ثقافات

في ختام ملتقى النقد الأدبي بالرياض: تخصيص دورة للمرأة السعودية الناقدة

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

عبدالله السمطي من الرياض: في الوقت الذي عاب فيه أغلب المشاركين والمشاركات من النقاد ومدرسي الأدب في الأكاديميات السعودية مستوى الدراسات النقدية التي قدمها النقاد العرب الوافدون إلى السعودية للعمل بها لانطباعيتها ومجاملاتها، قدم أغلبهم ومعهم بعض المشاركين في ملتقى النقد الأدبي الرابع الذي عقده النادي الأدبي بالرياض واختتم عصر اليوم الخميس، قدموا مجموعة من أوراق العمل والدراسات التي لا ترقى إلى مستوى الدراسات الأكاديمية، واكتفى أغلبهم بتقديم جملة من عروض الكتب التي تقف على مضامين ما ألف من كتب في قراءة الإبداع الأدبي السعودي، وعرض أبوابها وفصولها.
ينطبق هذا الأمر عل مختلف البحوث التي قدمت في الملتقى، ويبدو أنها قد كتبت على عجل وبشكل استعراضي لا يتقصى طبيعة المنهج، أو يستقصي في الدلالات النقدية التي قدمت عن الإبداع الأدبي السعودي.
الحقيقة الأولى التي أغفلتها جل البحوث هي أن هذه الدراسات التي كتبها النقاد العرب الذين وفدوا إلى السعودية كتبوها بسبب إقامتهم أو عملهم المؤقت في السعودية، وقبل وفودهم إليها وبعد مغادرتهم منها لا يعودون إلى ذكر هذا الأدب أو الكتابة عنه، وهو ما يجعل دراساتهم دراسات مناسباتية أو متعجلة، أو تقع في شرك المعرفة الأولية بهذا الأدب خاصة أن هذا الأدب لم يشهد التحولات الإبداعية العربية الكبيرة كما شهدتها بلاد الشام أو العراق أو مصر ، يمكن أن نستثني من ذلك الدراسات التي كتبها الدكتور صالح الشنطي والدكتور حسين المناصرة والدكتور شاكر النابلسي، فضلا عن ذلك فإن معظم النقاد العرب أو لنقل بالأحرى مدرسي الأدب الذين وفدوا إلى السعودية أغلبهم غير معروف بإسهام نقدي ذي مستوى متميز في بلاده، أو ذكر يوما ما في بلاده أنه أسهم في حركة الحداثة، بل إن معظمهم معادون للإبداع الجديد في بلادهم، ومن هنا لا يوجد لهم أثر كبير بدراسة أو بكتاب.
وعلى مدى ثلاثة أيام، ما بين 24-26/4/2012م نظم النادي الأدبي بالرياض فعاليات ملتقى النقد الأدبي في المملكة العربية السعودية، في دورته الرابعة بعنوان " الشعر السعودي في الخطاب النقدي العربي" بمشاركة نحو ثلاثين باحثاً وناقداً وأستاذاً جامعياً وقد اشتمل الملتقى على سبع جلسات، تناولت أبرز ما كتب من دراسات عربية عن الأدب السعودي، ومن بين الجلسات جاءت الجلسة الثالثة التي تحدث فيها ثلاثة باحثين تناولوا فيها دراسات الدكتور محمد الشنطي وأشاد الجميع بجهوده وعطائه النقدي المتميز حيث أدار الجلسة الدكتور عبدالله المعيقل وكانت أولى أوراق العمل في هذه الجلسة هي الرؤية النقدية لمحمد الشنطي من خلال التجربة الشعرية السعودية الحديثة للدكتور عبد الرزاق الحاج حسين والذي تناول فيها تعريفا بالشنطي ومصنفاته في ميدان الأدب السعودي وتصنيف الرؤية النقدية وتوصيفها، من خلال التقسيم : " التجديد وتبدو مظاهره في الشكل والمضمون، والتحديث ، وقصيدة النثر ".
وأشار الحاج إلى أن الناقد الدكتور محمد الشنطي دارس صبور، وناقد جلد ، تصدى في مرحلة فورة الشعر السعودي ونهضته، وقدَّم أعمالًا نقدية كان لها صدى طيبًا ومحمودًا في الأوساط الأدبية ،ولما لهذا الناقد من أعمال توجّهت لنقد الأدب بعامة ، والشعر بخاصة في المملكة العربية السعودية ، ولرصانة بحوثه وتميزها كمًّا وكيفًا ، فقد آثرته كي أناقش هذه الرؤية وتلك التجربة ، وتبيان هذه الجهود المحمودة من خلال كتابه " التجربة الشعرية الحديثة في المملكة العربية السعودية " الذي وقع في ثلاثة مجلدات تحتوي على أكثر من 1200 صفحة ، حيث أثنى على أعماله النقدية عدد من النقاد داخل المملكة وخارجها . من ذلك ما أشاد به الدكتور رشيد بن فهد العمرو في معرض حديثه عن مبادرة نادي حائل الأدبي في إصدار كتاب عنه مؤكدًا الدكتور العمرو أن الدكتور الشنطي علم من أعلام الحركة الثقافية والأدبية في عالمنا العربي، وكذلك في الميدان الأكاديمي ، مبينًا إسهاماته المتميزة والمؤثرة في الإنتاج الأدبي في المملكة العربية السعودية . وقال عنه سعيد السريحي : إنه من صنّاع ثقافتنا الوطنية " ولهذه المكانة وهذه الجهود المباركة ، آثرت تقديم هذه الورقة وفاءً لهذا الناقد ، وعرفانًا لما قدَّمه لمكتبة الشعر السعودي . "
وفي الجلسة الرابعة التي أدارتها الدكتورة نورة الشملان وتناولت ورقتي عمل: الأولى عن جهود النقاد العرب في نقد الشعر السعودي " المصريون نموذجا" قدمها الدكتور عبدالله ثقفان الذي قال في ورقته : يمثل الأدب في المملكة مسرحاً تتبارى حوله وعنه الأقلام, وهي مباراة تعد فُضلة في الأعم الأغلب؛ لأن أصحاب هذه الأقلام لم يأتوا بقصد البحث, و إنما من أجل العمل . وقال : لكثرة المتبارين, فقد وفدت إلينا عبرهم مذاهب متعددة ومتلونة اشتركت في تكوين الذوق السعودي الحديث, و هو ذوق مذبذب في معظم أحواله, إذا لم يمض هذا الذوق على قاعدة معينة, الأمر الذي جعل المعارك الأدبية عنواناً لنا في معظم كتاباتنا, إذ كل واحد منا ينتج من المعين الذي تعلّم منه أو تشرّبه, وقد زاد ذلك اشتعالاً ما نعانيه من تعدد الانتماءات الفكرية التي رسختها أماكن الدرس والتحصيل داخل وخارج البلاد .
وعقب على الجلسة الرابعة الدكتور عبدالله الرشيد وقال بأن المصريين الذين نهجوا منهج النقد على الأدب السعودي بأن نتاجهم النقدي يقوم إما على المجاملة أو تجميع نصوص، ولم نجد نتاجا نقديا ومنصفا أو يكون مرجعا نقتدي به .. مما جعل نقده يثير الحماس في المداخلات التي زادت عن عشرين مداخلة وختم تعليقه بقوله إن هذا الملتقى سيكون محضنا لكل ما نطمح إليه.
واستمرت جلسات الملتقى يوم أمس الخميس وكان أبرزها بحث الدكتور حسين المناصرة الذي قرأ فيه تجربة ثلاثة نقاد فلسطينيين في قراءة الشعر السعودي وهم: شاكر النابلسي وصالح الشنطي وراشد عيسى.
وبعد اختتام الملتقى أصدر النادي الأدبي جملة من التوصيات منها: اقتراح المشاركين موضوعات مختلفة، ليكون أحدها عنواناً فرعياً للملتقى في الدورات القادمة، على أن تتصل بالمنهج والأجناس الإبداعية الأخرى ورؤية النقاد السعوديين ودراساتهم للأدب العربي.
كما دعا المشاركون إلى تكريم عدد من النقاد المعنيين بالنقد في المملكة خلال الدورة القادمة وما بعدها من دورات. و العناية بإعادة طباعة كتب رواد النقد في المملكة؛ امتداداً لنشاط النادي في هذا المجال عندما أعاد طباعة كتاب "المرصاد " لإبراهيم هاشم فلالي، وكتاب " شعراء نجد المعاصرون " لعبدالله بن إدريس. و دعوة النادي إلى إنشاء قاعدة بيانات شاملة عن النقد والنقاد في المملكة العربية السعودية.
وسرعة طباعة بحوث الملتقى بعد مراجعتها من قبل أصحابها في ضوء المناقشات والمداولات التي تمت في الجلسات العلمية. و حث أقسام اللغة العربية في الجامعات السعودية على تبني إنجاز مشروعات نقدية متكاملة تخدم الإبداع في المملكة، وتبنِّي مشروع مؤسسي لنقد التجربة الإبداعية في المملكة.
و التوصية بأن تكون المرأة السعودية المبدعة موضوعا للملتقى في إحدى دوراته القادمة من خلال تسليط الضوء على المنجز النقدي الذي قدَّمته المرأة السعودية أو الذي تعاطى مع إبداعها شعراَ كان أم سردا.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف