إنتحار فني في برلين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
وقد إشتعلت النار في اللوحات الفنية التي يحتضنها بيت الفن "تاخيلس"، الذي يشغله نحو 100 فنان من مختلف التخصصات والخلفيات الثقافية. وتمّ إحراق الأعمال الفنية في محاولة لجذب الإنتباه الى الوضع الهش الذي تعاني منه بعض بيوت الفن المستقل، مثل "متحف نابولي للفن المعاصر"، في جنوب إيطاليا، الذي يخضع لإجراءات تقشفية تبنتها الدولة، و"تاخليس" في برلين، الذي تم بيعه لغرض الإستثمار من قبل القطاع الخاص، ولم يستطع أصحابه إخلائه من الفنانين الذين لا يزالون يشغلونه منذ 23 عاماً.
تقول ليندا سيرنا، الناطقة بلسان بيت الفن "تاخليس"، في محاولة منها للإشارة الى المصير الذي تواجهه هذه المؤسسة الفنية: "يتمثل التهديد في شبكة المستثمرين، والبنوك، والمحامين، وبعض الساسة الذين لا يعيرون أهمية لمثل هذه الأنشطة الثقافية، ويتمحور همهم في جني الأموال فقط، ويحاولون جهد إمكانهم توريطنا مع البوليس، وهم الذين دمروا الفن، السبب الذي دفع بالفنانين لإشعال النار في لوحاتهم، قبل أن يقدم السوق على ذلك".
وتوضح الفنانة ومديرة تاخليس باربارا فراغوغنا قائلة: "نحن ندافع عن تاخليس بصفته مركزاً للإبداع الفني، والمكان الذي يعرض فيه الفن المستقل والمعاصر، الذي لا أهداف ربحية له. إن الفنانين والجمهور في حاجة للبقاء على إتصال مع الفن الموجه للناس، وليس للسوق. نريد من المدينة أن تقتني المكان من أجل الحفاظ عليه، وليس لأن يتحول الى مركز تجاري".
ومن ناحية أخرى، فقد جاء إحراق اللوحات الفنية، تضامناً مع "متحف كاسوريا للفن المعاصر في نابولي"، الذي ينتظر مصيراً مجهولاً بسبب غياب دعم الدولة له، حيث يخشى أصحاب الفن من خصخصة الثقافة في المستقبل، الأمر الذي يعني غياب الرؤية الواضحة لما ستعاني منه حرية التعبير الفكري مستقبلاً.
ويرى الفنان الإيطالي الذي مضى على عمله في "تاخليس" أربع سنوات: "أنه لأمر صعب إحراق أي عمل فني، لأنه يشكل جزء منك، كما لو كان إبنك".
عندما سقط جدار برلين، أرادت الدولة هدم بناية "تاخليس"، من أجل إنشاء شارع جديد في مكانها، إلاّ أنه، حتى اليوم، لا يزال العديد من الفنانين هناك، يتمسكون بإستودهاتهم، والأماكن التي يعرضون فيها أعمالهم الفنية، ويرفضون التخلي عن البناية الشاهقة، والواقعة في حي "ميتا"، المنطقة الواقعة في برلين، والتي تشهد توسعاً تجارياً هائلاً.