرة و ومجلدات(معجم اللغة العامية البغدادية) لجلال الحنفي ومجلدات (بغداديات) لعزيز الحجية واصول العامية البغدادية للشيخ رضا الشبيبي والألفاظ العامية البغدادية للدكتور مصطفى جواد وألأب انستاس الكرملي ؟. وكلها تتحدث عن تراث بغدادي خاص ومتميز.3. كان المفضل ان يشرح كاتب المقالة الأستاذ القيسي بعض الكلمات التراثية القديمة للجيل الجديد الذي اختلطت عليه الأمور.واخيرا ارجو من السيد كامل ان يلتزم باصول النقد العلمي وعدم الخلط بين التراث وبين السياسة.سمير عابد - مدرس لغة عربية

الى السيد كامل
سمير عابد -

سمير عابد ليسمح لي السيد كامل ( 3 و4 و 6) بالرد بعدد من النقاط وأن لايخرج عن الموضوع مثل كل مرة:1. تكلم عن قلب حرف القاف وغيره من قبل سكان بغداد ونسي ان اهل الخليج بل وكل العرب يقلبون الحروف. ثم ماعلاقة مقالة تحكي عن التراث البغدادي بالقتل والتناحر بعد 2003 .؟2. يقول توجد أسماء وحرف وتقاليد مشتركة بين أهل بغداد وغيرها من مدن فلماذا الحاجة الى اختلاق تراث خاص ببغداد؟.لقد نسي السيد كامل بانه توجد ايضا اختلافات كثيرة ميزتها عن باقي المدن. فكيف تجاهل بأن لهجات وتقاليد وعادات ابناء الموصل وتكريت وبغداد وكربلا والبصرة تختلف عن بعضها البعض مثل ماتختلف لهجة وعادات اهل اسكتلندة ولندن. ثم لماذا تجاهل كتبا مشهورة مثل (جمهرة ألأمثال البغدادية) للتكريتيوهو بخمسة اجزاء كبيرة و ومجلدات(معجم اللغة العامية البغدادية) لجلال الحنفي ومجلدات (بغداديات) لعزيز الحجية واصول العامية البغدادية للشيخ رضا الشبيبي والألفاظ العامية البغدادية للدكتور مصطفى جواد وألأب انستاس الكرملي ؟. وكلها تتحدث عن تراث بغدادي خاص ومتميز.3. كان المفضل ان يشرح كاتب المقالة الأستاذ القيسي بعض الكلمات التراثية القديمة للجيل الجديد الذي اختلطت عليه الأمور.واخيرا ارجو من السيد كامل ان يلتزم باصول النقد العلمي وعدم الخلط بين التراث وبين السياسة.سمير عابد - مدرس لغة عربية

شكراً
كامل -

الأستاذ سمير، شكراً لتعليقك. لقد أعجبني ولذلك فإني نقرت على " أعجبني" كما ترى اعلاه. نعم! ذلك أنا الذي فعل ذلك. قبل أن أجيبك على نقاطك التي طرحتها أحب أن أخبرك أنني إنما قمت بما قمت به للمماحكة الودّية/إثارة الأسئلة رغم أن كل ما قلته صحيحاً(صحيحٌ). بالنسبة لما جاء من نقاط في تعليقك: أولاً، أنا لم أستنكر قلب الحروف والأصوات بل قلت أن هذا أمر طبيعي و لا عيب ولا حرج فيه ولكني تساءلت لماذا يقلب من نشأ في بغداد قاف القِدْر ويستصغر ويقلّل من شأن من يقلب قاف الإبريق. جئت بهاتين الكلمتين كمثال وهنالك مئات الأشياء الأخرى. بالنسبة لنقطتك الأخرى من أن المدن تختلف عن بعضها فهذا صحيح: مثلاً تختلف البصرة عن الموصل في بعض الوجوه: المآكل والمشارب واللهجات ولكن بغداد لا تختلف عن الشّنافية والشوملي والمحمودية والزهدية والديرية وغيرها من القرى والمدن التي هي إمتداد لبغداد أو أن بغداد إمتداد لها. طبعاً يمكن التعسف والقول أن بغداد تختلف في بعض الشيء و لكن المناطق والأحياء في المدينة الواحدة وحتى البيوت في الحي الواحد تختلف أحياناً ولكن هذه إختلافات متقطعة/متشتتة غير مستمرة/متوارثة جيل بعد جيل( لم تستقر بما فيه الكفاية كي تصبح من جينات المدينة التي تميزها عن غيرها).الأهم من كل ذلك أن المقال كان يتحدث عن أشياء لا تخص بغداد وحدها بل تشترك بها جميع مدن العراق الوسطى والجنوبية وشمال بغداد لذلك فمن من المستغرب الحديث عما يقوم به "البغادة" للتخفيف من حر آب إذا كان ما يقوم به من نشأ في بغداد لا يختلف عما يقوم من نشأ في الشنافية أو عفك أو السلمان...... إلا إذا كان المقصود: هذا ما يقوم به من نشأ في بغداد رغم انه لا يختلف عما يقوم به سكان القرى المحيطة. وهنا يكون الغرض من الكتابة والمقالة هو الإبلاغ عن أن أهل بغداد مثل من حولها لا يختلفون. ويمكننا قراءة المقالة بطريقة أخرى هكذا: هذا مايفعله من يقطن بغداد ولا ندري إذا كان يختلف عما يفعله سكان القرى المجاورة أم لا.شكراً لإيلاف.

شكراً
كامل -

الأستاذ سمير، شكراً لتعليقك. لقد أعجبني ولذلك فإني نقرت على " أعجبني" كما ترى اعلاه. نعم! ذلك أنا الذي فعل ذلك. قبل أن أجيبك على نقاطك التي طرحتها أحب أن أخبرك أنني إنما قمت بما قمت به للمماحكة الودّية/إثارة الأسئلة رغم أن كل ما قلته صحيحاً(صحيحٌ). بالنسبة لما جاء من نقاط في تعليقك: أولاً، أنا لم أستنكر قلب الحروف والأصوات بل قلت أن هذا أمر طبيعي و لا عيب ولا حرج فيه ولكني تساءلت لماذا يقلب من نشأ في بغداد قاف القِدْر ويستصغر ويقلّل من شأن من يقلب قاف الإبريق. جئت بهاتين الكلمتين كمثال وهنالك مئات الأشياء الأخرى. بالنسبة لنقطتك الأخرى من أن المدن تختلف عن بعضها فهذا صحيح: مثلاً تختلف البصرة عن الموصل في بعض الوجوه: المآكل والمشارب واللهجات ولكن بغداد لا تختلف عن الشّنافية والشوملي والمحمودية والزهدية والديرية وغيرها من القرى والمدن التي هي إمتداد لبغداد أو أن بغداد إمتداد لها. طبعاً يمكن التعسف والقول أن بغداد تختلف في بعض الشيء و لكن المناطق والأحياء في المدينة الواحدة وحتى البيوت في الحي الواحد تختلف أحياناً ولكن هذه إختلافات متقطعة/متشتتة غير مستمرة/متوارثة جيل بعد جيل( لم تستقر بما فيه الكفاية كي تصبح من جينات المدينة التي تميزها عن غيرها).الأهم من كل ذلك أن المقال كان يتحدث عن أشياء لا تخص بغداد وحدها بل تشترك بها جميع مدن العراق الوسطى والجنوبية وشمال بغداد لذلك فمن من المستغرب الحديث عما يقوم به "البغادة" للتخفيف من حر آب إذا كان ما يقوم به من نشأ في بغداد لا يختلف عما يقوم من نشأ في الشنافية أو عفك أو السلمان...... إلا إذا كان المقصود: هذا ما يقوم به من نشأ في بغداد رغم انه لا يختلف عما يقوم به سكان القرى المحيطة. وهنا يكون الغرض من الكتابة والمقالة هو الإبلاغ عن أن أهل بغداد مثل من حولها لا يختلفون. ويمكننا قراءة المقالة بطريقة أخرى هكذا: هذا مايفعله من يقطن بغداد ولا ندري إذا كان يختلف عما يفعله سكان القرى المجاورة أم لا.شكراً لإيلاف.

مرة أخرى
كامل -

بالنسبة للكتب التي ذكرها الأستاذ سمير فهي لا تختلف ولا تعالج الإشكالية التي تثيرها عناوين الكتب. مثلاً كتاب "جمهرة الأمثال البغدادية" للتكريتي يثير نفس السؤال: هل أن الأمثلة التي وردت فيه يطلقها سكان بغداد في حديثهم دون غيرهم من أهل القرى المجاورة؟ إن لم يكن الأمر كذلك فكيف أصبحت أمثالاً بغدادية؟ إذا كان أهل عفك وسوق الشيوخ وبهرج وحمام العليل يستخدمونها فهي أمثلة عراقية عامية وبعضها عربية يعود اصلها إلى قرون. أم أن ما يقصد من العنوان أن هذه الأمثال يستخدمها سكان بغداد وربما هي لا تختلف عن أمثال سكان من يحيط بها! الحق أنها لا تكون أمثالاً بغدادية حتى تكون قد أُستعملت أو أطلقت أول مرة في بغداد أو يستعملها الناس في بغداد دون غيرها..... مع هذا قد لا تكون هنالك أية مشكلة إذا كان الكتاب إنما كُتب لقراء أجانب أو قراء عرب ليسوا من تلك البلاد التي جئنا منها. عندها سيفهم القارئ العربي أو الأجنبي أن هذه هي الأمثال التي سمع المؤلف أو رأى أن سكان بغداد يستخدمونها وعندها سيكون كل شيء آخر ثانوي غير مهم. هنالك شيء آخر أحب أن اذكره هنا: إقتنيت نسخة من كتاب جمهرة الأمثال للتكريتي في الثمانينات وكان عنوانها: "جمهرة الأمثال البغدادية"، وعندما زرت البلاد في عام 2010، إشتريت نفس الكتاب مرة أخرى وقد عجبت أن الكتاب يحمل الآن عنوان:" جمهرة الأمثال الشعبية" على الجلاد ولكن عندما تتصفح الكتاب ترى في الصفحة الثالثة عنواناً آخر: "جمهرة الأمثال البغدادية." يا ترى كيف حدث هذا؟ من قام بهذا؟ هل لهذا علاقة بما طرحناه هنا؟ السؤال الأهم هل أن المؤلف عبد الرحمن مازال على قيد الحياة؟ رحمه الله اينما كان. شكراً لإيلاف على سماحها لنا بهذا المتنفس.

مرة أخرى
كامل -

بالنسبة للكتب التي ذكرها الأستاذ سمير فهي لا تختلف ولا تعالج الإشكالية التي تثيرها عناوين الكتب. مثلاً كتاب "جمهرة الأمثال البغدادية" للتكريتي يثير نفس السؤال: هل أن الأمثلة التي وردت فيه يطلقها سكان بغداد في حديثهم دون غيرهم من أهل القرى المجاورة؟ إن لم يكن الأمر كذلك فكيف أصبحت أمثالاً بغدادية؟ إذا كان أهل عفك وسوق الشيوخ وبهرج وحمام العليل يستخدمونها فهي أمثلة عراقية عامية وبعضها عربية يعود اصلها إلى قرون. أم أن ما يقصد من العنوان أن هذه الأمثال يستخدمها سكان بغداد وربما هي لا تختلف عن أمثال سكان من يحيط بها! الحق أنها لا تكون أمثالاً بغدادية حتى تكون قد أُستعملت أو أطلقت أول مرة في بغداد أو يستعملها الناس في بغداد دون غيرها..... مع هذا قد لا تكون هنالك أية مشكلة إذا كان الكتاب إنما كُتب لقراء أجانب أو قراء عرب ليسوا من تلك البلاد التي جئنا منها. عندها سيفهم القارئ العربي أو الأجنبي أن هذه هي الأمثال التي سمع المؤلف أو رأى أن سكان بغداد يستخدمونها وعندها سيكون كل شيء آخر ثانوي غير مهم. هنالك شيء آخر أحب أن اذكره هنا: إقتنيت نسخة من كتاب جمهرة الأمثال للتكريتي في الثمانينات وكان عنوانها: "جمهرة الأمثال البغدادية"، وعندما زرت البلاد في عام 2010، إشتريت نفس الكتاب مرة أخرى وقد عجبت أن الكتاب يحمل الآن عنوان:" جمهرة الأمثال الشعبية" على الجلاد ولكن عندما تتصفح الكتاب ترى في الصفحة الثالثة عنواناً آخر: "جمهرة الأمثال البغدادية." يا ترى كيف حدث هذا؟ من قام بهذا؟ هل لهذا علاقة بما طرحناه هنا؟ السؤال الأهم هل أن المؤلف عبد الرحمن مازال على قيد الحياة؟ رحمه الله اينما كان. شكراً لإيلاف على سماحها لنا بهذا المتنفس.

Baghdad
jafar -

أتصور بل وأجزم أن لبغداد ثقل تاريخي يجب إحترامه للخصوصية اللتي تميزت بها هذه المدينة العراقية . لابأس أن نسمع عن باقي مدن العراق وقطعا كل منها سوف يكون لها الخصوصية بكل ما تحتويه من بشرها إلى أكلها ولهجتها....الخ وتبقى بغداد هي الرمز...وقيل ومازال يقال "يتبغدد" أي يكشخ وشايف حاله !! وحتى الأخوة المصريين يقولونها عندما يضربون المثل بالدلع والصرف والأناقة... فلا زعل يستوجب كل هذا النقاش ...ودمتم

Baghdad
jafar -

أتصور بل وأجزم أن لبغداد ثقل تاريخي يجب إحترامه للخصوصية اللتي تميزت بها هذه المدينة العراقية . لابأس أن نسمع عن باقي مدن العراق وقطعا كل منها سوف يكون لها الخصوصية بكل ما تحتويه من بشرها إلى أكلها ولهجتها....الخ وتبقى بغداد هي الرمز...وقيل ومازال يقال "يتبغدد" أي يكشخ وشايف حاله !! وحتى الأخوة المصريين يقولونها عندما يضربون المثل بالدلع والصرف والأناقة... فلا زعل يستوجب كل هذا النقاش ...ودمتم

ألف شكر للدكتور مجيد
كمــال -

اسمح لي ان اطبع قبلة بغدادية على وجهك ، وأسمح لي ان اقبل قلمك .انت عراقي أصيل ورائع . وأنت ابن بار لبغداد الجميلة ، بغداد التي تنوء تحت ثقل وأعباء الكثير من الغرباء ، الذين ارتووا من مائها ، وتنشقوا عبيرها وعاشوا السمر في لياليها الجميلة ، لكنهم طعنوها في الخاصرة .بغداد التي يريد البعض محوها كعاصمة ، وكمدينة متميزة ، بفعل جهلهم ، وحالة الأنفصام التي يعيشونها .أؤكد لك ، بأن الأيام ستعود لتنجلي هذه الغيوم عن سماء بغداد ويعود الوئام الى اهلها ...ونعود نسمع اللهجة البغدادية ( وليس غيرها) في الراديو والتلفزيون والمقاهي وأسواقها العامرة . لقد طعنها - ابن العوجة - واليوم جاء الكثير من الغرباء ليكملوا المشوار . تحياتي لمقالتك الجميلة وياريت ان لا تنقطع . من الولايات المتحدة

ألف شكر للدكتور مجيد
كمــال -

اسمح لي ان اطبع قبلة بغدادية على وجهك ، وأسمح لي ان اقبل قلمك .انت عراقي أصيل ورائع . وأنت ابن بار لبغداد الجميلة ، بغداد التي تنوء تحت ثقل وأعباء الكثير من الغرباء ، الذين ارتووا من مائها ، وتنشقوا عبيرها وعاشوا السمر في لياليها الجميلة ، لكنهم طعنوها في الخاصرة .بغداد التي يريد البعض محوها كعاصمة ، وكمدينة متميزة ، بفعل جهلهم ، وحالة الأنفصام التي يعيشونها .أؤكد لك ، بأن الأيام ستعود لتنجلي هذه الغيوم عن سماء بغداد ويعود الوئام الى اهلها ...ونعود نسمع اللهجة البغدادية ( وليس غيرها) في الراديو والتلفزيون والمقاهي وأسواقها العامرة . لقد طعنها - ابن العوجة - واليوم جاء الكثير من الغرباء ليكملوا المشوار . تحياتي لمقالتك الجميلة وياريت ان لا تنقطع . من الولايات المتحدة

ليست جزيرة نائية
Neiman Marwany -

اتفق مع السيد كامل فيما ذهب اليه, فبغداد بحكم موقعها تأثرت واثرت بالقرى والمدن العراقية الاخرى ولا ارى ان للمدينة خصوصيه تختلف عن غيرها من مدن العراق ولا اعرف كثيرا من المفردات التي يتداولهاالبغداديون دون غيرهم من العراقيين عدا"دا" وهي تفيد الاستمراريه كقولك "داأكل او دااشرب" ويقول غير البغداديين "جاي" وغالبا مايتهكم سكان المدن العراقية الاخرى على البغداديين لانهم يكثرون من استعمال مفردتي "دا" و"لعد" واختزال المدنية بهاتين المفردتين يريدون من خلالهماالتنويه الى ان سكنة بغداد اكثر مدنية وافضل تاريخا من مدن وقصبات العراق الاخرى. عملت في بغداد لمدة ست سنوات ولم ار شيئا فيها يختلف عمافي المشخاب او الشرقاط او الحويجة او الخضر. قد يكون الشيء الوحيد الذي ميز بغداد عن غيرها هو ان اهلها يفضلون التجارة على السياسة وهم اكثر براكماتيه واقل ثورية وهذا مادعى بقية الشعب العراقي لاتهامهم بالتواطيء مع الحكام الظالمين او ايثار الحياة بذل على الموت بعز

ليست جزيرة نائية
Neiman Marwany -

اتفق مع السيد كامل فيما ذهب اليه, فبغداد بحكم موقعها تأثرت واثرت بالقرى والمدن العراقية الاخرى ولا ارى ان للمدينة خصوصيه تختلف عن غيرها من مدن العراق ولا اعرف كثيرا من المفردات التي يتداولهاالبغداديون دون غيرهم من العراقيين عدا"دا" وهي تفيد الاستمراريه كقولك "داأكل او دااشرب" ويقول غير البغداديين "جاي" وغالبا مايتهكم سكان المدن العراقية الاخرى على البغداديين لانهم يكثرون من استعمال مفردتي "دا" و"لعد" واختزال المدنية بهاتين المفردتين يريدون من خلالهماالتنويه الى ان سكنة بغداد اكثر مدنية وافضل تاريخا من مدن وقصبات العراق الاخرى. عملت في بغداد لمدة ست سنوات ولم ار شيئا فيها يختلف عمافي المشخاب او الشرقاط او الحويجة او الخضر. قد يكون الشيء الوحيد الذي ميز بغداد عن غيرها هو ان اهلها يفضلون التجارة على السياسة وهم اكثر براكماتيه واقل ثورية وهذا مادعى بقية الشعب العراقي لاتهامهم بالتواطيء مع الحكام الظالمين او ايثار الحياة بذل على الموت بعز

الى الاستاذ كامل
بشار -

الى الاستاذ كامل المحترم:ملاحظاتك رائعة ودقيقة بدقة الموضوع اعلاه، ولكن اتعجب تحفظك وانتقادك للكاتب على اساس انه جعل من الممارسات والعادات اعلاه صفات بغدادية خالصة في حين انه لم يفعل. حقيقة انه لم يذكر ان هذه العادات هي مشتركة في اغلبها مع المدن العراقية الاخرى لايعني انه قال بإنها حكر على اهل بغداد دون غيرهم. وشوية على كيفك ويانة استاذ كامل احنه هم اخوتكتحياتي

الى الاستاذ كامل
بشار -

الى الاستاذ كامل المحترم:ملاحظاتك رائعة ودقيقة بدقة الموضوع اعلاه، ولكن اتعجب تحفظك وانتقادك للكاتب على اساس انه جعل من الممارسات والعادات اعلاه صفات بغدادية خالصة في حين انه لم يفعل. حقيقة انه لم يذكر ان هذه العادات هي مشتركة في اغلبها مع المدن العراقية الاخرى لايعني انه قال بإنها حكر على اهل بغداد دون غيرهم. وشوية على كيفك ويانة استاذ كامل احنه هم اخوتكتحياتي