ثقافات

خلود الجابري: لوحاتي مساحات للفكر والتأمل والحلم

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

أبوظبي من محمد الحمامصي: تعد الفنانة التشكيلية الإماراتية خلود الجابري واحدة من أبرز الفنانات التشكيليات الإماراتيات اللاتي انطلقن منذ أواخر الثمانيات وبدايات التسعينات، قدمت وشاركت في عشرات المعارض، تملك مفردة تشكيلية تحمل تراث الإمارات الإنساني في بساطته وتلقائيته وطمأنينته وسعيه للسلام، والمتغيرات التي دخلت نتيجة التطورات التكنولوجية والتنمية العمرانية والزخم الاقتصادي، الأمر الذي حملت معه رؤيتها الأصالة والمعاصرة معا، وربما أهم ما يميز تجربتها ويمنحها الخصوصية هو كونها تعد المرأة في مختلف أحوالها محورا وعنصرا رئيسيا في لوحتها، حيث نرى لجرأة في التناول يكشف عن عمق الرؤية ومحاولة استشراف المستقبل وتجاوز الثابت.
حصلت الجابري على جائزة "لوفيسيال " أفضل امرأة عربية في الفنون التشكيلية لعام 2010، كما حصلت على العديد من الشهادات التقديرية لمشاركات في معارض والعديد من رسائل شكر من مؤسسات وسفارات في المشاركة بالتحكيم والتنظيم لأنشطة مختلفة.
أيضا حصلت على عدة جوائز أثناء المرحلة المدرسية، المرحلة الجامعية، وعلى المركز الأول عام 1987 - البحرين - المركز الثاني عام 1988 - عُمان - المركز الأول عام 1989 قطر - في معرض الفن التشكيلي 3/4/5 لشباب دول مجلس التعاون الخليجي "تحت رعاية المجلس الأعلى للرياضة والشباب".
التقتها "إيلاف" في ركنها الذي أقامته في معرض أبوظبي الدولي للكتاب في دورته الـ 22 وتحدثت إليها لتلقي الضوء على جوانب مختلفة من تجربتها الفنية والإنسانية.

** بداية نود التعرف على بدايات تجربتك الفنية؟
** عندما كنت طفلة كنا نسكن في منطقة "فريج المرَرَرْ" في دبي، وهذا المكان على ساحل البحر، وكان مكانا لبناء السفن على شواطئه الجميلة، كنت أتأمل دائما البحر حينما يكون هادئا وحينما يكون ثائرا، كما نلعب على تلك الأخشاب المرمية هنا وهناك، وكنا نقفز على الخشب المصفوف لبناء السفن آنذاك في الحقبة الماضية من الزمن وفي البيوت البسيطة التي كانت مصنوعة من المواد البسيطة والبراجيل التي كانت مصنوعة من الخشب والقماش والجريد، والبيوت المصنوعة من العرشان "سعف النخيل"، كل هذا كان في تأمل، تأمل المكان، البحر واللون والحركة حركة الإنسان وانفعالاته، كنا في فرح.
أنا أحب التأمل
كانت الحياة بسيطة وكنت أذهب إلى مدرسة اسمها "مدرسة الخنساء"، كنت في السابعة من العمر وكنت أرسم أسطورة البحر "عروسه"، كانت تطلب مني مدرسة فلسطينية جميلة اسمها "زهراء" أن أرسم عروس البحر على السبورة وعند الانتهاء منها كانت تطلب من التلميذات أن يصفقوا لي، هذا كان يسعدني ويدخل عليّ الفرح.
في عمر السابعة تعرفت على أول مرسم وهو مرسم ابن جيراننا آنذلك، بيت صديقتي آمال السويدي، كان أخيها رساما، وكان مرسمه مكون من غرفة خشبية فوق السطوح، كانت فيه ألوان وأوراق، كان يرسم بألوان الزيت، ومرسمه ملئ باللوحات، هذا المرسم دخلته مرة واحدة لكنه انحفر في ذاكرتي وسيظل محفورا.
في سن العاشرة انتقلت الأسرة إلى أبوظبي، وفي أبوظبي درست في مدرسة اليرموك، وكانت المدرسات وقتئذ مصريات وقد شجعنني على الرسم بل لقبنني بـ "الرسامة"، وهكذا كبرت وكبر معي حبي للفن، وفي المدرسة الثانوية "مدرسة أم عمار أول مدرسة ثانوية تأسست في مدينة أبوظبي"حيث كان الشيخ زايد رحمه الله يقوم بزيارتها عدة مرات في العام، كانوا يطلبون مني أن أرسم الجداريات ليتم تزيين المدرسة بإبداعات بنات الإمارات، وذات مرة أقامت المدرسة بعمل مسابقة في الرسم وحصلت على المركز الأول، وتم تكريمي في حفل للمتفوقين.
أيضا في الجامعة حصلت على المركز الأول في مسابقة للرسم، وفي هذه المرحلة تطورت رسوماتي، درست الإعلام وهذا جعلني أهتم في مجال التصوير الفوتوغرافي عن الدراسة، وبدأت أشارك في معارض التصوير والرسم بالجامعة، وانطلقت في رسم البورتريه بادئة بالشخصيات المشهورة.
هذا العشق الأصيل للفن الذي يفرد لي مساحات من التأمل أحبها حين افتتحوا مرسما في المجمع الثقافي بأبوظبي التحقت به طالبة وتفوقت على الجميع وشاركت في أول معرض تشكيلي للسيدات، لأنطلق وأشارك في مسابقة البحرين لدول مجلس التعاون الخليجي وحصلت على المركز الأول، كذلك شاركت في معرض جمعية الإمارات للفنون التشكيلية في الشارقة، كنت أسابق الزمن بعد أن تأكدت أن هذا الفن تغلغل داخلي لونا وقلما وفرشاة وورقة وعالما يضج بالثراء الإنساني والطبيعي، وبرزت كهاوية في نفس التوقيت الذي تخرجت فيه في كلية الإعلام ليتم اختياري في المجمع الثقافي كمدرسة للفنون التشكيلية.

** تحملين تاريخا مرموقا من الأعمال الفنية يتجلى في معارض خاصة ومشاركات وورش عمل وجوائز، فهل لنا أن نتعرف على طبيعة الرؤى والأفكار التي ترتكزين عليها في أعمالك؟
** في كل أعمالي كامرأة عشت في فترة من التحدي، تحدي في التعليم، تحدي في إبراز وتأكيد موهبتي، تحدي في النجاح في عملي، تحدي مع الظروف القاسية التي قد يتعرض لها أي إنسان عادي، في ظل هذه الظروف أصبحت أحمل معي مخزونا من الصور والتأملات والذكريات، أيم الطفولة والمكان الذي عشت فيه وحملت معي طموحا غير عادي، وأنا فتاة تحلم وتحلم، لأنه في زمني كان لا يوجد لدينا الإمكانيات والحداثة مثل هذا الزمن، كنت أقرأ كثيرا قصص إحسان عبد القدوس، ورسمت غلافا لإحدى قصصه "أنا حرة"، كان تعبيرا عما بداخلي، أريد أن أصبح حرة، أن أجد شيئا غير عادي يحول حياتي إلى شيء جميل، لهذا ولكل الظروف الصعبة من حالات أسرية وطموح في الانتهاء من التعليم وعدم الزواج، إلى أن أحقق حلمي في دراستي في الجامعة، لقد كانت أيامها البنت يجب أن تتزوج عند بلوغها سن الرابعة عشرة، كل هذا جعل المرأة بؤرة اهتمام رئيسي في لوحاتي، المرأة هي سلسلة غير منتهية لأعمالي، رسمت طموحات وأحلام وهواجس وانكسارات وقوى وضعف وعظمة وعشق المرأة، إن المرأة محور مخيلتي وخيالاتي.
لقد كانت طبيعي هادئة لكني كنت أحمل أحلاما كبيرة أكبر من هدوئي وصمتي حتى ليصفونني أحيانا "خرساء"، لكني مساحات الفكر والتأمل والحلم لدي مترامية الأطراف وهذه طبيعتي.

** ما أبرز تكويناتك لعالم المرأة وفقا لهذه الصورة التي تتحدثين عنها؟
** كنت أرى المرأة أمامي تمر ظروف شخصية صعبة فأتأثر بها، هناك المرأة التي أريدها أن تكون وأنا أكون، فرسمت المرأة كما أحلم بها جميلة في حياتها كلها مزخرفة بالتحدي والرؤى الجميلة، عندي المرأة دائما في حلم، حلمها في مستقبل مشرق، حلمها أن تكون الحبيبة الملهمة، العاشقة الصادقة، الطموحة، الدفء، الحنان، أن تكون هي الملكة الحاكمة، هي كل شيء في المكان.
كنت أرى أمي غير متعلمة، لكني أحببت أن أتعلم، هناك ظروف كثيرة مررت بها، صعبة وأنا طفلة، فعاشت معي أحلامي وكبرت وكبرت أحلامي، درست وعملت وحققت نجاحا فكنت من أفراد الأسرة المهمين في المنزلالذي كان دوري الاهتمام بالجميع، فقدنا والدي وأنا في سن الـ 12 عاما.
حققت حلمي الأول بالتخرج في الجامعة وكنت محظوظة أن أدخل عالم الفن التشكيلي من أوسع أبوابه لتتحقق موهبتي، عملت في مركز ثقافي من أهم المراكز في الخليج العربي في تلك الفترة، وكنت دائمة الاحتكاك بالفنانين شبابا وكبارا وأتواصل معهم من بينهم عبد الله المحرقي من البحرين ومحمد علي من قطر ومن الإمارات علي حسن وعبد القادر الريس وعبد الكريم سكر في وزارة الثقافة والإعلام، والفنان محمد مندي الخطاط والفنان التشكيلي الذي أهداني أول فرشاة حينما كنت أبحث للتسجيل في المرسم الحر، كل هؤلاء كانوا دعما لي في بداية مسيرتي التشكيلية.

** كيف تنظرين كفنانة على الواقع اليومي للإنسان الإماراتي وما تأثير تلك النظرة على رؤيتك الفنية؟
** الإنسان الإماراتي هو محور لوحاتي وأنا ضمن هذا المجتمع عشت في الحقبة الماضية والحاضرةن مرت علينا أياما جميلة أيام الطفولة برغم قسوة الأيام من حيث التطور، فكان كل شيء بسيط وعذب في نفس الوقت، كنا في تحد في كل شيء، في التعليم وفي العمل، عملت في مجمع أبوظبي الثقافي في فترة كان وجود المرأة مع الرجل في عمل واحد غير وارد ونادر جدا فكنت من الأوائل في المسيرة التعليمية والعملية.
لقد أثرت الظروف المتغيرة والطفرة العمرانية والعلمية كثيرا على لوحاتي، لقد عشت مرحلة البساطة واعتبر نفسي محفوظة إذ عايشتها، وعشت مرحلة القفزة والطفرة بعد ظهور البترول وأعيش الآن هذا التطور الهائل، كل ذلك رسمته رسمت الإنسان والبترول، رسمت المسيرة، مسيرة حياة المرأة والرجل في الامارات، رسمت الطفولة والطبيعة وما داخلها من متغير، لذا ترى في لوحاتي استلهام للموروث الشعبي الإماراتي بكل ثرائه وتنوعه، رسمت العمارة والبيوت القديمة التي لا تزال تشدني إليها حتى لأشم رائحتها الطيبة ورائحة أنفاس ساكنيها، المكان يغريني ويرميني في خيالات وقصص أحيانا حالمة.

** هل ثمة مدرسة فنية سواء على مستوى الفن التشكيلي تأثرت بها أو انتميت إليها؟ وما أهم النقلات الفنية التي مرت بها تجربتك وتأثير علاقتك بالأدب سردا وشعرا عليها؟
** بدأت بالواقعية وانتقلت إلى المدرسة الرمزية وبعدها التعبيرية، وهناك الكثير من التجارب الفنية التي مررت بها، فقد رسمت بجميع الخامات وعملت بها، ولدي أيضا تجربة فنية باستخدام الورقومواد مختلفة، فالعمل يتشكل كثيرا وأنا أعمل "وليد اللحظة" باستخدام لون واحد هو البني، وقد شاركت به في ملتقيات ومعارض داخلية وخارجية فكانت تجربة فريدة حازت على إعجاب الفنانين والمهتمين.

وبالنسبة للشعر والأدب فكأي فنان يستهويه هذا المبدع الجمالي المبدع، كنت في المرحلة الاعدادية حين بدأت قراءة الشعر، كنت أجمع الدواوين، وقد أثمرت قراءاتي فكتبت قصيد النثر.
في العام 1989 كونا جماعة أصدقاء الفن التشكيلي وكان للجماعة أصدقاء الفن من الكتاب والشعراء والمثقفين، كنا في تلك الفترة كل شهر كان لنا معرضا، وفي هذا الشهر كنا نختار عملا أدبيا أو موسيقيا أو موضوعا أو قصة أو قصيدة لكاتب يريد أن ينشرها، كنا نرسم النصوص الإبداعية، وقد رسمنا في تلك الفترة المجموعة القصصية الأولى للكاتب الإماراتي ناصر الظاهري. بعنوان "عندما تدفن النخيل" وقد اختار لوحة من لوحاتي التي رسمتها له مستوحاة من قصص مجموعته، رسمنا أيضا لخليل قنديل الكاتب الأردني، رسمت عن السجاد عن أغاني تراثية، إلهام المدفعي كلن ضمن برنامج أصدقاء الفن.
لي تجربة أيضا في ملتقى التشكيل والقصيدة الأول بالأردن، وأخرى مع ديوان رسام الأميرة للشاعر سالم بن جمهور الذي كلفني برسم لوحاته وغلافه، وهكذا رسمت لعدد من الكتاب، فالكتابة والشعر لهما أثر كبير في مخيلتي الفنية ومن ثم لوحاتي، فأنا أستمد رؤاي وأفكاري من الذاكرة والشعر والرواية وكل ما يشدني إليه الإبداع.

** تجمعين بين الرسم والتصوير الفوتوغرافي والتصميم أي هذه المجالات أقرب إلى روحك؟
** الرسم هو الأقرب إلي روحي،أما التصوير فأنا أسجل الحدث أو أنني أسجل لقطة لمكان، فكل تنقلاتي في الدول التي أزورها بعد رجوعي للفن عام 2009 أسجل لقطاتي بعدستي وكاميرتي التي لا تفارقني وقت السفر إلى أي بلد أزورها، لكن تستهويني القصور القديمة فصورت قصر زينب خاتون في حي الجمالية بالقاهرة، وهذا القصر له مكانة خاصة عندي، وما من مرة زرت فيها مصر إلا زرته ربما لقصته وجمال تصميمه، هذا القصر كانت تمتلكه أميرة، كانت جارية فاغتقت ليتزوجها أمير، وكانت ذات جمال وشخصية قوية ولها مواقف غير عادية، كانت تأوي الثوار في قصرها وتعالجهم وتمد لهم يد العون، وكانت راعية للشعر والأدب، لذا رسمت لها صورة جميلة ولدي مشروع معرض حولها ولكن لم أبدأ بعد في التجهيز له رغم أنني جمعت كل شيء عنها.
أما التصميم فأنا أعشقه، أعشق تصميم المطبوعات كمهنة امتهنتها بعد الزواج، وكان بديلا عن الرسم في تلك المرحلة حيث كنت أما وزوجة، وفي تلك الفترة انقطعت عن الرسم لمسئولياتي الأسرية.
تصميم الملابس جزء مني أيضا، وأحرص عند زيارتي لأي دولة خاصة مصر على شراء الملابس القديمة المطرزة يدويا من سيناء وسيوا وأعمل على هذه الأقمشة أو الثياب وأعيد تصميمها إلى عباءات ـ للزي الخليجي ـ ممزوجة بالقلادات الفضية والحلي الخاصة بالمرأة العربية قديما، فكل شيء له قيمته وثراؤه في حياتي وينعكس على رؤيتي الفنية والإنسانية. لذا فأنا كثيرة السفر وأميل في سفري إلي زيارة الأماكن القديمة ، لقد كنت أحلم أن أوجد قبل ألف عام، ففي كل مكان أو مدينة كلها عمارة قديمة فنانون لهم قوتهم في رسم المشهد.

** كيف تقيمين حضور الفن التشكيلي في الإمارات وعلاقته بالمتلقي؟
** الإمارات وصلت بالفن إلى مستوى عال، وذلك بسبب اهتمام الدولة وحكامها وثقتهم وإيمانهم بأهمية الفن في التطور والنهضة، فهناك الكثير من الفرص للنهل منها، الدولة تشجع الفن وتحتضن الفنانين، طورت المراكز الفنية وفتحت الجامعات الخاصة بالفنون وأرسلت الفنانين الشباب لتمثيلها في الخارج. فالفنان الإماراتي محظوظ والفرص أمامه موجودة لكن لا يجب على الفنان أن يكون كسولا وأن يسعى ويبادر إلى السعي للتميز بالعطاء والمشاركة، وعليه ألا يصيبه الغرور، فكلما كبر يجب أن يتواضع وأن يزداد تألقا بالبحث والتطوير وأن يمد يده إلى كل من يريد أن يكون فنانا ويساعده في دخول عالم الفن طالما امتلك موهبة أصيلة.
هناك مشاريع ومتاحف فنية كبرى سوف تفتتح قريبا في أبوظبي، وأعتقد أن الأجيال الجديدة من الفنانين محظوظة بوجود مثل هذه المشاريع والمتاحف الفنية.
وبالنسبة للمتلقي فقد أصبح هناك ثقافة فنية في الدولة وذلك نتيجة المعارض الكثيرة التي تقام ويتم الاحتفاء بها، كما أن وزارة الثقافة تلعب دورا مهما في إقامة المعارض وارسال الفنانين للخارج لتمثيل الإمارات فنيا فضلا عن مشاركة الفنانين في الملتقيات والمعارض الفنية الكبرى خارج الدولة، كل ذلك وضع المتلقي في داخل مشهد الحركة الفنية وجعله متابعا أصيلا لها.

** كيف ترىن للمشهد الفني التشكيلي في الإمارات وموقعه داخل المشهد العربي؟
** المشهد الإماراتي الآن منفتح على مختلف الفنون والثقافات في العالم، والإمارات محط أنظار الكثير من الفنانين والمثقفين دوليا وعربيا وإقليميا، وهذا يتيح للفنان الإماراتي أن يتواصل ويتفاعل، الأمر الذي مكنه من تحقيق ثورة تقنية، وقد أفرز ذلك تجارب شبابية تشارك بفاعلية في الملتقيات والمهرجانات التي تجتمع فيها كل التيارات والاتجاهات الفنية.

** هل ثمة مشكلات تعاني منها الحركة الفنية التشكيلية في الإمارات وما حلولها من وجهة نظرك؟
** هناك مشكلات بالطبع يعاني منها الفنان الإماراتي منها: تفرغ الفنان، فالفنان يعاني فهو موظف وفي نفس الوقت هو فنان، والدولة لا تمنح تفرغا له، وهو لا يغامر، فالفن قيمة في الدولة ولكن تسويق اللوحات صعب جدا، هناك بعض الفنانين لهم سوق في عالم الفن، لكن على الدولة إلزام هيئة السياحة والدوائر والهيئات بشراء لوحات الفنانين الإماراتيين بنسبة معينة.

** وماذا عن الحركة النقدية إذا كانت موجودة؟
** أيضا الحركة التشكيلية تفتقد إلى النقد الفني، فعلى المستوى الشخصي أسعى إلى أصدقائي الفنانين لنقد أعمالي، وأستفيد من ذلك في تطوير عملي، لذا تجدني أحرص عند زيارة أي دولة أن أستمع لآراء الفنانين خاصة الكبار في أعمالي مثل جورج بهجوري وحلمي التوني ومحمد عبلة من مصر.

** ماذا تأملين لتجربتك سواء على المستوى الشخصي أو العام؟
** أتمنى مواصلة المشاركة في المعارض والمهرجانات الفنية الدولية وأن أصبح سفيرة لبلدي في الفنون التشكيلية جنبا إلى جنب مع زميلاتي خاصة الفنانة نجاة مكي، وأيضا أن أسس مرسمي الخاص وأيضا جاليري لعرض أعمالي داخل منزلي قريبا يكون عالمي الذي أهرب إليه من العالم علني أجد السلام الذي أبحث عنه في لوحاتي لأرسم الحب والجمال والسلام لتكون هذه اللوحات رسالة أنشرها عبر العالم.
أيضا أتمنى أن تنتشر المراسم الحرة في الأحياء الشعبية في جميع الإمارات لتأسيس حركة فنية مستقبلية رائعة، فالريشة لها سحرها الذي لا يجب أن نفقده في زمن تغزو فيه التكنولوجيا كل شيء.

** أخيرا ما هي آخر أخبارك؟
** استعد للسفر للصين للمشاركة ممثلة لدولة الإمارات في معرض تشكيلي دولي في الصين، وهي مشاركة مهمة بالنسبة لي، لوحاتي التي ستعرض هناك سوف تعبر عن المرأة العربية باعتبارها رمزا للمحبة والجمال والسلام والعطاء، وهذا حلمي أن نشارك في السلام وندعمه أينما رحلنا وحللنا.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف